الشوارع لا تعرف اولاد الاصول

mainThumb

10-03-2021 07:39 PM

 عندما يسير بعض الجهلة والمغرورين بسياراتهم على الشوارع، تجد السلوك والتصرفات التي لا تنم عن فن او ذوق او اخلاق، كما يطلق على منظومة قيادة السيارة، والتي  اصبحت  هذه الايام كالعنقاء والخل الوفي ، وبعض هذه التصرفات والتي قد  تكون سببا في إيذاء النفس والغير وتتسبب بكوارث بشرية ومادية ، وطبعا لا خلاف على السرعة واستخدام الموبايل على انها اكثر مسببات للحوادث ، ولكن هناك الكثير من التصرفات لا تفسير لها سوى الانفصام في شخصية السائق ،  على سبيل المثال ان  تجد السائق يسير  بطريقة جنونية وكانه يحمل وحدات من الدم لمريض في الرمق الاخير، وفي شوارع لا تتحمل هذه السرعة، وفجأة ينزل بالسرعة إلى الصفر عند مطب حرصا على السيارة، وما اكثر المطبات  في شوارعنا، والسيارة لا يخلو شبرا منها من ضربة  شاكوش او طعنة  مفك وجناحها يرفرف لخلوه من برغي يمسكه، وقد لا يوجد بها سنوبرسات وانقرض موديلها ، ومنهم من يمشي في الشارع وكانه ورثه عن الوالد  فيسرع حينا ويمشي ببطئ احيانا، علما بان ضرر السرعة البطيئة الغير مبررة لا يقل خطورة عن السرعة العالية، وفي بلدان عديدة تحدد السرعة الدنيا قبل القصوى على الشوارع، واما قمة التفاهة وانعدام الذوق تكمن في اطلاق العنان لصوت المسجل بشكل مقزز ومستفز للمارة ، وكاننا في تعليلة عرس في سهل لا حدود له وخارج التنظيم ،  واما اخراج الاطفال من الفتحات او وضع الرضع في حضن السائق وفاردات التخرج والاعراس فحدث ولا حرج  فكلها سلوكيات تنم عن عقلية عرفية جاهلة  تعتقد ان الشوارع تخاف منهم ومن اهلهم وعشيرتهم، ومن الصعوبة ان يخصص لكل سائق شرطي مرور في غياب الاخلاق والضمير  واحترام الذات قبل الغير  ، ناهيك عن قطع الاشارة او تغيير المسرب للهروب من حفرة لا تتجاوز السنتيمترات او لعلو رقعة الاسفلت مليمترات  بسيارة عجلاتها باحجام والوان مختلفة،  وانتهى عمرها  الافتراضي منذ سنين، وهناك رواية وما ادري مدى صحتها، ان هناك شركات عديدة للسيارات  بصدد اضافة جهاز كمبيوتر حساس وذكي   يتعرف على السائق  ويحسب حسابه، ويبلغ الشارع والمارة بسطوته وقوة العشيرة التي ينتمي اليها مجرد جلوسه خلف الستيرنج، فتفتح له الإشارات ويبتعد المارة عن طريقه وتصطف السيارات على يمين الشارع حتى يعبر براحته دون ازعاج ، ولكن حتى هذه اللحظة لا زالت الشوارع لم تتعرف على اولاد الاصول، فما عليكم الا الإنتظار والصبر قليلا لحين وصول السيارات الذكية، وبعدها سنخلي لكم  الشوارع ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد