القربة المخزوقة

mainThumb

13-03-2021 08:27 PM

 هل يحق لنا أن نقول أنهم حمّلونا وزر صاحب القربة المخزوقة الذي سار من قرية لقرية وهو يحمل تلك القربة على أنها مليئة بماء ليروي اهل بيته وحينما وصل وجد ان الماء نفذ والقربة كانت تهدر الماء دون أن يشعر بأنها مخزوقه .
 
 هذا حالنا وهذا ما نشعر به الآن ،منذ بداية الجائحة ونحن خائفون متوترون يوم نحمل قربة الاقتصاد ويوم نحمل قربة الصحة ويوم نحمل قربة التعليم ،ويعولون علينا بأن نتمكن من الوعي لكي نسير بنهجهم لأجل الوطن والمواطن لأجل الوضع الصحي وخوفا من انهياره وخوفا من جوع المواطن وتوسع دائرة الانهيار . 
 
     كل يوم يذهلنا عدد الوفيات وكل يوم نقول لا للموت لا نريده ، ولكي نقول بأن الأهتمام أصبح هاجس وهناك مصاب مخفي في كل عائلة لأن تظهر الأعراض فعليا ونصبح نعلن بأن وصل بنا أن نخاف أن يمسنا الفقد . 
 
   حادثة السلط اليوم عادتنا الى الخوف المرعب ليس بالذهول أو بالأعتقاد أننا اصبحنا من المرضى النفسيين الذين يذهبون للفحص كورونا مرتين في الاسبوع لكي نتأكد بأننا لسنا مصابين بل اكبر من ذلك ، وعلى أثر ذلك نعتقد بأن مستشفياتنا بأنها أصبحت خطرة بدل ما أن تكون مأوى لنا ولحاجتنا وأن نفضل الموت في المنازل ولا نقترب منها ، وأن ما نخافه نجده هناك من فوضى ونقص في الأسرة وبالنهاية نقص في الأكسجين .
 
  المواطن لم يعد يثق بالقربة التي تحملها الحكومة والتي كانت تقنعنا بأن الكورونا قد تؤدي الى الوفاة لكن نجد أن نقص الأكسجين هو أخطر من الكورونا وعدم وجوده بحد ذاته يؤدي الى الموت فمن أسرع للموت الفيروس أم نقص في الأكسجين؟. 
 
   تعبنا منذ عام واربع شهور وغضب يحجم الوطن يقف على أبواب قطاع الصحي ،و أول من يلام هو المواطن اليوم المواطن يأن من المرض والقهر والقرارت والتخبط وعدم التجاوب لصوته ، اليوم نحزن على ما وصلنا اليه ونحتاج فعلا لكل مواطن انبوب اكسجين لكي يتنفس بدون أن يكون مصاب بل لأنه بالفعل يشعر بالأختناق .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد