عيد الأم في يوم الكرامة

mainThumb

21-03-2021 06:46 PM

تشاء المصادفات التاريخية في تاريخ وطننا وأمتنا أن يأتي ذكرى يوم الأم مع انتصار معركة الكرامة  .
في ذلك اليوم الخالد عندما قام قطعان جيش العدو الصهيوني بقيادة الجنرال المغرور موشيه ديان  باجتياز الحدود نحو منطقة الكرامة الأردنية يملؤه الغرور والعنجهية الكاذبة بعد عدوان حزيران يونيو 1967 واحتلال ما تبقى من فلسطين والجولان وسيناء بدعم أمريكي لا يخفى على أحد ، ومعد سلفا منذ فشل العدوان الثلاثي على مصر العروبة قبل عدوان حزيران بعشرة أعوام .
وكان موشيه ديان قد جمع كل الأعلام والصحافة الصهيونية في العالم وأخذ يتبجح أمامهم بأنه ذاهب لنزهة عسكرية يقضي على الفدائيين الفلسطينيين في منطقة الكرامة الأردنية ويسحق الجيش الأردني أذا أراد التدخل .
وبالفعل اجتاحت قوات العدو الحدود إلى منطقة الكرامة وهناك وجد ما لم يخطر على باله، وهز مصداقيته وكيانه  حيث تصدت له المقاومة الفلسطينية الباسلة يدعمها الجيش الأردني بقيادة الفريق البطل  مشهور حديثه الجازي ، وما هي إلا ساعات حتى كان قطعان جيش العدو وأبواقه في العالم يطالبون الولايات المتحدة عفوا أقصد الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ، وانهزم موشيه ديان وقطعان جيشه يجرون أذيال الفشل والخيبة والخزي والعار ، تاركين خلفهم عدد من قطعانهم بين قتيل وجريح  .
وأخذ المفكرون الصهاينة بعد ذلك ، يفكرون ويحللون كيف يمكن منع ما حدث أي كيف يمكن أن يزرعوا سياسة مؤسستهم بريطانيا ( فرق تسد) أي أن يفرقوا وحدة السلاح بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين التي كانت عنوان النصر ، ويجب أن لا تكرر هذه الوحدة وهو نفس ما حدث في البدايات الرائعة لحرب أكتوبر المجيدة عام 1973م ، عندما قال كيسنجر  والقادة الصهاينة من خلفه ما حدث في وحدة السلاح بين مصر وسوريا يجب أن لا يتكرر .
وللأسف الشديد هذا ما تعهد به وكلائهم هنا وهناك وقاموا به على أكمل وجه ، وذلك درسا من دروس التاريخ لأمتنا العربية .
في هذه المناسبة الغالية يفخر بها كل عربي نحيي أرواح شهداء الجيش الأردني البطل والفدائيين الفلسطينيين البواسل ، كما نحي أرواح كل شهداء أمتنا العربية  .
ونحي كل الأمهات في هذا اليوم العظيم الذي صادف مع عيد الأم ولا سيما أمهات الشهداء من الجيش والفدائيين .
كما أحي روح أمي الطاهرة والدة أخي الشهيد عبد الله (أحد شهداء جيشنا العربي في حرب حزيران عام 1967م ) .
وتحية فخر واعتزاز لروح قائد معركة الكرامة الخالدة مشهور حديثه ألجازي ورفاقه الأبطال وكل من له شرف المشاركة بتلك الملحمة الخالدة  أو نال الشهادة .
ويبقى يوم الكرامة الذي صادف مع عيد الأم قصة وكفاح أمة عظيمة مصرة على النصر واسترداد الحقوق ولو بعد حين ، ولن يذهب حقا وخلفه من يطالب به ، فكيف إذا كان هذا الحق قلب الأمة وعنوان وحدتها فلسطين العربية التي ستبقى كذلك من بحرها لنهرها رغم أنف الخونة والعملاء .
ولا نامت أعين الجبناء .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد