في مساحة كبيرة بمواقع التواصل الاجتماعي يغزوها أشخاص يعتبرون أنفسهم مؤثرين، يجلسون ساعات في بث المباشر ليلا نهاراً ويقضون اوقاتهم محاولين أن يؤثروا على المتابعين بأسلوب أو بآخر يتركون اعمالهم وهمومهم يقودون سياراتهم في الشوارع ويشغلون خاصية البث المباشر يلجأون الى اختيار مصطلحات غير مرغوبة يشعلون سجائرهم، ليبدأ الحماس والتعابير في وجوههم لتفريغ شحونات غضبهم أمامنا ، وصدقا منهم من يفرغ طاقة سلبية بسحب الغضب والتوتر ويضع في مكانه طاقة إيجابية مع اعطاء الحلول والنقاش الهاديء الايجابي ومنهم من يثير الفتنة المدمرة ويا كثرهم في هذا الوقت.
نحن من يتحمل هذا وبكل أسف ،والغريب من ذلك يسيطرون على عقولنا بأفكارهم يقودونا وكأنهم قادة ،يلعبون بأحساسنا يشعرونا أننا جبناء وضعفاء وفاقدين الكرامة وكانهم لهم أداة سحرية لإستدراج المتابعين ، ويا ليتهم يسمعوننا كما نسمعهم وياليتهم يعيشون بنفس الظروف التي نعيشها وياليتهم يقدمون المساعدات والمبادرات لمساعدة الشباب وياليت هناك حوار متبادل، فقط يظهرون لنا بمظهر الغضب والتعصب والصوت العالي دون أن نفكر لبضع ثواني من هذا المؤثر وما رأي عائلته بقدراته واصدقائه وما هو هدفه ؟ لماذا دائما يظهر لنا بمزاجية غريبة ؟هل هذا كله غيرة على الوطن ؟ وهل انت الوحيد الذي يحق لك بالتكلم فقط ؟
نظرية أن يقودنا مؤثر لا يحمل أدنى اخلاقيات التعامل مع المتابعين هذا الشيء بقمة السخف وأتساءل أين عقولنا وحكمتنا من هذا ؟هل نرضى على انفسنا أن نتأثر من مؤثر ؟، لا يوجد هناك احترام للعقول والعيون واخذ الاسباب بأن معظم المتابعين هم مراهقين وكبار ورجال ونساء وأن يخرج أحد مهمته "يفش غل الشعب" ويخرج من اللايف ليعود الى هدوئه مع قهوته وطعامه ويجلس مع اصدقائه ويضحك وينام ويترك المتابعين في ضوضاء وتشويش فكري.
تم استغلال بعض المؤثرين بالتوجه نحو الاعلام يخرجوا من شاشة الهاتف ليكون على منبر شاشة التلفاز او المذياع بدون أخذ اي اعتبار لمؤهله التعليمي أو خبرته ،وهذا ما أزاح عدد كبير من الدارسين الصحافة والاعلام وتم اختيار المؤثر في مكانهم الصح وهذا ما أفسد الإعلام وهذا ظلم كبير قد يتحمل مسؤوليته أعلامنا الذي ينعم بالفوضى الآن .
في وطننا نعيش بوضع حرج كبير صحيا واقتصاديا لماذا لم يظهر أحد المؤثرين ويقدم لنا مبادرة في تشجيع التطعيم واخذ اللقاح؟ لماذا لم يظهر لنا أحد بحلول يستفاد منها بدل من الاغلاقات والبطالة ،لماذا يظهرون المؤثرين بحالة الفزع غير المستفاد منها ؟.
لا بد من قراءة المشهد والتيقن به بعدم تسمية اي شخص مؤثر مؤثر لا يقدم شيء لمتابعينه إلا ضياع الوقت لكسب اللايكات وبعض التعليقات التي تكتب بأسلوب الضحك وعدم التفاعل الايجابي كما يريد الى ان ينتهي الامر باغلاق الهاتف .
درجة الحرارة أعلى من معدلاتها ب12 درجة في هذا الموعد
