رِسَالةٌ إِلَى كُلِ مَنْ يَدْعُو بِالْخُرُوجِ عَلَى اَلْحَاكِمِ

mainThumb

25-03-2021 11:05 PM

 دعونا نعود لنتذكر معا بداية الكون، عندما خلق الله سيدنا آدم عليه السلام ومن ثم خلق له زوجه من نفسه وأدخلهما الجنة ... إلخ، وبعد ذلك عصى أدم وزوجه ربهما بسبب إبليس الذي ناصبهما وذريتهما العداء وطلب من ربه أن ينظره إلى يوم الدين، وقد لخصت الآيات من سورة البقرة من رقم 30 إلى رقم 38 قصة بداية الكون بشكل مختصر مفيد لمن يرغب في الإستزادة. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن إبليس وذريته يعملون ليلاً ونهاراً لإغواء بني آدم وإبعادهم عن الصِرَّاط المستقيم (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (الأعراف: 14 – 16 بالترتيب التصاعدي)). وقد ذكرنا سابقاً أن أغلب نفوس البشر من نوع النفس الأمارة بالسوء وليس من النوعين اللوامة أو المطمئنة (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ، وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ،  يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (يوسف: 53، القيامة: 2، الفجر: 27)). والدليل على أن أكثر النفوس من النفس الأمارة بالسوء والشريرين والتابعين للشيطان الرجيم في جميع أفعالهم وأقوالهم في قوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179)). ونضيف قائلين أن كثيراً من الناس لا يسمعون النصح والإرشاد والتوجيه والهداية إلى الصراط المستقيم لقوله تعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً (الفرقان: 44)). نعم، أنزل الله الرسل والأنبياء لهداية بني آدم أجمعين وكان نزول الرسالات السماوية وفق التسلسل الزمني الرسالة اليهودية ومن ثم المسيحية وآخر الديانات كانت الإسلامية. وحصل ما حصل من إختلاف بين أتباع أول رسالتين فيما بينهم وفيما بعد ما حصل سابقا ويحصل حاليا وسيحصل من خلافات قوية في المستقبل فيما بينهم وبين أصحاب الديانة الإسلامية منذ نزول الديانة الإسلامية. ولا ننسى ما أنجزه المسلمون خلال إزدهار حضارتهم من تقدم طبي وصيدلي وفلكي وهندسي وفضائي وعلمي وفي كل مجالات الحياة ووضعوا أسس تلك العلوم ومن ثم بنى عليها الغرب وإستمر في التقدم والإزدهار العلمي والتكنولوجي في جميع نواحي الحياة إلى يومنا الحاضر وسيستمر في المستقبل.

 
سمعنا سابقا ونسمع حاليا وربما سنسمع في المستقبل خطابات ومحاضرات وندوات . . . إلخ مسجلة على فيديوات من قبل عدد من أصحاب الدين والمثقفين والدعاة. يدعون فيها للخروج على حكام المسلمين والعرب لأسباب في نظرهم أن الحكام لا يحكمون بما جاء في كتاب الله ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهىون عن المنكر، ويحاولون إقناع من يستمع لهم بما يقولون ويدعون له. نقول لكل أولئك ما يلي: هل تعلمون الأسباب الحقيقية التي دعت معظم قادة الدول الإسلامية والعربية والعالمية لتطبيق الأنظمة الوضعية؟، لأنهم لا يستطيعون أن يعزلون أنظمتهم عن بقية أنظمة الدول في العالم. وهناك من يتحكم في السياسة العالمية وسياسة جميع الدول في العالم وهي القوى العظمى المخفية والظاهرة والتي إنتصرت في الحربين العالمية الأولى والثانية. وساهمت تلك القوى العظمى معاً في تأسيس وإنشاء الجمعية العمومية ومجلس الأمن وجميع المؤسسات المنبثقة عنهما ومواثيقها للعالم بأسره. فنقول لكل أولئك الذين يدعون شعوب الدول الإسلامية والعربية للخروج على حكامهم: يجب عليكم أن تكونوا منطقيين ومعقولين فيما تدعون إليه، عليكم بوضع علاج للأسباب الحقيقية للمشكلة التي دفعت معظم قادة دول العالم لتطبيق الأنظمة الوضعية وأن يكونوا تابعين ومطبقين لمواثيق مؤسسات القوى العظمي. فعليكم دعوة شعوب تلك القوى العظمى لتغيير جميع مواثيق جميعة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات المنبثقة عنها وفق ما جاء في أسمى القوانين الربانية في الرسالاتين السماوينين السابقتين والديانة الإسلامية (لأن تلك المواثيق هي أساس المشكلة) وليس حكام الدول في العالم. نحن في العالم الإسلامي والعربي في هذه الأيام ومنذ زمن طويل مغلوب على أمرنا لأننا لا نملك من أمر العالم شيء ولا نملك القوة العسكرية أو الإقتصادية أو العلمية أو التنكولوجية . . . إلخ لنقوم بالتغيير المطلوب. ونحن في أردننا العزيز نحمد الله إن حبانا بقيادة هاشمية فذه من سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام، قيادة تخاف الله في مواطنيها أبا عن جدا. وتعمل جاهدة على وضع ميزان دقيق وحساس بين مصلحة الوطن والشعب وعدم معاداة القوى العظمى الذين يملكون القوة بكل أنواعها في هذا العالم ويستطيعون قهر كل حاكم يخرج عن خططهم وتدمير بلاده وتشريد شعبه كما حصل في العراق وليبيا ومصر وغيرها من الدول. كما نقول لأولئك المغرضين كفى دعوة لإثارة الفتن والقلاقل بين الشعوب في الدول الإسلامية والعربية، لتنفيذ الإصلاح الذي تدعونه عليكم بدعوة كما ذكرنا سالفاً شعوب تلك القوى العظمى للخروج على أنظمتهم الظالمة لشعوبهم وشعوب الدول الأخرى في العالم والخروج على شياطين الإنس وأتباع الجن منهم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد