اَلْدِفَاعُ عَنْ اَلْنَفْسِ اَلْمُبَرَرُ حَقٌ لِلْجَمَيْعِ

mainThumb

19-05-2021 12:47 PM

 السوسنة - لم يوضح أو يعرف ميثاق الأمم المتحدة بشكل دقيق حدود استخدام القوة في حق الدفاع عن النفس فقد أجاز إستخدامها في حالات محددة ومن أهمها حالة الدفاع الشرعي عن النفس ولكن للأسف الشديد دون تحديد ما المقصود بالدفاع الشرعي. مما فتح المجال للتوسع في استخدام القوة بكل أنواعها بين الدول تحت هذا الحق وهذا ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمر (أيلول ) حيث قامت بإعادة تشكيل القواعد القانونية الدولية بحيث لا تتعارض مع مصالحها.

فتم تبرير غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 واعتبرت أمريكا ان غزو الدولتين يندرج تحت حق الدفاع عن النفس. وإعتبرت دولة الكيان الصهيوني منذ عدة عقود من السنوات أن إعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين في جميع مناطق فلسطين المحتلة وقتل العُزَّل منهم بدم بارد أو الهجوم الواسع على قطاع غزة عدة مرَّات أو الاعتداءات العسكرية المتكررة على الأردن ولبنان وسوريا أنه يندرج تحت الدفاع عن النفس. ولقد نَوَّهْنَا في مقالات سابقة لنا عن الضرورة الملحة لإعادة صياغة بعض بنود قوانين مواثيق الأمم المتحدة بشكل دقيق أكثر مما هو عليه الآن حتى لا يتاح لأي طرف من اطراف أي نزاع إستغلال الثغرات الموجودة في أي بند من بنود اي مادة من مواد تلك القوانين ويتجاوز ويفجر في إستغلال الحق المنصوص عليه في بنود تلك المواد بشكل مفرط، فيما إذا كان مبرراً له ذلك الحق حتى لا يهدد السلم والأمن الدوليين.

فالحرب الطاحنة والدائرة منذ عشرة أيام بين الفلسطينيين وجيش دولة الكيان الصهيوني لا يمكن إعتبار أو تبرير مهاجمة دولة الكيان الصهيوني المناطق المدنية والمأهولة بالسكان في قطاع غزة براً وبحراً وجواً بطائرات F16 و F35 وغيرها من الطائرات المسيرة (الدرون) وطائرات الأباتشي والمدفعية ... إلخ تحت بند الدفاع عن النفس. دولة الكيان الصهيوني كانت هي المعتدية عن طريق جنودها وعن طريق المستوطنين المسلحين على أهالي حي الشيخ جراح وعلى المصلين في المسجد الأقصى في ليلة القدر وليست المعتدى عليها.

لما تقدم فعلى دولة الكيان أن تدرك أن الإعتداء على أي فلسطيني في أي بقعة من بقاع فلسطين هو إعتداء على الفلسطينيين أجمعين في أي بقعة من بقاع فلسطين أو العالم، ولكن للأمانة والصدق أن الفلسطينيين في قطاع غزة قبل إستخدامهم القوة للدفاع عن النفس المبرر لهم قاموا بتوجيه أكثر من تحذير لدولة الكيان لإيقاف الإعتداءات على الفلسطينيين في القدس وحي الشيخ جراح قبل إستخدامهم حقهم في الدفاع عن النفس. ولكن كعادة قادة الكيان الصهيوني دون أي جدوى ودون أي إستجابة، مما دفع التنظيمات العسكرية في حماس لإستخدام قوتها الصاروخية وإستهداف المناطق والتجمعات والمواقع العسكرية وليس المدنية في دولة الكيان،
 
علما أن الحرب غير متكافئة وكما يقال بالعامية: شو جبرك يا حماس على المر قالت الأمر منه. دولة الكيان تعتبر نفسها ويعتبرها العالم أنها من أقوى الدول في الشرق الأوسط عسكرياً، ولكن قطاع غزة لا تتعدى مساحته 365 كم مربع ومحاصراً  براً وبحراً وجواً وليس لديه مقومات الدولة المعاصرة كغيرها من الدول. ولكن كما يقال أيضاً: الحاجة أم الإختراع فإعتمدت أذرع حماس العسكرية على نفسها في تطوير صواريخ للدفاع عن النفس بشكل متتابع فطورت في عام 2001 صاروخ مداه 3كم وفي 2008 صاروخ مداه 17 كم وفي عام 2012 صاروخ مداه 80 كم وفي عام 2014 صاروخ مداه 160كم وفي عام 2021 صواريخ مداها 220 كم و 250 كم. علاوة على تطوير طائرات مسيرة إنتحارية وهجومية إضافة لما لديها من قاذفات الصواريخ العادية مثل قذائف الهاون وغيرها. وظاهر الأمر أن المسؤولين في أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية صرَّحت وتُصَرِّح بأن إسرائيل من حقها الدفاع عن النفس، ولكن هل كانت إسرائيل معتدى عليها؟ أم هي المعتدية؟ وهل الدفاع عن النفس يعطيها الحق في قصف الأبراج السكنية؟ والأماكن المأهولة بالمدنيين؟ وبشكل مفرط وغير إنساني؟. وإلى متى ستستمر الدول صاحبة القرار في العالم إلتزام الصمت وعدم أمر إسرائيل في إيقاف عدوانها على القطاع؟.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد