الإصلاح رغبه حقيقية أم مجرد كلام؟

mainThumb

05-06-2021 05:08 PM

      تداول قبل أيام بل منذ سنين مصطلحات إعلامية تكتبها الصحف الاردنية بالخط العريض تحت عنوان "الإصلاح" بكل ما يحمل من معنى ومضمون سياسي واقتصادي واجتماعي، نتصفح الأوراق ونرَ الندوات ويكثر الحديث عن شيء ربما يطمح أن نحصل عليه لكن نجد أن الوضع العام كما هو.

 
   في حقيقة الأمر نحن شعب متشوق لتلك العملية الجراحية في جسد الوطن المتعب الذي ينقصه فريق طبي متخصص من النخبة الشبابية والخبرة والعبقرية  ذات فكر نهضوي واقتصادي وقانوني يرسم سياسات العدالة في الحقوق والواجبات وضخ الدماء ليتجدد نشاطه وإعطاءه بعض العلاجات ليتوازن إيراداته  مع نفقاته ووضع حلول للبطالة وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد وهدر المال وايقاف نزيف الديون الخارجية ، وقد بذل المواطن  منذ تأسيس الدولة كل ما بوسعه من دفع الضرائب وتحمل الأعباء بارتفاع الأسعار وتحمل البطالة وتعثر مسارات الإستثمار أمام كل فشل حكومي ،وتختفي فجأة تلك العنوانين لأشهر مثلما يتغير حالة الطقس من صيف للخريف وللشتاء ومن ثم يعود علينا منابر جديدة تنادي بتعديل القوانين  ومن اهمها قانون الانتخاب ومع هذا لم يتعدل شيء والحالة السياسية تسير وفيها حلقات من الفراغ الحزبي والنيابي ،  ويعود علينا موسم جديد فيه عناوين قديمة قد مللنا منها بدون تحقيق هدف  الإصلاح الذي يقال عنه منذ سنوات .
 
   كلما اشتدت حالات التأزم في هذا الوطن ويتعكر صوف الفكر الذي كاد يستغل ليرسم مستقبل يستحقه هذا الوطن لنجد أن الأمور تتعقد ، فنحن بأمس الحاجة في هذه الفترة من اخذ الأسباب التي أوصلت بنا الى هنا والعمل حسب نظرة الواقعية التي تختلف عن كلام المحاضرات والندوات والتصريحات المتلفزة حتى لو كانت هناك رغبة حقيقية في الإصلاح ،فمن أين نبدأ بالإصلاحات وتلك الأدوات والشخوص التي تستخدم قد تم استخدامها منذ سنوات ولم تحرز أي تقدم ؟ .
 
    نتمنى أن لا أحد يعتب على الأجيال القادمة التي أصابها اليأس والكآبة بل الذي ينظر للمستقبل بعين التهميش وهو يحاول أن يقدم للوطن من عمره وصبره الطويل ،جلالة الملك لم يقصر في توجيه الرسائل للحكومات والجميع يشهد على ذلك لكن ليس هناك حيلة  لتفهم تلك التوجيهات بسبب فشل الحكومات في تحقيقها ،فالوطن بحاجة لعملية جراحية لا فقط كلام لوسائل الإعلام لنتصفحها فقط إنما نريد تأسيس قواعد جديدة لمؤسساتنا وقطاعاتنا ووضع مخافة الله في هذا الوطن الذي نحتمي فيه ونحبه بل نخاف عليه نقف بجانبه ضد الفتن و وضع المباديء العشائرية والدين في كل قضية وطنية وجعلها في حالات التأزيم واستغلال المواقف السلبية  الذي يرهق الجميع ويبعده عن ما يسمى الإصلاح المطلوب .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد