مليون خطٍّ أحمرْ

mainThumb

15-07-2021 02:26 PM

 أعتقدُ أنّني قد أُصبتُ بداءِ الإكتئاب حقاً، أليس من المؤسف أن تراني في ربيعِ عُمري أقاومُ حدثاً غيرَ موجود؟!

ستقولُ لي أنّك بذلتَ جُهداً مُضاعفاً وأنكَ بكيتَ دماً وتصببتَ عرقا وانهالت على رأسك المصائب ثمّ فقدتَ أحد والديك، على الرغم من هذا ها أنتَ هُنا..
سأقولُ لك أنّ القليل والكثير من الكلام لا يُغني ولا يُسمن من جوع، وأنّني ما عدتُ أكترثُ لرأي أحد ولا يهمُني إن انتقصتَ من أخلاقي أو ذوقي، وأنّني لا أطلب سوى الرحمة..
ذاتَ نهارٍ مُلتهب أضعتُ صديقة كانتْ ترتبط ارتباطاً وهمي بروحي، بكَيتُها ثمَّ تجاوزتها..
وفي المساء الرابعْ التصقتُ برجلٍ أبكم ينظُرني ويتعجب، وذاتّ ليلةٍ قمراءَ باردة أردتُ أن أعشق، فركبتُ مع الغيمة ذات الرقم ثلاثة عشر، حدّثتُها كثيراً دونَ أن أبكي، غضِبتْ ثم أَوقعتني.
في توقيت الأردن يُنجب الأولاد ليلاً، والبنات نهاراً لأن العار مُتلاصق مُتلاحق موجود! والعِفّة أجلُّ منَ الفرح، والروحُ هاوية قتلُها مُحلل!
وإن سألتَني عن شكلي، سأُبرحكَ كُرهاً ثُمّ سأركُلكَ بقصيدةٍ ركيكة تُقرأ بِدقيقة! سأُرتّلُ لكَ آياتٍ قُرآنية تُنعِشُ ذاتكَ المُتأرجِحة حتى تهدأ، وألعَنُكَ وأُلعَنْ.
ستُكمل الحديث؟ 
إذن، سأبدأُ بالسياسة وتحليلها حتى يوضعُ تحت اسمي مليون خطٍّ أحمرْ، ثمَّ أواتيكَ بأخبار الاقتصاد والمديونية والعاطلين عن العَمل والقاعدين بلا أمل حتى ترى العالمَ من حولكَ متاهةٌ قاتِمة ليست سِوى أكلٌ ومَلبس، ولن أنسىْ العلاقات الإجتماعية وانحلالها، كيفَ تُقتلُ قاصر بحُجّة الشرف، وكيفَ تُحبسُ أخرى بنفس الذريعة على يد والدها أو، أخيها ذاك الذي يسيرُ بينَ النّاسِ مُتفاخراً بحفاظه على شرفه ناسياً صديقه الذي يسُبه كُل دقيقة! لن نتخطّى العداء الأخوي على قطعة مال أو القليل من الرِمال، 
وإن أكملتُ لك سأرفع الضوءَ عن الدين ولباس المرأة ثمَّ الزواج ومهر المرأة ثُمّ العُنوسة وجمال المرأة! ثُمّ العُهر والذي سببهُ المرأة! ماذا؟ هل أنسيتَني ذِكرَ الحروب النفسية ونتائجها! أو حُكّام العرب وسذاجتهم! أو حُرّاس المال وغباءهم!
تُريدُ مني أن أخرَس؟ إذن دعني أُوضح لكَ أنّ العادات مُجرد عادات ومعايير الجمال بدعة، وأنّ حازم صارَ تُراباً وأنّ أُمُّه ما عادت تبكيه! وأخيراً فإنّ الوعي لَعنة فآحذرها!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد