ضد أسلحة التكفير

mainThumb

26-07-2021 05:35 PM

لقد جاء التصريح لإحدى أعضاء لجنة الحوار الخاصة بالإصلاح والتي انتقدت به بشكل انتقائي تقديم الأضاحي من الأغنام في عيد الأضحى ، متجاهلة عن عمد ذبح الآلاف من الأبقار والأغنام  والديك الرومي لمطاعم  ماكدونالز وكنتاكي والبيتزا وغيرهم .
وكانت تركيزها على عيد الأضحى وتقديم الأضاحي وهي مناسبة واحدة بالسنة ، وتصريحها شيء ملفت للانتباه ، والأكثر مأساة أنها نصبت ذاتها مفتي بنفس الوقت ، حيث كتبت ( ذبح الأغنام وتقديم الأضحية غير مبرر والإسلام بريء من هذه الطقوس ).
ما هذا الجهل المركب ومن أي عالم قادمة هذه المخلوقة ، ولو أنها انتقدت صيد الآف الأسماك وهي أرواح  وذبح الآلاف إذا لم يكن أكثر من البقر والأغنام يوميا في العالم كله ، لتفهمنا موقفها ، ولكن أن تركز على مناسبة واحدة سنوية  فهذا يضع ألف ألف علامة استفهام .
والسيدة المذكورة كلفت مع مجموعة بتشكيل لجنة مهمتها الإصلاح السياسي ، وأي إصلاح .
من يفكر بهذه الطريقة لا يعرف هذا الوطن وأي إصلاح سيقدمه ، وماذا عن باقي الأعضاء وقبل ذلك تم إقالة أحدهم لما قيل أنه تجاهل لدور الجيش الأردني بمعركة الكرامة وان كان ذلك قرارا متسرعا .
هذه اللجنة المشكلة لأجل الإصلاح السياسي هي لجنة فاشلة بامتياز ، والعينة الأخيرة تثبت أن بعض أعضاء هذه اللجنة لا علاقة لهم بالوطن أو الشعب ناهيك أن رئيس اللجنة نفسه من الأسماء التي ذكرها يثير الغضب الشعبي .
هل أصبحت ذاكرتنا ذاكرة أسماك ، ألم ينتفض الشعب الأردني على والد رئيس اللجنة  في انتفاضة 17 نيسان المجيدة عام 1989م .
ورئيس اللجنة نفسه ألم تكن حكومته مكروهة كره التحريم ، ومعارضته كانت عنيفة جدا بالشارع .
 ماذا يعني أن يكون على رأس لجنة مكلفة بالإصلاح السياسي ، وهو من عائلة مع الاحترام لها تنتمي طبقيا للحرس القديم ، وأي إصلاح وتغير للنهج القائم بالتأكيد هو لغير مصالحها الطبقية ، والشيء المضحك المبكي بنفس الوقت أن يصرح رئيس اللجنة إياها محذرا أعضاء لجنته من أي تصريحات خارجية ، الأمر الذي يؤكد أن أغلب أعضاء هذه اللجنة لا علاقة لهم بالإصلاح مع وجود بعض الديكورات التي لا دور لها إلا هز الرؤوس بالموافقة على كل شيء وأي شيء .
ماساتنا أن بعض المنظرين للإصلاح السياسي هم أكثر أعدائه ، ولو طبق الإصلاح السياسي لوجب محاسبة الكثيرين  على بيع مؤسسات الوطن وارتفاع المديونية لأرقام خيالية قياسا مع الدخل .
وعلى التصحر الفكري والسياسي الذي وصلنا إليه وعلى ضياع هيبة الوطن .
باختصار شديد السيدة عضو اللجنة هي من عرى تلك اللجنة حتى من ورقة التوت ، وما صرحت به يدل أنها لا علاقة لها بالشعب ومؤسساته ، وأن العمل باللجنة الخاصة بالإصلاح بالنسبة لها وأمثالها مجرد ترف فكري لا غير ذلك ، وهي ليست أهلا له .
أقول ذلك كما أنني ضد أسلحة التكفير والشنق وووو...الخ التي أطلقها البعض ، والحق ليس على هذه السيدة القادمة من خارج السياق ، ولكن على من نسب بوجودها هي وغيرها في لجنة تسمى الإصلاح .
للأسف أن الفراغ الفكري والسياسي جعل الصوت الأعلى للتطرف ولغة التكفير ، وأرى بكل أسف أن مأساة المرحوم ناهض حتر قد تتكرر من جديد  .
ولا عزاء للصامتين .
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد