منين نبتدي يا جرحي الندي

mainThumb

24-08-2021 01:08 AM

    قد يستغرب البعض عنوان هذا المقال وقد يتذكر محمد عبده حينما يقف على المسرح وهو يعتصر عيناه وهو يغنيها أمام الجمهور الذي ربما لا يعلم أحد ما مغزى شكواه  ،وبهذا السياق وعلى دندنة اللحن يأخذني التفكير في مسار يوميات المواطن الأردني الذي يبحث عن مكانته الحقيقية على هذه الأرض العزيزة التي يقال عنها وطن . 

 
   ومنين نبتدي في الحديث ؟ جلس إثنين اصدقاء على حافة الطريق ينتظرون الحافلة لتقلهم إلى أحد البنوك لإستلام الراتب التقاعدي أحدهم يقول للاخر هذا هو يوم الفرج حيث أخرج المحفظة خاليه من النقود ليراها صديقه فضحك الرجل الثاني وقال صدقت هذا يوم فرج وغدا سنعود لنتكلم عن الطفر والدين ونشعر بنفس الحرج ، وفي لفته ثانية من يوميات مواطن مثقف طموح يبحث عن مصادر السعادة فوجد خبر في إحدى الصحف أن هناك كنز سيغني البلاد  ،حيث بحث في جوجل  عن الحديث الذي يتعلق بالنحاس في الاردن وطال البحث في الدراسات الذي أخذ من وقته طويلاً ليواجهه أحد كتاب المواقع الإلكترونية ليقرأ عنوان أن الدراسات لا تؤكد وجود النحاس وأن هناك مناطق فيها محدود الكمية وأن الأمر ليس بسهل فأن يتعلق الأمر بالاتفاقيات الخارجية والشركات العملاقة العالمية التي تستخرج تلك المادة وما أثرها على البيئة واختلافنا على المحافظة على محمية ضانا أو إخراج النحاس لننصدم بأن الدراسات التي تتطلب عملها تحتاج أقل شيء سنتين أو أكثر هذا في الدراسات أما التطبيق سيكون لعمر آخر إن أحيانا رب العالمين ليعود المواطن المثقف السعيد يكتئب ويردد من جديد من نبتدي يا جرحي الندي ... الى اخر الاغنية ،فهل يصبر المواطن على ذلك الأمل بأن يعيش الأردني في وضع اقتصادي مريح ؟ لنترك ذلك جانباً لنجد أننا في يوم وليلة أصبح الحديث عن لبنان وكيف سنزود الكهرباء لهم ونحن لا نعلم للان ما سبب انقطاع المفاجيء للكهربائي قبل شهور  ومن ثم أفغانستان لنتفاجىء أيضاً أن عدد من الأفغان سيكونوا ضيوف لنا لمدة لا نعلم دقتها إلى الان كما يقال لأن يتم ترحيلهم لأمريكا ليعود المواطن يدور بفكره سؤال امريكا مره وحده ؟  وبكل صراحة المواطن لا يحتمل قلق أكثر مما هو فيه بسبب الوضع الاقتصادي السيء فأننا نواجه ضربة جديدة إن بقيوا في بلادنا الذي أبدع في كرمه لمقيمينه لكن ذلك على حساب المواطن الأردني الذي للان لم يعلم من أين يبدأ في الحديث عن نفسه وعن مشاكله.
 
     ماذا يخبىء لنا غداً لا نعلمه فأننا نواجه تحديات نفسية أكثر من أن تكون اقتصادية نتيجة بعض الأخبار التي نقرأها كل يوم ،حتى تعدى ذلك في وصف المزاج المواطن اليومي الذي حتى احتار فيه ذلك الفنجان القهوة الذي يشربه يومياً من نفس النوعيه ليراه كل يوم بمذاق مختلف يوم  طعمه جميل ويوم سيءوهو لا يعلم أن مزاجه هو الذي غلب على مذاق ذلك الفنجان ... ومنين نبتدي يا جرحي الندي على قولة محمد عبده 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد