الحوكمة، المخاطر والامتثال GRC

mainThumb

01-10-2021 03:11 PM

*د. ابراهيم الخلوف الملكاوي
باتت الحوكمة تشكل مطلبا اساسيا للمؤسسات الراغبة بالاستمرار والتقدم والتي تتناغم مع ادارة المخاطر والالتزام والتي تعرف بالرمز "GRC" وهي اختصار لـــــ (Governance, Risk and Complain) والتي تعد مجموعة متكاملة ومتناغمة من من الممكنات التي تجعل المؤسسة قادرة على تحقيق الأهداف بشكل موثوق ومعالجة المخاطر وعدم اليقين والعمل بنزاهة.
الاهتمام بالمنظومة الثلاثية (GRC) يتزايد بشكل مضطرد لما له من اثر فاعل يتمثل بحسن ادارة المؤسسات من خلال الاستغلال الامثل لنقاط القوة المؤسسية والتغلب على نقاط الضعف والادارة السليمة للفرص وتجنب المخاطر وذلك من خلال التعامل السليم والفعال الى حد ما مع حالات عدم اليقين (Uncertainty) وللاتاكد الناجمة عن النقص الحاد في المعلومات. كما ان اصحاب المصالح دائمي المطالب بالمزيد من الكفاءة والفاعلية والشفافية باعمال المؤسسات وآليات التعامل مع المخاطر والتهديدات.
ان آليات الحوكمة ومبادئها تتعامل مع العديد من المسائل ذات الصلة كالمشاركة والشفافية والكفاءة والفاعلية ...الخ، اضافة الى ادارة المخاطر والامتثال، لكنها في العديد من المؤسسات تعمل بشكل منفصل عن بعضها وبشكل غير متزامن. فعلى الرغم من وجود وتطبيق العديد من الممارسات ذات الصلة بالحوكمة في العديد من المؤسسات مثل ممارسات الرقاية والتدقيق ولجان المراجعة والشفافية وادارة المخاطر لكنها كانت تعمل بشكل منعزل عن بعضها وبالتالي عمل غير منظومي ويفتقد الى التناغم والتزامن ما يعني ايضا الازدواجية في الاعمال نظرا لقيام العديد من الوحدات التنظيمية بنفس العمل لكن باشكال مختلفة وبنفس الوقت العمل بطريقة منعزلة!! الامر الذي يعني المزيد من الاستهلاك للوقت والمال والجهد والذي يعد الاختزال بها هدفا لاية ادارة. وما ينتج عنه بالتالي من ارتفاع التكاليف بسبب الجهود المكررة وغير الفاعلة، وضياع الجهود في تحديد وتعريف المخاطر، والعمل غير المنظم في معالجتها، في نفس الوقت يتم وضع الاستراتيجيات بشكل منعزل عنها ايضا.
تكون النتيجة بالغالب ان كل وحدة من مكونات المنظومة الثلاثية (GRC) تعمل بشكل منفرد، فمثلا تقوم ادارة المخاطر بقياس مخاطر قد لا يكون لها علاقة بالخطة الاستراتيجية، ايضا بناء هيكل تنظيمي لا يتلائم مع الخطة الاستراتيجية لتبدأ بعده مشكلة الامتثال، ولتصحيح الوضع القائم تقوم ادارة بعض المؤسسات بتعديل الوضع القائم لكل مفردة تنظيمية على حدة الامر الذي قد يؤدي الى تعميق الشرخ والمزيد من عن ضعف الانسجام والتناغمية.
لتحقيق الفائدة القصوى من المنظومة الثلاثية (GRC) لا بد وان تتم ممارساتها بشكل متناغم مع بعضها والتزامن مع حوكمة المؤسسات وما يرافق ذالك من نظم ادارة الاداء وادارة المخاطر والامتثال المتمثل بالرقابة والمراجعة الداخلية وامن المعلومات وما الى ذلك. فالنظر الى هذه المنظومة الثلاثية يجب ألا يتجزأ، وان تبنى بشكل متزامن، من خلال نموذج عمل نموذج عمل يضعها في مسار واحد.
*خبير تميز وتخطيط استراتيجي
ikhlouf@yahoo.com



 

 

 

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد