أي إله تعبدون ؟

mainThumb

29-03-2022 04:35 PM

قلة قليلة هي من تعبد الله إلها حيا قيوما، يسمع ويرى ويعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور، لذلك تعبده يقينا، متوكلين عليه حق التوكل، محسنين الظن به، فترى ذلك جليا في عباداتهم ومعاملاتهم مع الناس والخلق.
وكثيرون من يعبدون الله على أنه صنما، يحسنون العبادة ويؤدونها بكل تفاصيلها عادة، لكنهم يفعلون كل المحرمات والمعاصي من ظلم وفساد وقتل وضرب وشتم،  وربا وغش ورشوة، وغيبة ونميمة وبهتان، وما إلى ذلك من صور الظلم والطغيان، فالله حاضرا عند العبادة صنما، غائبا في كل تفاصيل حياتهم الأخرى ومعاملاتهم مع الناس والخلق.
وكثير من الجماعات والملل تعبد الله ممثلا في شخص أو أشخاص، أحياء أو أموات، فهم يعظمون هؤلاء الأشخاص كتعظيمهم الله، بل ويحبونهم أكثر من حبهم لله، فتجدهم لا يستطيعون الوصول إلى الله بعبادة أو دعاء إلا من خلالهم، وربما انعقد القلب على الايمان بضرهم ونفعهم من دون الله، وهذا شرك مع الله أكبر، فيتبعون أهواء أسيادهم ومشايخهم، فيحلون لهم فعل كل الموبقات مع من يخالفهم.
وبعض الأحزاب والجماعات الذين يعتقدون أنهم الوحيدون على طريق الحق، وأن البقية على ضلال، فهم بين تكفير وتفسيق وتخوين للآخرين، وبين أن غالبية العوام على ضلال، وكأن الله لهم فقط (في الجيبة - والعياذ بالله-)، فيحلون لأنفسهم أيضا فعل  الموبقات مع من يخالفهم أو مع العوام من الناس.
ففريق يعبد الله صنما، وفريق يعبده ممثلا في شخص أو شخوص، وفريق يعبده إلها له دون غيره، فتجدهم يحسنون العبادة ويسيئون المعاملة مع الناس والخلق، وينزلون آيات الكفار والمنافقين في من يخالفهم فكرا أو طريقا، ويظنون بذلك أنهم ناجون، فالأول يعتقد بأن العبادات لوحدها تكفيه للنجاة، والثاني يعتقد أن شيوخهم وأسيادهم سينجونهم من العقاب، والثالث يعتقد أنه الوحيد على الحق وبذلك سينجو... فأي إله تعبدون؟!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد