عبث واستهتار اجهض انطلاقة عاصمة الثقافة .. فهل نستدرك ؟

mainThumb

12-06-2022 04:15 PM

كشف رئيس بلدية اربد الكبرى م . نبيل الكوفحي أمس ان دخول البلدية على خط ملف " اربد عاصمة الثقافة العربية " تم منذ عشرة أيام،  ولاشك ان ما نفذته على صعيد الدعم اللوجستي ، كان لافتا ، رغم الهفوات التي سادت مواقع التواصل ، لكن ورغم الإسناد المتاخر من البلدية ، لللجنة العليا للمدينة التي يرأسها رئيس الوزراء ونائبه رئيس وزراء أسبق،  لكن للان لانعرف غاية وجود هذه اللجنة، سوى إضفاء طابع الشيخة والمشيخة على الحدث  ، بدلالة ان ارهقتنا بتصريحات رنانة ، جاءت انطلاقة الاحتفالية لتؤكد  ، أن اللجنة  كانت آخر من يعلم،  بما يحضّره ما اصطلح على تسميته المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية ...

 
اول المنجزات المفترض أن يكون اقواها، ونقصد  حفل الانطلاقة ، جاء خاليا من اي محتوى ، وطغت سمت التواضع على فقراته  ،  ونجزم ان مدرسة ثانوية من مدارس المدينة ، متمرسة بالنشاط اللامنهجي، كانت  قادرة على الاتيان بما هو أفضل. 
 
لابد من التوضيح ان حجم العبث والاستهتار بدأ انه كثير  ، في وقت  اوهمنا الرسمي انه يحضر لمنجز وطني وعربي وعالمي ، ما يشي ان الحالة النقدية تجاه اختلالات آليات التعاطي مع الحدث ،  ستكون كثيرة ، وستزيد في قادم الأيام،  لسبب  يجمع عليه المثقفون عموما، عنوانه،  ان الامور أسندت لغير أهلها في إدارة الحدث ، والاشراف عليه .
 
للتذكير فمدينة اربد كانت الأولى على صعيد مدن الثقافة الاردنية ، وانجزت مشروعا جيدا  عام ٢٠٠٧ ، وكان له نجاحات نسبية في مفاصل كثيرة ، وعماد نجاحاته انذاك تكاتف جموع المثقفين والمجتمع عموما الرسمي والاهلي لانجاحه،  وكنا نظن ان توافر الخبرة بحكم التجربة ، ستهيء أرضية مناسبة لنجاح اكثر واكبر في عاصمة الثقافة العربية  ، لكن استبعاد الخبرات ، واللجوء للغمغمة في التعاطي مع الملف، وأسلوب إدارته وشى مبكرا أننا سنكون مع انطلاقة هزيلة ستكون حديث الشارع ، وهو ماكان ، واقل وصف يمكن ان يطلق على انطلاقة العاصمة الثقافية ، هو الفوضى بعينها ..
 
وللتذكير ايضا ، فاختيار المدينة من قبل اليونسكو عاصمة للثقافة العربية كان منتصف العام  عام ٢٠١٨ ، اي قبل ٤ سنوات ، فكنا نملك ترف الوقت ، الذي يمكننا أن ننعم بساعات وأيام تحضير تنتج ما هو أجمل،  وشرعت البلدية انذاك لاعتبارات أنها الأكثر أهلية لإدارة الحدث وانتاجه بالاعداد المبكر ، وفي غفلة لانعلم غايتها ، سحب  البساط من تحتها ، ليناط الملف بمؤسسة تطوعية كانت ميتة  منذ عقود ، واعيد احيائها عام ٢٠١٧  وتسمى ، ( مؤسسة اعمار اربد ) ، وهي وفق التشريع  مؤسسة وليدة ، تطوعية، اشبه بالجمعية ، وظيفتها إسناد جهود البلدية عبر تحديد احتياجات المجتمع المحلي ، والتوصية بها للجهات التنفيذية ، وما اكثر جهات التواصي،  وندرة استجابة التنفيذي ، سيما وان جل المشاريع حالمة..
 
ما علينا .. لكن سحب الملف ، كان يستوجب من وزارة الثقافة ان تتنبه مبكرا ، لقضية الرقابة والمتابعة لمن  أسند له الامر ، سيما وان اي منجز خيره سيسجل لها كراعية رسمي ، للمشهد والحياة الثقافية الاردنية ، وجاحد من ينكر ان الاختلال في إدارة الملف بدأ يطفو على السطح مبكرا ، وعلت أصوات القطاع الثقافي محذرة،  لكن الوزارة من رأس هرمها وحتى اذرعها واطرافها اتخذت مكانا قصيا، لاتتوافر فيه زاوية رؤيا رقابة ، وبين حين واخر كانت تلتئم ما تسمى اللجنة العليا برئاسة ونيابة أصحاب الدولة ، وعضوية ذوات المعالي والعطوفة ، والمخرج كلام " ان الامور عال العال " فيما زاوية المشهد تعكس أننا ذاهبون نحو  "  الوبال " .. 
 
كنا نعتقد ان مضي نصف العام من عمر الحدث دون تقديم اي شيء ، سيجسد مقولة " كل تأخيره فيها خيرة " لكن ما جرى جسد مشهد كثرة الذوات الذين يرقبون جهد العامل الوحيد في الحفر  ، ليقطفوا الثمرة نهاية المطاف ، الا ان المأساة بينت  ان العامل،  يهرف بما لايعرف، والنتيجة غياب أي نموذج يمكن ان يعكس صورة الأردن الثقافية والتاريخية،  عموما ، وحضارة وتاريخ وحاضر اربد على وجه الخصوص ، فهل من جهة تستدرك ؟؟ !!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد