الجلسة الاطول في تاريخ مناقشة رسائل الدكتوراة

mainThumb

27-06-2022 03:41 PM

تتفاوت زمن مناقشة رسائل الدراسات العليا تبعا لعوامل عدة، ومن  ابرزها التخصص وخصوصية الدراسة وعمقها ومستوى الباحث وقدرته على البحث عن الجديد في الفرضيات والتساؤلات واحساسه بالمشكلة البحثية ، ومدى سيطرته على العرض امام لجنة المناقشة، وياتي مستوى المناقشين وحضورهم وتاريخهم ،وعلى راسهم المشرف على رسالة الطالب، والذي يلعب دورا مهما في الارشاد والتوجيه والنصح بعيدا عن الوصاية والاملاء وترك الحرية للباحث للابداع حتى لو اختلف معه في بعض التفاصيل، وامور عديدة لا يتسع المجال للخوض فيها، وفي جلسة رائعة قيل ايام قليلة بدعوة من الصديق احمد زهير الروسان التقيت بلاعب كرة القدم والكاتب والدكتور الاكاديمي في اللغويات  في جامعة العلوم والتكنولوجيا  محمد قاسم الحمد نجل  المرحوم  اللواء الدكتور قاسم محمد صالح الذي  امضى عقودا طويلة في القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي وخدمته وتاريخه يشهد له فيها بالحق رفاقه في السلاح بالمهنية والاخلاص والتفوق والابداع في كل المواقع التي شغرها ،ولكن لم تتوقف ابداعات المرحوم الدكتور  قاسم الحمد  في الخدمة العسكرية والذي انتقل الى رحمته تعالى  منذ شهور قليلة، والذي  كان له صولات وجولات في المجال الاكاديمي والثقافي، ولمست ذلك من خلال لقاءات محدوده معه ،وتوجها بالحصول على الدكتوراة في اللغة العربية من الجامعة الاردنية ، والتي سجل فيها الرقم القياسي في زمن مناقشة رسالة دكتوراة على المستوى المحلي والاقليمي، حيث وصلت الى سبع ساعات تقريبا مع استراحة بينية كوقت مستقطع للراحة الايجابية ،وسبب ذلك لان الرسالة كانت فريدة في عمقها  بطرحها مناقشة النحو في القران الكريم والذي من الصعوبة بمكان الخوض فيه، الا من الذين يملكون الجرأة والقدرة والمعرفة والثقافة والخبرة للبحث  في هذا الموضوع ،لان النحاة العرب منذ سيبويه النحوي والفراهيدي وغيرهم ،عندما وضعوا قواعد النحو في اللغة العربية كان القران الكريم هو المرجع الاساس للقياس  عليه  في التفسير ووضع قواعد اللغة،  وحتى الشعر الجاهلي رغم بلاغته  والذي استخدم في المراجعات والادب النظري، كان عاملا مساعدا، ولذلك اخذت الرسالة هذا الاهتمام لبلاغة صاحبها وثقافته الواسعة  وقوة المشرف العلامة والاديب الدكتور  الاستاذ نهاد الموسى، وتوجتها لجنة المناقشة بحضور اصحابها القامات العلمية والاكاديمية واللغوية ،وافاد العديد ممن  حضروا  المناقشة والتي مضى عليها ربع قرن تقريبا بان مرت بسرعة رغم طول الزمن الفعلي لها، ومرجعية ذلك  كان الاهتمام من لجنة المناقشة  والاصغاء من الحضور لما فيها من بلاغة وصياغة اجاد المرحوم في توصيل  وعرض استنتاجاته وتوصياته من خلال ما توصل اليه  باسلوب سلس وجذاب ، مما اثار لجنة المناقشة للاسترسال في الحوار المطول  مع الباحث بطريقة ايجابية تنم عن الاعجاب والتقدير  والاحترام، ورحم الله اللواء الدكتور قاسم محمد صالح الحمد واسكنه فسيح جناته؟؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد