استقالة واغتيال .. صيف سياسي حار

mainThumb

09-07-2022 06:57 PM

يوم الخميس استقال  رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون،.. ويوم الجمعة اغتيل رئيس الوزراء الياباني  السابق شينزو آبي. 

حزب المحافظين، يعني خروج جونسون من السلطة في  المملكة المتحدة. 
 
الحزب الديمقراطي الليبرالي في اليابان يخسر آبي. 
 
.. 24 ساعة غيرت مرجعيات وتاريخ متصل لقادة وزعماء، ربما كانوا من  قادة العالم.
 
ما بين  استقالة جونسون، واغتيال أبي، تتزعزع قوى الحراك السياسي في دول كبرى لها وزنها الجيوسياسي الأمني والعسكري والاقتصادي، مثلما كان لها مكانتها-رغم الصراع السياسي-في بنية أحزاب مؤثرة في أوروبا وآسيا. 
*ما الذي حدث؟
 
أسئلة تدور في الإرسال القيادية عبر   الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفي عواصم أوروبية أخرى ، أبرزها دول حلف الناتو، ومجموعة العشرين، والأحلاف الدولية الإقليمية في قارات العالم، بالذات في إفريقيا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية. 
 
ما الذي حدث، انها جيوسياسية البنى الديمقراطية التي تشتت نتيجة  تراكم وتتالي الأحداث والأزمات ومنها تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد-19، ومؤشرات الدمار والخراب الذي اجتاح أوكرانيا، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي غيرت صورة الرؤى الديمقراطية في الدول الغنية.
 
*جسور الاستقالة والاغتيال السياسية.
 
 
حزب المحافظين والاتحاديين ‏ البريطاني  هو أحد أحزاب المملكة المتحدة ينتمي ليمين الوسط، الذي شهد ثورة ليبرالي ضد الرئيس المستقل جونسون،  نشأ الحزب رسمياً بعد سنّ قانون الإصلاح السياسي عام 1832 ليحل محل الحزب الثوري الذي كان منذ إنشائه في القرن السابع عشر حزباً مؤيداً للملك. يعتبر حزب المحافظين أفضل الأحزاب السياسية تنظيماً في المملكة المتحدة وله لجان في جميع الدوائر الانتخابية، وهو الأمر الذي مد الجسر الديمقراطي بين وزراء الحكومة البريطانية ومطالب الشارع، وهذا يعني (عمليا) خروج جونسون من السلطة في  المملكة المتحدة،بفعل الضغط الشعبي وقبل تدهور الحزب وفقدان حقه في تأليف الحكومة.
 
.. أما الحزب الديمقراطي الليبرالي  الياباني،  فهو من أعرق الأحزاب السياسية الوسطية في اليابان، محافظ من اليمين الوسط، ويعد  أكبر الأحزاب اليابانية وأنجحها، حيث حكم لمدة 54 عاما تقريبا بشكل متواصل منذ عام 1955 حتى هزيمته في انتخابات عام 2009. 
 
الحزب، بطريقة مفاجئة يخسر رئيس الوزراء السابق شينزو آبي ، كان الجسر الرابط، انه أغتيل في بلد، محافظ، حريص على الأمن والأمان، وليس لتجارة السلاح فيها أي تهاون رسمي او شعبي. 
 
ما جرى في بريطانيا واليابان، جعل طاولات ساسة العالم ومؤسسات وأجهزة الأمنية والقانونية، تقف في وجه حقائق مرة بين مطالب الديمقراطية والإصلاح، والإخلاص من الاقتصاديات التي تثير التضخم وارتفاع الأسعار، عدا الأزمات الداخلية والحروب المفتوحة. 
 
كل ذلك، وصف بالقول:يتدافع الرؤساء ورؤساء الوزراء لإعادة حساب كيفية كسب الدعم والحفاظ عليه وسط التعثرات والمشاكل الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية.  
 
 *إختبارات في الديمقراطية.. ماذا بعد؟ 
يتردد ان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  سعى قبل استقالته إلى اختبارات لمدى حدود ولاء حزب المحافظين وثقته  بالمسار السياسي للمملكة المتحدة، ما يتيح لحزب المحافظين ممارسة الحراك الانتخاب، وإعادة تشكيل الحكومة البريطانية، وأن كانت مؤشرات تركة جونسون صعبة وقد تطول حلول الوفاق. 
 
بينما الواقع في الغيابات يختلف جذريا، برغم حادثة الاغتيال المؤسفة، فما يعنيه  وفاة  رئيس الوزراء السابق شينزو آبي ، 67 عامًا ، برصاصة في رقبته في حدث، أثناء حملته  الانتخابية المرنه في  مدينة نارا باليابان، وهو كسياسي، كان رئيس الوزراء الأطول خدمة واستقال في عام 2020. 
 
غياب أبي، يغير مفاصل حزبه، ويثير القلق، من ظهور التطرف وسياسة الاغتيالات السياسية، فالهجوم ، ممارسة مجهولة، وعمل وحشي حدث خلال الانتخابات، التي تمهد للانتخاب مجلس الشيوخ الياباني.
 
*صيف حار..
 
.. الصراع السياسي، في الدول الكبرى التي تقود اقتصاديات وعسكرية ومستقبل العالم، صراع خفي، لكنه يظر بحالات مثيرة، تؤكد ان صوت الأزمات والحروب، بالذات الحرب الروسية الأوكرانية، وحروب العالم الثالث العشوائية، هي نتاج غياب مؤسسة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية التي تهاوت وغابت وترك العالم لهو الغلاء والاوبئة والجماعات. 
 
.. عمليا، يبدو أن الاقتصاد، سيطر على السياسة الدولية، بدأ كل شيء يخرج عن نطاق السيطرة،بنا في ذلك ما يتم  من عمليات مسخ وتجريد  لكل الحقوق الأساسية،في المجتمعات كافة. 
 
.. انه غالبا، صيف حار جدا في جميع أنحاء العالم ،.. او كما يتردد في الأوسط  التي تحلل الاستقالة والاغتيال:
إنه صيف مليء بالاختبارات والمخاوف، وجنوح الحرب نحو الاسوأ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد