بين مصيرين: الفوضى أو القمع
كان السؤال العراقي الذي يلح علي لفترة: متى يشفى العراق ويصبح أقرب الى الدولة الطبيعية؟ قضيت فترة انتقل بين تواريخ عديدة لخروج العراق من فترة المرض ولكنها لم تأتِ.
اليوم يلح على سؤال آخر هو ليس متى؟ ولكن هل يشفى العراق من نكبته؟ من متابعتي للشأن العراقي في السابق كنت توقعت أن ينقسم العراق الى أكثر من مكون، كنت متفائلاً وقتها، انقسم العراق وهو في مكانه، وقرر ما يعرف بقادة العراق اليوم أو أكثرهم أن يبقوا العراق في مكانه الصعب أو حتى المستحيل، فقر ومرض وانعدام أمن وتفكك على الأرض وتصحر بيئي وسياسي، والأهم ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران تعمل بالممنوعات والابتزاز، دولة فيها مجموعات مسلحة خارج سلاح الدولة لا يتوقع لها الإفاقة.
العراق بلد تعددي بالمعنى المذهبي و العرقي والمناطقي، ولكن الاعتراف بذلك التعدد لم يسكن عقول معظم حكامه، الكل يريد أن يصهر الكل في تصوره لما هو الشعب العراقي، وتتداعى فكرة قديمة ومرة، فقد نقل عن عبد الناصر أنه سال عبد السلام عارف كم نسبة الشيعة في العراق؟ رد عارف بالقول انهم 7 في المئة من المسلمين في العالم، ذكر في العالم وليس في العراق هرباً من مواجهة الواقع!
لو تم الاعتراف بالتعدد لكان الطريق للخروج الى بر الأمان أكثر وضوحاً للشفاء من أمراض العراق، إلا أن البعض يريد أن يستولي على الكل، هو سندروم الشمولية المغروس في الشخصية العراقية التي كما وصفها علي الوردي تحب بشكل عاصف وتكره الى حد القتل!!. أو كما نقل لي أحد الأصدقاء البعثيين من سنوات طويلة سابقة، قال: "كنت أعذب الرفاق البعثيين الذين خرجوا عن الصف وعيوني تدمع!" أما تجربة صدام حسين فكان الإعدام أقل عقوبة يلقاها من يشك في ولائهم (للسيد القائد) والذي لولاه (ما ظهر القمر)!!
ظن المخطط الأميركي بعد عام 2003 أنه يمكن تطوير العراق بنموذج قريب الى الديموقراطية التعددية ولكنه فشل، فتكوّن دستور معيب وتفاقم الأمر بالتدخل المباشر والفج للنظام الإيراني، وتطبيق استراتيجيته في تربية طائفة من المجتمع تأتمر بأمره، في الظاهر تحت علاقات طائفية ومذهبية مقدسة وفي الحقيقة علاقات مصالح أساسها التمكين لتلك المجامع في ثروات الدولة العراقية وأيضاً بالقوة المسلحة، واستخدام العراق ساحة للتدافع الإقليمي والدولي.
يعجب المتابع للشأن العراقي في كيفية صيرورة المجتمع السياسي العراقي، من تعددية حزبية على النمط الغربي إبان فترة الحكم الملكي، الى شمولية قمعية في فترة حزب "البعث" العراقي، وعلى الرغم من ما شاب تلك الفترات من ثقافة سياسية تدعي الاختلاف والحداثة، إلا أنه ما إن رفع غطاء الشمولية حتى عاد البشر يزحفون على بطونهم في طقوس لم تكن مشاهدة وأصبحت الإجازات الخاصة بذكرى المعارك القديمة الضاربة في التاريخ والتي تحيا في العراق تمثل ثلث أيام السنة على الأقل، مع انتاج طائفة من السياسيين فقراء في قدراتهم وخبرتهم الى حد الإفلاس المعنوي مع شراهة للاستحواذ على المال العام.
بل مع أي نقاش سياسي بمجرد أن تتحدث عن تلك المظاهر الإنسانية المستحدثة (تقديس الطقوس) حتى تقابل بغضب... إنك تمس (المقدسات) لإسكات المناقش بل وترهيبه.
في التسريبان الأخيرة للسيد نوري المالكي تظهر بوضوح سوية الثقافة السياسية بل الذكاء السياسي المحدود لطاقم السياسيين العراقيين، السيد جورج بوش الابن يظهر بالمقارنة مع السيد النوري أن الأول رجل ذكي ومثقف!!.
الهجوم الذي راح ضحيته عدد من الأبرياء في مدينة زاخو العراقية الأسبوع الماضي، أياً كان المتسبب، سواء التركي أم غيره ،فإن المعروف أن "حزب العمال الكردستاني" المعارض لتركيا يلقى التمويل والرعاية من بعض الجماعات الولائية العراقية المسلحة والممولة من إيران، فقد أصبح العراق ساحة لتصفية الخلافات و التدافع الإيراني - التركي، أو رفع سقف الضغوط بين القوى الإقليمية الطامحة للسيطرة.
ليس من مصلحة لا إيران ولا تركيا استقرار العراق، فبقاؤه ساحة ومكان تمويل واستنزاف يناسب القوتين في تصفية حساباتهما واختلافاتهما بعيداً من اراضيهما.
استقرار العراق فقط مصلحة عربية بشكل عام وخليجية على وجه التحديد، لأن الفوضى في ذلك البلد يمكن أن تفيض على الجوار، او تستخدم من قبل القوى الإقليمية للتنمر على الجوار وإثارة الشقاق وهي تنذر بفوضى عارمة في الإقليم.
لا يجد المراقب مخرجاً صحياً لما يحدث في العراق من تفاعلات وصراعات إلا بالتفكير في المخرج اما الشعبي (أي طريقة سيرلانكا) ولو أن هذا الاحتمال ضعيف بوجود السلاح لدى المجموعات الولائية وتحقيق ما تمناه السيد نوري المالكي في تسريباته أي (بحيرات دم) يغوص فيها العراق أكثر مما هو فيه الآن، أو أن يقوم الجيش العراقي الذي بدأ يقوى بعمل سياسي - عسكري، ولو أن هذا الاحتمال بعيد ولكنه ممكن.
لا يرى المراقب أي احتمالات قريبة وعقلانية لخروج العراق من المأزق، من يراهن على ذلك ربما يكون قصير النظر، الأكثر والأقرب للمنطق، هو الاحتياط من انفجار عراقي كبير يشعل الحريق في المنطقة وتتدخل فيه القوى الإقليمية وربما الدولية، البقاء في المكان كما يتوقع البعض هو ضد التفكير السليم، فالفقاعة العراقية سوف تنفجر في وقت أو آخر وليس ببعيد حيث كل العوامل جاهزة للتفجير!!.
انخفاض حاد في الوجبات اليومية المقدمة لغزة
السعودية: ترحيل المخالفين للحج دون تصريح وعقوبات مشددة
مبعوث أمريكي: فرصة أفضل للإفراج عن بقية المحتجزين
أ.د. حمدان بمؤتمر التعليم العالي : عمان الأهلية قصة نجاح تعليمية وطنية بامتياز
عمّان الأهلية تفوز بالمركز الثالث بمسابقة قصتي مع الصين
إيلون ماسك يلتقي محمد بن سلمان ودونالد ترامب في الرياض
انخفاض حركات كليك إلى 1.48 مليار دينار نيسان
حاسوب عملاق يكشف الموعد الدقيق لنهاية العالم
إطلاق مسار سياحة الفلك الآثاري
استشهاد صحفي في قصف الاحتلال لمجمع ناصر الطبي
تحرير 9 معتقلين من غزة ضمن آلاف الأسرى
تقديم القهوة العربية للرئيس ترامب ضمن مراسم الاستقبال .. فيديو
استقبال رسمي مهيب للرئيس الأمريكي في قصر اليمامة بالرياض
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
إجراءات حكومية مهمة بعد عيد الأضحى
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
منتخب عربي بمجموعة الأردن يضمن التأهل إلى كأس العالم
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
تطورات جديدة على موجة الحرّ المرتقبة .. تفاصيل
اقتراب تأهل النشامى الى كأس العالم يشعل منافسة الأندية
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
قالت له إنها ذاهبة لأهلها .. أغرب طلاق بالأردن بسبب استقبال راغب علامة
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل