معاني 1982 الكثيرة: العجز والتعصّب والكذب
المآسي التي عرفها ذاك العام جعلته أكثر الأعوام دماً وبكاءً، وفي الوقت ذاته أكثرها استهلاكاً للحلوى التي توزّع في مناسبات الأفراح والتهاني. مذّاك لم تعد لحظات الهدوء العابرة كافية لانتظار هدوء مُستدام يُبنى عليه سلام صلب: إنّها تشبه الآلام التي تنحسر في النهار لكنّها سوف تضرب في الليل من جديد.
إذن، هذه طريقة عيش اللبنانيّين. هكذا يعاش.
أشياء كثيرة تكشفها تجاربنا التي أدّى بعضها إلى 1982 وتأدّى بعضها الآخر عن 1982. لكنّ المؤكّد أنّ العنوان الأوّل هو العجز، أو الإضراب عن المعنى. فاللبنانيّون، بعد نزاعات مسلّحة امتدّت بين 1969 و1973، وبعد تلفيقات كثيرة عن مصالحة «الدولة والثورة»، لم ينجحوا في الاتّفاق حول ما بدا الاتّفاق عليه شرطاً لاستمرار حياتهم: استراتيجيّة موحّدة تؤدّي إلى إلغاء البندقيّة الموازية لبندقيّة الدولة، وضمان حصّة أعدل من السلطة للمسلمين، وحياة لائقة في لبنان للمدنيّين الفلسطينيّين. لقد جاءت إسرائيل لتنجز نصف المهمّة فانقسمنا حولها مثلما انقسمنا من قبل حول المقاومة الفلسطينيّة. حرب السنتين ثمّ حرب الجبل كانتا نُصُبي هذين الانقسامين. بعدذاك عاودنا الانقسام حين قاوم بعض اللبنانيّين إسرائيل وخاف بعضهم من هذه المقاومة. هذا الانقسام الأخير حال دون انفجاره المعلن إمساك الجيش والأمن السوريّين بعنق لبنان، وهو أيضاً كان موضوعاً انقسمنا حوله، مثلما انقسمنا لاحقاً حول اغتيال رفيق الحريري وما تلاه من اغتيالات لسياسيّين وصحافيّين وأمنيّين، وحول الدور المستفحل لـ«حزب الله» في الحياة اللبنانيّة العامّة.
في هذه الغضون، كان التعصّب والإخضاع العنوان الثاني. ما من أحد تقريباً أراد ضبط انتصاره عند حدّ معيّن حين بدا له أنّه منتصِر. عموم الموقف المسيحيّ، مدعوماً ببعض تقليديّي الشيعة، آثر عدم الاستجابة لمطالب موسى الصدر الإصلاحيّة البسيطة، فارتمى الأخير في أحضان حركة «فتح» ودمشق. عموم الموقف الإسلاميّ لم يعلن رغبته الصريحة في الانفصال عن السلاح الفلسطينيّ وتمسّكه باحتكار الدولة للسلاح، علماً بأنّ مصالحه نفسها لا يضمنها إلاّ هذا الاحتكار. أغلبيّة المسيحيّين، بعد الاجتياح الإسرائيليّ، لم تقبل إلاّ ببشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة. سياسيّون ككميل شمعون وبيار الجميّل ما عادوا يوفون بالغرض. أغلبيّة الشيعة، بعد الثورة الإيرانيّة، لم تقبل بأقلّ من حمل السلاح أكانت هناك أرض محتلّة أم لم تكن، ولا رضيت بأقلّ من دولة كاملة المواصفات، سلاحاً وثقافةً وطريقة حياة، توازي الدولة والمجتمع اللبنانيّين وتتحكّم بهما.
أمّا العنوان الثالث، الأهمّ دائماً، فهو الكذب المشفوع بالآيديولوجيا. مع الثورة الفلسطينيّة قبل 1975 كانت للكذبة أسماء كثيرة، «قوميّة» و«اشتراكيّة» و«مناهضةً للإمبرياليّة». ما بين 1975 و1982 إذا بالمقاومة الفلسطينيّة «جيش المسلمين» الذي يرى أنّ الطريق إلى فلسطين تمرّ من مدينة جونيه المسيحيّة. الجيش اللبنانيّ شُقّ، في السياق نفسه، وأنشئ ما سُمّي جيش لبنان «العربيّ». بهذا المعنى، فإنّ 1982 كانت تحوّلاً بارزاً إذ انتهى معها الكذب «القوميّ الاشتراكيّ المناهض للإمبرياليّة» وصار الكذّاب أصدق في كذبه: المقاومة الشيعيّة مقاومة «إسلاميّة»، بعدما كانت المقاومة المسيحيّة - وهي أصلاً من خارج المحفل المناهض للإمبرياليّة - مقاومة «لبنانيّة».
إنّها أربعون عاماً من عدم الاتّفاق على مطلق شيء، ومن الاستعداد الجماعيّ لفعل كلّ شيء يمكن فعله لإذلال الآخر وإخضاعه، علاوة على تزوير الواقع بما يتيسّر من كلمات كاذبة... «حزب الله»، من هذه الزاوية، كان الثمرة الأكبر والأكثر مرارة التي تمخّضت عن تلك المأساة المتمادية والمصحوبة بما صار يقيناً أو بداهةً: نحن لن نتّفق. مبدأ «يرون ما لا نرى، ونرى ما لا يرون» انتقل مع ذاك الحزب إلى مبدأ مطلق. صرنا ننظر في الحائط المقابل فيرى كلّ منّا لوناً كليّ الاختلاف عن اللون الذي يراه الثاني.
لا باتّفاق الطائف، ولا باتّفاق الدوحة، ولا بـ«الميثاق والصيغة» قبلهما، ولا بثورة 2019 بعدهما، تستقيم أمورنا. مع هذا نحن مصرّون على أنّها سوف تستقيم. لماذا هذا الإصرار؟ حقّاً لماذا؟
وفاة حدث في المفرق والأمن يحقق بسبب الوفاة
إحالة ملفّ الطلبة المتورطين بأحداث الجامعةُ الأردنيّة الأخيرة للمجلس التأديبي
العنف الجامعي في الميزان .. ومن المسؤول
صدور رواية اللوكو للكاتب والإعلامي موهوب رفيق
الأميرة بسمة ترعى فعاليات البازار الخيري للسلك الدبلوماسي بعمان
وزارة الثقافة تحتفل بخريجي معهد تدريب الفنون الجميلة
منتخب الطائرة للشابات يلاقي هونغ كونغ الأحد
الاحتلال يربط انتهاء حرب غزة بنزع سلاح حماس
اتحاد السلة يُعاقب الوحدات والفيصلي
اختتام فعاليات منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني البريطاني
أورنج الأردن وشركة جت توقعان شراكة استراتيجية
العقبة .. بدء دورة إدارة السباقات الدولية للقوارب الشراعية
منخفضان جويان يجلبان الأمطار الغزيرة لدول عربية
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل