قصتي مع «جبل العار»
لغاية اللحظة، لا تزال الغلبة في قضية جبل النفايات، للمختلسين، القابضين على ملايين الدولارات التي تتدفق إلى جيوب لا أحد يملك حق تسميتها، في غياب كلمة فصل للقضاء. عشرات الشكاوى قُدمت، مئات الاحتجاجات، والبيانات، والاعتراضات، من دون جدوى.
عند موعد كل انتخابات، أشنّف أذني جيداً، أنتظر كلمة ولو نفاقاً وتملقاً، من مرشح حول جبل النفايات، لأنتخبه، فلا أسمعها. على العكس، بدل حلّ المشكلة أضيف منذ ثلاث سنوات إلى «جبل العار» الكبير، الذي تتعهده شركة حوّلته إلى كارثة على المدينة، جبل إضافي آخر بقربه أشد خطورة منه وأدهى، تخفيفاً عن الأول الذي فاض بما فيه. الوقاحة ممارسة لا سقف لها!
ليس هنا مكان الحديث عن تاريخ أهل المدينة مع المتعهدين والمتكسبين والمختلسين، بل للقول إن الحريق الهائل الذي اندلع في المكبّ ظُهر الأربعاء، لم تُسكته ساعات من الإطفاء، فيما الانبعاثات الشديدة الخطورة، كانت توزع موتها على أهالي المدينة.
لا جمعيات، ولا مجتمع مدني، ولا مجالس بلدية، تمكنوا من وضع حدٍّ لهذا الإجرام المتمادي من سنين طويلة. يخبرني مصباح الساكت، أحد الشبان الذين لا يزالون يحاولون درء شيء من الكارثة، أنه كان في سن الحادية والعشرين حين بدأ يتحرى ويتظاهر، ويكافح، من أجل حل هذه المأساة. بعد خمس سنوات، ها هو يقف متفرجاً أمام النيران التي تتصاعد وتهدد، ولا يملك للشر دفعاً.
تعود الشبان أن يبحروا بالمراكب، يحاولون اكتشاف الجهة البحرية للمكب الذي تحولت منطقته إلى محمية منغلقة على أسرارها. فالفساد يقتل الشفافية بالضربة القاضية. يخبرك الشبان أن مضخات تفريغ الجبل من الغاز، لا تعمل منذ سنوات، يرسلون لك صوراً تظهر أن حائط الدعم الذي يفترض أنه يمنع وصول القمامة إلى البحر انهار منذ زمن، ولا أحد يبالي. كان يفترض أن يتوقف العمل في هذا المطمر من دون فضائح وصراخ.
في الثمانينات خلال الحرب الأهلية بدأ المكبّ عشوائياً، صغيراً. مع حلول السلام، وبدء التأسيس لدولة تحتضن مواطنيها، بدل إيجاد حلول تؤمّن السلامة، تم تحويل هذا المكان الشديد الحساسية إلى أكبر وأسوأ مزبلة تراها عين، لم يعبأ أحد بصحة السكان، أو يسأل عن الانبعاثات.
كان سكان المنطقة الموازية يرون البحر من شرفاتهم، صاروا يصطبحون بأطنان القاذورات؛ بدل رائحة الليمون التي تفوح في المدينة وتمتلئ بها رئتاك انتعاشاً، صرت مضطراً لأن تغلق الشبابيك والأبواب، وتبتلع حبات لتسكين وجع الرأس، بسبب الروائح النفاذة الكريهة التي تهب عليك بين وقت وآخر. طلعات المواطنين الاستكشافية حول المطمر، تفيد في فهم ما يدبَّر لهم في الخفاء. لماذا تنبعث الروائح، حتى تُحيل الحياة جحيماً؟ مرة يكتشفون أن معمل التسبيخ يعمل من دون فلاتر، ولا يلتزم بقواعد السلامة، ومرة ثانية يخمّنون أن هناك من يحرّك القاذورات لتنفيس الغاز المتراكم أسفل النفايات، لتوفير تكلفة المضخات التي يفترض أن تقوم بالمهمة.
ناشطون تعرضوا لتهديدات مباشرة، لأنهم حاولوا المطالبة بحقوقهم. إلى هذا الحد النفايات في لبنان تحقق مكاسب عظيمة، تستحق الدفاع عنها؟
جهات كثيرة على استعداد لتمويل الحلول، لا شيء صعب، ولا يوجد مستحيل. لكن من تتدفق على جيوبهم أموال القاذورات، يقفون سداً منيعاً. هذه المرة لم يعد المطلوب إنهاء الكارثة، صار الواجب محاكمة المجرمين، وجعلهم عبرة لمن تسوّل له نفسه قتل الناس في سبيل سرقة موصوفة.
حلم بعيد المنال قد يكون. لكنّ جبل العار، رمزيته تحيل إلى ما حدث في لبنان منذ الحرب الأهلية وامتداد السلوك الميليشياوي، وقوننته، وتشريعه، ليصبح جزءاً من عمل الدولة وبعض مؤسساتها.
أكتب ولا تزال النيران مشتعلة في مكبّ الموت، حرقة في العينين، وضيق في الأنفاس ينتاب كثيرين، ممن يعانون من أمراض صدرية. لم تتوقف محاولات الإطفاء، وبينما تتم السيطرة على البؤرة المشتعلة، يكون الأذى قد وقع، وهو على أي حال مستمر.
جبل الموت، ملتصق بالبحر تنساب عصارته إلى البحر فتلوث المياه وتضرب حياة الأسماك وآكليها، وعلى تماسٍّ مع النهر الذي يقطع طرابلس... بقربه أيضاً مسلخ اللحوم وسوق الخضار والمرفأ مدخل المدينة، بوابتها المائية على العالم وكذلك الدفاع المدني الذي يُفترض أن يعالج الحرائق. أَكُلُّ هذا يمكن أن يحدث بمحض صدفة؟!
الشوبكي: كيف دخلت صوبة الشموسة الأسواق الأردنية
إطلاق نار على دورية سورية–أميركية قرب تدمر
الطاقة النيابية تحذر من مدافئ الشموسة وتعلن اجتماعًا عاجلًا .. تفاصيل
البدور: تثبيت مقر المجلس العربي للاختصاصات الصحية في الأردن
مياه اليرموك تحمل بلدية إربد مسؤولية انسداد خط إشارة بردى
هيئة الاعتماد تعقد دورة تدريبية في مجال الجودة
المدير العام للضمان الاجتماعي: إلغاء التقاعد المبكر مستحيل
تأجيل انطلاقة دوري كرة السلة الممتاز أسبوعا
إطلاق مبادرة مدن الدراية الإعلامية والمعلوماتية
تذبذب الأمطار يفاقم السيول ويعمّق الجفاف في الأردن
الشركس: سياسات نقدية حصيفة تحصّن الدينار وتدعم النمو
الدراسة الاكتوارية للضمان الاجتماعي كعقد بين الأجيال: من يحمي من
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025




