جمال عبد الناصر اسطورة لا تتكرر

mainThumb

28-09-2022 02:33 PM

في الثامن والعشرون من أيلول سيبتمر الجاري تمر الذكرى الثانية والخمسون لرحيل الزعيم العربي الكبير وإبن النيل الخالد جمال عبد الناصر بعد حياة حافلة بالعطاء والانجازات وصناعة المجد والاستقلال والكرامة لوطنه ولامته العربية من المحيط للخليج حتى اننا نستطيع القول وبثقة كبيرة إنه يعود الفضل في مصر الرائدة بقيادته في رفع راية الحرية والاستقلال في كل الوطن العربي بالقارتين آسيا وإفريقيا حتى وصل إشعاع ثورته المباركة لقارة أمريكيا اللاتينية إضافة للقارتين آسيا وإفريقيا حتى رأينا الكثير من قادة تلك القارة الأمريكية التي كانت مسرح لعمل المخابرات الأمريكية وها هو قائد كبير بحجم الراحل العظيم هوجوشافيز نفاخر قبل رحيله المؤسف وفي لقاء على قناة الجزيرة القطرية بالقول " بأنه ناصري ويفخر بذلك ، في الوقت الذي راينا للاسف الحرب القذرة على اسمه وتاريخه ليس في الدول الرجعية فقط ولكن في مصر ذاتها من قبل صبيان كامب ديفيد من الصهاينة العرب حتى اصبح إدانة تجربته كاملة بمثابة جواز سفر لدخول بيت الطاعة الأمريكي عبر بوابته الصهيونية .
والسبب كما قال السيناتور الامريكي الراحل جون ماكين حتى لا يظهر ناصر آخر في مصر او في العالم العربي ولعل الوضع العربي والمصري بشكل خاص اليوم وبعد رحيل ناصر هو الرد الطبيعي على تلك القاذورات البشرية التي لا تستحق الرد والمنتفخة أرصدتها بدولارات الذهب الأسود القادمة من خونة الأمة وعملائها حتى أصبح هجوم هذه الفئة المنحطة على زعيم أصبح في جوار الله منذ اثني وخمسين عاما أمراً لفت انتباه الكثير من الأجيال الشابة الأمر الذي حفز بعض تلك الأجيال ممن يهمهم مصالح أمتهم بالبحث والتنقيب في تاريخ الزعيم الخالدالأمر الذي كان لغير صالح حواشي كامب ديفيد وملحقاتها الذليلة ، وظهر ذلك واضحاً من خلال ثورة 25 يناير التي خلعت حسني اللامبارك وأرسلته لمزبلة التاريخ حيث لم نرى صور وشعارات رفعتها الجماهير إلا صور وشعارات جمال عبد الناصر وعندما ظهرت صورة لغيره كانت يتيمة للمرتد أنور الساداتي كان رافعها المطبع المتصهين توفيق عكاشة وكم ازعر كانوا خلفه الامر الذي دعا النائب الناصري المعروف كمال أحمد أن يضربه بالحذاء في مجلس الشعب الذي تم طرده منه على خلفية استقباله للسفير الصهيوني وبقي جمال عبد الناصر في كل الثورات هو فارس الساحات والرمز لنضال الأمة العربية ووجه مصر العربي الجميل المقاوم الذي لا يعرف الاستسلام ولا صفقات الظلام.
إن أي تقييم موضوعي للمرحلة الناصرية يجب أن ياخذ واقع الأمة العربية في ذلك الزمان ومصر مثلاً كانت السيادة فيها للسفير البريطاني المدعوم بثمانين ألف جندي بريطاني أجلاهم جمال عبد الناصر عن ارض مصر عام 1954م وباقي دول العالم العربي كانت مقسمة بين بريطانيا وفرنسا ولذلك كان دور جمال عبد الناصر التاريخي بكل المقايس بدعم كل الثورات في العربية وغير العربية ومطاردة الاستعمار في القارات الثلاث ، وبعد ذلك التصدي للاستعمار الأمريكي الذي حاول وراثة دول الاستعمار القديم وقد كان له ذلك ولكن بعد رحيل جمال عبد الناصر الذي حارب هذا الاستعمار الجديد واسقط حلف بغداد ومبدأ ايزنهاور وحارب المعاهدات والصفقات السرية للأنظمة العربية وفضح تلك الأنظمة العميلة وبالطبع كان لذلك ثمن كبير دفعته مصر الناصرية قابلة بدورها التاريخي حيث كان العدوان الثلاثي حيث كانت تحت الإدارة المصرية اضافة للحصار الاقتصادي ومئات محاولات الاغتيال التي استهدفت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وكان نصيره دائماً الشعب المصري العظيم وأمته العربية وصولاً لمؤامرة الانفصال بين جناحي الأمة العربية بين مصر وسوريا وكانت دبابات الانفصال الخائن بين مصر وسوريا وإنهاء الجمهورية العربية المتحدة هو المقدمة الأولى لنكسة حزيران يونيو عام 1967 م التي أرادها العدو الصهيوني وعرب الاعتلال تدعمهم أمريكا للقضاء على جمال عبد الناصر وأصبح تلك المؤامرات واضحة ومعروفة ولكن للأسف لدى أغلب أبناء أمتنا ما يمكن أن نسميه بالكسل العقلي والثقافي ولكن هل استسلم جمال عبد الناصر لا والله ولكنه أعلن المقاومة والصمود الذي فضح أكاذيب الجيش الصهيوني واستمرت المقاومة بقيادته يداً تبني وتعيد تسليح الجيش من جديد وتعلي بنيانها ويداً أخرى تقاوم وتحارب أشرس المحارب باعتراف العدو الصهيوني نفسه التي عرفت بحرب الثلاث سنوات أو الاستنزاف ووضع خطة العبور المقبلة لاسترجاع الارض العربية المحتلة جميعها لا فرق بين الجولان السوري والقدس الفلسطيني وسيناء المصرية ولكن قدر الله له الرحيل وهو يطفئ النار ويوقف سفك الدماء بين أشقاء المصير الواحد .
رحم الله الزعيم العربي الكبير وابن النيل جمال عبد الناصر الحاضر دائماً وحكام عرب اليوم هم الغائبون وبعد يقول الجنرال الصهويني معلقاً على رحيل جمال عبد الناصر " إن هذا اليوم بمثابة عيد قومي لدى كل يهودي في العالم " انتهى كلام موشي ديان الذي يعد صفعة وبصقة على وجوه كل فلاسفة الهزيمة من دعاة كربلاء حزيران يونيو الجديدة الأمم العظيمة تهزم في المعارك ولكن لا تحطم وتبقى إرادة الصمود والمقاومة هي المقياس حتى النصر والتحرير ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد