طَالَما سَعِدَت بك الأيَّام

طَالَما سَعِدَت بك الأيَّام

07-10-2022 09:29 AM

السلام على معلم الناس الخير ، مبدد ظلام الجهل بنور العلم البصير ، باني نهضة الأجيال على هدى وكتاب منير ،السلام على وريث رسالة نبي الأمييين ، صانع أمجاد وطنه الأمين ، من بين يديك تشكل معادن الرجال ، ومن فيك تخرج أطايب المقال ، منك تبعث الهمم ، وبك ترتقى أعالي القمم ، وعلى طريقك يستمسك بمعالي القيم ، ويكفيك من العدالة والمكانه قوله تعالى : " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ "
وهذه هي العدالة في أعلى درجاتها ، فإن الله تبارك وتعالى لا يستشهد بمجروح .
إنّ هذه المَهَمَة الشَّريفة التي كُلِف بها المعلم ، لا عَدل لها مُعَادل ، ولا ثَمَنَ بها يُبادَل ، فهي وَظِيفَة رُسُل ربِّ العالمين _ السٌَلامُ على معلم النَّاس الخير _ وإن أصابها في سُنُون الإنحِدَار والتَّخَلُف ، وأيام النِّفاق التَّزلُف ما أصابها من ظُلم وعَوَر ، وازدراء وكَدَر ، لكن تبقي الٱَجيال المُتَعاقِبة هي الشَّاهد الوحيد على تضحيات المُعلم ، وإسهاماته في بناء الإنسان ، الذي بدوره يُشيِّد الصُّروح والبُنيَان ، فلا يَكَاد يخلو بيتًا إلا وللمعلم به بَصمَه شاهدة ، ولمسة حَانِية، وبَذرَة فكر مُتَفرِده ، سَطَعَت وتلألأت في سماء الأوطان .
المُعلِم المُبجَل :
لم يكن أحمد شوقي _ رحمه الله _ ساذجًا أو مُغفَلاً ، أو كان مُترفًا فكريًا حِينَ قال :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
فلو كان بعد النَّبي محمد _ صلَّ الله عليه وسلم _ نُبُوة ، لحُقَّ للمعلِم أن يَقود زِمَامُها ، وأن يُجَلِّي مُعجِزاتها ، فهو الأَقدر على سَبر أغوار النفس الإنسانية _ الجَسد والرُّوح والعقل _ بما أُوتَيَ من مَلَكَاتٍ نَفِيسة تؤهله لذلك ، فَشتَّان شتَّان ، بَينَ مَن يَبني أنفُسًا وعُقُولا ، وبين من يُحَاكي آلة صمَّاء أو يُدَاري حَيَوانات عجماء !!
المُعلم النَّبيل :
ليس للعظمة مقياس خاص _ على حدِّ تعبير الدكتور مصطفى السِّباعي رحمه الله _ فقد يكون العظيم عالما أو فاتحا أو مخترعا , أو مربيا روحيا أو زعيما سياسيا .. و لكن أجدر العلماء بالخلود هم الذين يبنون الأمم , و ينشؤون الأجيال و يغيرون مجرى التاريخ .

إلى كلِّ معلم مُخلصٍ شَريف :
جعلوا لكَ يومَا تَسعَدَ فيه ، ولطالما سَعِدَت بكَ الأيَّام !!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد