مكر موروث

mainThumb

20-10-2022 01:51 PM

في العشرينيات من القرن الماضي أي الفترة 1922- 1925 وقعت حكاية غرام بين ممرضة يهودية وشب عربي في منطقة يافا . كانت الممرضة من طلائع المهاجرين الاوكرانيين اليهود الذين جاءوا الى فلسطين . تزوجت الممرضة ممرضا يهوديا لديه مستوصف طبي! في منطقة يافا .
أصيب الشاب شكور بألم في ظهره ، فدأب على مراجعة المستوصف الوحيد في تلك المنطقة،
وكان لابد ان تعتني به الممرضة ، فتعلق قلب العربي بفتاة مهاجرة يهودية كان العربي مرهف الإحساس بالفتاة اليهودية رغم انها متزوجة من الممرض صاحب المستوصف!
كان العربي ميسور الحال فطمعت اليهودية بما لديه من مال فبادلته الحب والغرام!
لقد كان اندريا زوجها ذكيا لا تفوته فائتة، فأدرك ان العربي قد وقع في شباك زوجته ، فلم يحرك ساكنا بل تغابى كأنه حيط لا يبالي بالعواصف والأعاصير ، فعاد الى الاصحاح الرابع والثلاثين من سفر التكوين حيث قرأ قصة دينة بنت يعقوب وشكيم ابن حمور : القصة في الاصحاح الرابع والثلاثين من سفر التكوين : وخرجت دينه بنت ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض ، فرآها شكيم ابن حمور الحِوّي رئيس الأرض واضجع معها وأذلها. وتعلقت نفسه بدينة أبنة يعقوب ,احب الفتاة ولاطف الفتاة ، فكلم شيكيم حمور أباه قائلا خذ لي الصبية زوجة، وسمع يعقوب أنه نجّس دينه ابنته ، اما بنوه فكانوا مع مواشيه في الحقل فسكت يعقوب حتى جاءوا
فخرج حمور أبو شيكيم الى يعقوب ليتكلم معه وتمضي الحكاية : ان أبناء يعقوب غضبوا جدا عند عودتهم، لكن حمورا طلب دينة لابنه كي يتزوج منها، لكن أبناء يعقوب عقدوا العزم على الانتقام فأظهروا البشر والسرور لكنهم رفضوا تزويج اختهم لرجل اغلف ، لأن ذلك عار لهم لكنهم يوافقون على زواجها إن اختتن جميع رجال قوم حمور وصاروا مثل اليهود فقالو إن صرتم مثلنا بختن كل ذكر منكم نعطيكم بناتنا ونأخذ بناتكم ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا
فراق كلامهم ليعقوب وحمور فيبادر شكيم ابن حمور بالإختتان لأنه كان مسرورا بابنة يعقوب , ذهب حمور الى اهل مدينته واقنعهم ان يختتنوا بعد ان اقنعهم ان اليهود مسالمون فيسكنوا الأرض ويتاجروا فيها والأرض واسعة فيتصاهرون معهم ويصيروا شعبا واحدا
واقنع حمور قومه بالإختتان. لكن في اليوم الثالث انطلق ابني يعقوب شمعون ولاوي اخوي دينة ودخلا بأمان في المدينة فقتلا كل ذكر فيها وقتلا حمور وشيكيم ابنه بحد السيف ، فلم يقاومهم اهل المدينة لأنهم كانوا يعانون الام الختان، واخذا دينه من بيت شيكيم ثم اتي اليهود على المدينة ونهبوها لأنهم نجسوا دينه ، اخذوا غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل اخذوه وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم ...
قال الممرض في نفسه : لابد ان احذوا حذوا أجدادي فلابد من الانتقام من هذا العربي لكن بأسلوب ادهى من أساليب اجدادي فقال سأتودد اليه حتى انال ثقته :
وتغاضى الممرض عما كان يجري بين زوجته والعربي الى ان جاء يوم اقنع فيه الممرض شكورا العربي انه سيخلصه من الألم في ظهره بعملية بسيطة تحتاج الى تخدير وافق العربي على ذلك ثم أجريت العملية ... وترك الممرض العربي ممددا على سرير الشفاء وسافر الى فرنسا.
بعد عدة أيام جاء موعد عودة العربي الى بيته فلما وقف على قدميه لم يقدر على نصب قامته فقد كان منحنيا عل شكل رقم ستة الهندي لقد أزال الممرض احدى فقرات العمود الفقري فانحنى ظهرالعربي، ولما سأل عن الممرض قيل له انه قد سافر الى فرنسا لدراسة الطب بشكل رسمي .... وفعلا درس الطب وتخرج طبيبا بارعا حتى انه أصبح طبيبا خاصا في احدى القصور العامرة في بلاد الله الواسعة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد