تصدع الحلم الأوروبي
الغلاء يطول الأكل والألبسة والمواصلات، وكل مستلزمات العيش، بينما زيادة الرواتب أمر دونه عقبات كثيرة. الحلول الأوروبية بطيئة، فقد ارتفع منسوب التشاؤم مع تأجيل الاجتماع الدوري لحكومتي فرنسا وألمانيا الذي كان مقرراً هذا الأسبوع، بحجة أن التحضيرات لم تكتمل بعد. وهي سابقة لم يحدث لها مثيل منذ عام 1963، أي منذ خمسين سنة، موعد بدء هذا النوع من اللقاءات بين الطرفين.
ثمة ما هو متوتر جداً بين البلدين المؤسسين للاتحاد الأوروبي. الاتفاق على موعد بديل يجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس اللذين تفتقد علاقتهما للكيمياء، لم يزد الفرنسيين إلا إحساساً بالتشاؤم من الأيام القادمة.
وفي استفتاء سريع لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، ربع المصوتين فقط أبدوا تفاؤلاً بعلاقة الثنائي الفرنسي - الألماني في قيادة الاتحاد الأوروبي إلى برّ الأمان.
الخلافات بين الاقتصادين الرئيسيين تزداد حدة، فالرؤية للحلول ليست واحدة، وألمانيا بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات منفردة، مثل الاتفاق مع دول أوروبية - ليس بينها فرنسا - على مشروع دفاعي، كما أنها تعوّل على اتفاقات وتكتلات مع دول صغيرة في الاتحاد، بدل النواة المركزية التي شكلتها طويلاً مع فرنسا.
وإن كان التباين الألماني الفرنسي قديماً، فإن بروز أزمة الطاقة، وإقفال صنابير الغاز الروسية، وتهاوي اليورو، أظهر كم أن شقة المصالح بين الجارين متباينة. لا يمكن الاستهانة بالضغوط الداخلية التي تتجاوز الغضب الشعبي إلى المماحكات السياسية للأحزاب اليمينية، التي وجدت فرصتها التاريخية للانقضاض على الوحدويين ومشروعاتهم الرومانسية.
نزعة المستشار الألماني أولاف شولتس للتمايز لم تخفف من وطأة خسارة حزبه في الاستطلاعات الأخيرة، مقابل صعود معتبر لحزب «البديل» المتطرف الذي وجد في النهج الإنساني لـ«ماما ميركل»، واستقبالها مئات آلاف المهاجرين، وما تبعه من أزمات، ووباء، وتراجع اقتصادي، خير فرصة لتسجيل النقاط، وطرح أفكاره الشعبوية.
وفي فرنسا كانت مارين لوبان قاب قوسين من الوصول إلى الرئاسة، وكل التوقعات تعزز احتمالية فوزها في المرة المقبلة، بينما جاء الخيار الإيطالي واضحاً لجورجيا ميلوني زعيمة حزب «إخوة إيطاليا» اليميني المتشدد، التي تريد من الاتحاد الأوروبي الانسحاب من الميثاق العالمي بخصوص الهجرة، وإعادة الهاربين إلى دولهم. وظاهر بعض دعوات هؤلاء قد يطرب له كثير من المحافظين، حين يسمعون عن ضرورة رفع نسبة الإنجاب، ومنع الإجهاض وزواج المثليين؛ لكنها دعوات لها ظاهرها والباطن، وهنا تكمن خطورتها. فالأخت جورجيا بحاجة لمساعدة الاتحاد، وهامش المناورة لديها محدود؛ لكن إذا ما وصلت شبيهتها مارين لوبان، ونجح حزب «البديل» في المرة المقبلة في ألمانيا، وبقي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لمرة جديدة، وفاز حزب «ديمقراطيي السويد» الذي سجل تقدماً كبيراً في الفترة الأخيرة، وهو تطور غير مسبوق، فنحن أمام تشكل لأوروبا جديدة، تأنف من التعددية، وترتعب من الاختلاف، وتفضل أن تعيش دولاً مستقلة كلياً، وترسم كل منها صلتها ببقية العالم بما يتناسب ومصالحها الضيقة.
أسوأ ما خبره الأوروبيون بعد حرب أوكرانيا هو حاجتهم لكل شيء، من الغاز والبترول إلى الطعام والتكنولوجيا، وحتى السلاح والدفاع عن أنفسهم الذي وكَّلوا به أميركا.
جوزيف بوريل، ممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد، يعترف في مقالة له بأن المشكلة الرئيسية هي «أننا نحن الأوروبيين لا نرى العالم بالطريقة نفسها، لذلك ليس لنا ثقافة استراتيجية مشتركة. إنما لا بد من أن نستكشف أن كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تحتاج للأخرى، تماماً كما يحتاج الاتحاد إلى كل دولة عضو للاستجابة للتهديدات ذات الطبيعة المتغيرة».
لكن بوريل يفكر في شيء وتفعل ألمانيا ما هو مغاير. يبدو أن الدولة الأوروبية الأكبر لم تعد تستسيغ سياسة السلحفاة الفرنسية، ولا الشراكة المعرقلة. الخسائر كبيرة، والحاجة إلى استعادة الاقتصاد قوته بأسرع وقت أغلى ما تعمل من أجله. كتب فيليب كريفيل، المتخصص في قضايا الاقتصاد: «تدريجياً، تتم بلورة اتحاد أوروبي جديد حول ألمانيا، يحاول التوفيق بين مطالب دول شمال وشرق وجنوب أوروبا. يجب على فرنسا أن تتجنب عزل نفسها عن هذا المشروع. فقد قررت ألمانيا الحصول على غطاء مضاد للصواريخ بالاتفاق مع 14 دولة عضواً في الاتحاد، وتوقفت مشروعات بناء الدبابات والطائرات المقاتلة بشكل مشترك مع فرنسا»، وهو ما يدل على تدهور يصعب لجمه.
بين من يريد إنهاء الاتحاد، ومن يعمل على صيغة جديدة له فيها حصة الأسد، مثل ألمانيا، ومن يحاول ترقيع الماضي، أوروبا تتصدع وتتألم، وحلم الوحدة يتداعى.
شركات أردنية تشارك بمعرض سعودي فود
الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة
لليوم الثاني .. استمرار العدوان على مخيّم نور شمس شرقيّ طولكرم
عمرو دياب يغني مع محمد فؤاد بحفل زفاف نجل الأخير
السعايدة يلتقي مسؤولين بقطاع الطاقة في الإمارات
تعارف حلال بدون خلوة .. تطبيق يثير موجة سخرية في المغرب
أبل تسحب واتساب و ثريدز من متجرها الإلكتروني في الصين
دراسة أميركية: الوجبات السريعة تهدد ذاكرة المراهقين
كيف تتجنب أحد أخطر أنواع سرطان الجلد
السبت .. ختام كأس العالم لقفز الحواجز والترويض
جامعة تفصل ابنة النائبة إلهان عمر على خلفية الاحتجاجات ضدّ الإبادة بغزة
انطلاق مشروع إعادة تأهيل طريق الحزام الدائري
عشيرة بني هاني تصدر بياناً بحق المجرم عمر بني هاني .. تفاصيل
فصل الكهرباء من 9:30 صباحا حتى 3 عن هذه المناطق .. أسماء
تفعيل كاميرات مخالفات الهاتف وحزام الأمان
سرقة الكهرباء مشمولة بالعفو العام
مهم للأردنيين للراغبين بالحصول على تأشيرة إلى أميركا
مدعوون للتعيين ووظائف بجامعات وبلديات ومستشفيات والتلفزيون .. تفاصيل
صاروخ إيراني سقط في البحر الميت .. صور وفيديو
19 ألف دينار أعلى راتب تقاعدي في تاريخ الضمان
كاتب أردني:قاطعوا قناة المملكة
5 موظفين في التربية فقدوا وظيفتهم .. أسماء
إمهال متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم .. أسماء
خدشت الحياء وأهانت الرجال .. تحرك رسمي ضد فتاة المواعدة العمياء
مدعوون للتعيين في وزارة الصحة .. أسماء