ملحمة السراب على مسرح ابيلا

mainThumb

01-11-2022 12:56 PM

مساء السبت الماضي من ضمن برنامج هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية في مهرجان ابيلا السياحي الذي تضمن فقرات عديدة
والتي استمتعنا فيها باوبريت بنات ثانوية حرثا بمغناة جسدت ووثقت كل قرية وبلدة ومرتفع على ضفاف اليرموك الخالد في ايقاع ضبطه وقاده الاوركستر الفنان محمود الحمادنه ،
وعلى ذات المسرح الذي لا يتعدى مجموعة من اخشاب الطوبار وباقل الامكانات استحضر المخرج نبيل الخطيب افكار سعد الله ونوس الكاتب السوري الذي كانت مسرحية ملحمة السراب المستوحاة من رؤيته في نص جسد الشخصية التراثية لكاتبها الذي سبق عصره ولم ترى النور لمنعها من العرض …الى ان عرضت مؤخرا على مسرح قصر الانفوشي بالاسكندرية
وقد ادى الممثلان ادوار المسرحية (ذكريات الحمايدة وموسى السطري) في اداء متقن رغم انه على درجة عالية من الصعوبة ، ومع هذا كان الاداء سلسا ومعبرا وبلغة عربية لا عوج فيها مع محاولة جادة من فني الصوت ماهر الجريان السيطرة عليه في فضاء مفتوح وليس في مسرح مغلق ثلاثي الابعاد ،
وقد وصلت الرسالة رغم صعوبتها ببلاغة عريف الاحتفال هاني عبيدات في توضيح ما وراء المحتوى ،وفحواه اننا امام هجمة شرسة للعولمة التي حولتنا الى مجموعات من المستهلكين والاتكاليين على رواتب لا تكاد تسد الرمق ،وانتقلت العدوى الى الريف والذي اصبحنا نرتجف مما تهدف اليه العولمة والتي ترجمتها ملحمة السراب الى تخوف من ان تتحول محميات الطيور والاشجار في وادي خالد الى منتجعات سياحية ،والخوف ان نفقد لون وطعم رمان عين قويلبة ،وان تصبح الزيتونة المباركة في سهول الكفارات والتي تتميز بزيتها الذي ينير الدرب الى اشعار وتراث من الماضي، ونخاف ان تجف مياه الحمة التي سالت في الاودية الالاف من السنين لاستنزافها في مسابح الاغنياء ، وان يتغير طعم جوافة سحم لسرقة الاعداء مياه اليرموك ،،
واعتقد انها وصلت الرسالة لان زوجة احد الاصدقاء رفضت مباشرة في تلك الليلة ان تقام مكان زيتون ورثته عن الاجداد الى منتجع سياحي حتى لو تضاعفت الدخول وملكت الذهب والاساور والمباريم ،،
وتبقى قناعة اهل الريف عنوان حياتهم وطريق سعادتهم
ومرة اخرى هل من متابعة جادة من وزارة الثقافة لرؤية الابداعات على مسرح من خشبات الطوبار في فضاء ثانوية حرثا للبنات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد