الحوار لغة القرآن

mainThumb

01-11-2022 12:59 PM

الحوار في تراثنا مضى بين مد وجزر، أحيانا تجد شيوعا للحوار مع كل مخالف، وأحيانا أخرى تجد التشدد في ذلك، وربما يعزى هذا التذبذب إلى حال الأمة بين ضعف وقوة، وبين انغلاق وانفتاح، وبين تخندق وانطلاق.
لكن لغة القرآن الذي هو دليلنا ومرشدنا هي لغة حوار، فهو يطلب منا أن تكون لغة الحوار تلك هي لغة الأمة أفرادا وجماعات.
وشواهد الحوار في القرآن كثيرة، أنظر مثلا إلى حوار موسى مع فرعون وحواره مع قومه، كذلك حوار إبراهيم والنمرود، وحوار نوح مع قومه، فتقريبآ جميع قصص الأنبياء والرسل كان فيها سرد حواري بين الرسول وقومه.
ويبرز الحوار في الكتاب العزيز أكثر ما يبرز في سورة الكهف، والتي كنت قد سميتها يوما سورة الحوار، تلك السورة التي نقرأها كل جمعة، ربما لنتعلم منها الحوار، فنكرر قوله تعالى " قال له صاحبه وهو يحاوره" كي يترسخ لدينا هذا المفهوم الراقي .
فهي سورة تعلمنا أن الواثق يحاور حتى لو كان الطرف الآخر يقول: "ما أظن أن تبيد هذه أبدا "، وحتى لو قال: "ما أظن الساعة قائمة"، وحتى لو تمادى بما يستدعي القول له" أكفرت بالذي خلقك من تراب".
قلت: ربما تستطيع أن نمنع فكرة مخالفة، لكن من المؤكد أنك لن تلغيها، هكذا نطق التاريخ حين قال أن الحوار هو مراكب الأفكار ، ومنع الحوار يخلق سوقا سوداء للأفكار الممنوعة وربما سوق احتكار، وهذا يرفع سعر تلك الأفكار في تلك السوق، لكن ان تركنا السوق بيضاء لتتنافس فيها الأفكار بالحوار لكان ذلك خير وأبقى، فنحن أن تركناها في سوق منافسة لظهرت حقيقة الطلب عليها ولبرزت قيمتها الحقيقية بين أهل السوق، فسوق المنافسة ينطق بالحق الذي لا ينطق به سوق الاحتكار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد