أنحازُ لحبِّه فَلَا تَلُمْنِي
بَل سيرافقنا عِنْد الْمَشِيب، ونَحْن نتهادَى فِي مشيتِنا، وقَدْ أَخَذَ ضَعْفُ الحَرَاكِ بجسمِنا النَّحِيل، ومَعَ ذَلِكَ الضَّعْف نَحْكِي قِصَّةَ حُبِّنَا لأبنائنا لأحفادِنا، نَرْوِي لَهُمْ حِكَايَاتٌ الْمَجْد.
نَرْوِي لَهُمْ حِكَايَاتٌ بِطُولِة جِيل فَرِيد، خَلَد ذَكَرَهُ فِي كُلِّ رَبْوَةٍ أَوْ سَهْلٍ أَوْ نَهْرٍ أَوْ جَبَلٍ.
نَرْوِي لَهُمْ صَمُودَ جِيلٍ لَم يَنْحَنِ سِوَى لِرَبِّه رَاكِعًا وسَاجِدًا.
ومَعَ ذَلِكَ الْوِصَال الرَّبَّانِيّ نَبْتَهِل نَخْلُص الدُّعَاء لندعو ربنا َليحمِي وَطَنا غَال، فَيَحْفَظ شُعْبَه وآمِنَه ويُدِيم عَزّه وَاسْتِقْرَارِه، ثُمّ نُطِيلُ السُّجُودَ ونَحْن نَدْعُو أَنْ يُقِرَّ أَعْيُنِنَا فِي الْقَرِيبِ، فَيَجْمَعَ شَمْلَنَا عَلَى الخيرِ والْإِخَاءِ، نَلْتَقِي عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي حَفِظْنَاه من شهدائنا و أبطالنا ، نَلْتَقِي فِي صَفٍّ وَاحِدٍ، نَحْمِلُ التَّباشيرَ، نَحْمِلُ الْأَمَلَ ، نحمل الرايات ، نحمل شارة لِكُلّ يائِس فَتَرَ حُبَّهُ فَيَعُودَ حُنَيْن الوطن كَمَا كَانَ .
الجميل أن أسجل ذلك الموقف الرائع الذي يظهر صدق المشاعر اتجاه الأوطان، في موقف سجلته السنة المطهرة حين وقف الحبيب محمدا النبي صلى الله عليه وسلم يُخاطب مكة المكرمة مودعا موطنه، الذي ألف حبه منذ الصبا، وقد أُخرجوه من موطنه بالقوة القاهرة، في تلك اللحظات خرجت الكلمات في أعذب لحنها، تحرك القلوب الميتة ، تحرك قلوب من هانت في أعينهم محبة أوطانهم فباعوه .
روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: (ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ) (رواه الترمذي الحديث رقم 3926 ص 880) خرجت الكلمات تحمل لهجة حزينة محملة بأرق المشاعر، مليئة تحمل الأسى والحنين والحسرة وشوق فراق المحبوب -فأي لفظ تحمله المعاني: (ما أطيبكِ من بلد! ...).
و لَسْنَا وَحْدَنَا مِن يَتَغَنَّى بِحُبِّ الوَطَنِ، فَحَبُّه مَغْرُوسٌ، تتقاسمُه الْأَرْوَاحُ الطَّاهِرَةُ، فِي كُلِّ أَرْضٍ وفِي كُلِّ بُقْعَةٍ، حَتَّى لَوْ تَسَمَّعْنَا الصَّدَى، لسمعناه يَرْوِي رَوَائِعَ ذَلِكَ الْحُبِّ الْأَبَدِيّ، مِنْ خِلَالِ تَرَانِيم الشُّعَرَاء والْأُدَبَاء.
أَنَّ بَيَانَ الشِّعْرِ سِحْرٌ، فَالْكَلِمَات الرَّقِيقَة تهز الكِيانَ، وتأسرُ الْفُؤَادَ، وهاهي كَلِمَات الْأَدِيب الشَّاعِر خَلِيل مُطْران، تَبْعَث فِينَا الأشواقَ يَقُولُ فِي رَوَائِع حُبِّه، كَلِمَات نُورَانِيَّة دفاقةْ بالمشاعرِ والأحاسيسِ
بِلادِي لاَ يَزَالُ هَوَاك مِنِّي
كَمَا كَانَ الْهَوَى قَبْلَ الْفِطَامِ
أَقْبَل مِنْك حَيْث رَمَى الْأَعَادِي
رغاماً طاهراً دُون الرّغام
وأفدي كلّ جُلُمُود فَتِيت
وَهَى بقنابل الْقَوْم اللِّئَام
لِحًى اللّه الْمَطَامِع حَيْثُ حَلَّتْ
فَتِلْك أشدّ آفَات السَّلَام
إن محبة الأوطان هبة فطرية وجدت مع الإنسان منذ الأزل، هبة لا ينكرها إلا جاحد، أعدمت فطرته.
في هذا السياق هذا الحديث ينظم ابن الرومي الشاعر العباسي (836 ـ 896م) أبياتا رائعة يتغنى بروائع الأشعار ـ يمجد حب وطنه، يمجد قطعة قدسية لا تشترى ولا تباع، ، في روعة ذلك الحب تهيم روحه عشقا وحبا، ترخس دونه الأرواح والمهج .
يقول في في أبياته :
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكَّرتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكا
فقد ألفته النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
***
عمّان الأهلية تفوز بالمركز الثالث بمسابقة قصتي مع الصين
إيلون ماسك يلتقي محمد بن سلمان ودونالد ترامب في الرياض
انخفاض حركات كليك إلى 1.48 مليار دينار نيسان
حاسوب عملاق يكشف الموعد الدقيق لنهاية العالم
إطلاق مسار سياحة الفلك الآثاري
استشهاد صحفي في قصف الاحتلال لمجمع ناصر الطبي
تحرير 9 معتقلين من غزة ضمن آلاف الأسرى
تقديم القهوة العربية للرئيس ترامب ضمن مراسم الاستقبال .. فيديو
استقبال رسمي مهيب للرئيس الأمريكي في قصر اليمامة بالرياض
10.7 مليون إيرادات العقبة الخاصة حتى نهاية آذار
رئيس الحكومة اللبناني يتفقد مطار بيروت .. فيديو
الصين ترفع الحظر على استيراد طائرات بوينغ الأمريكية
دبي الأولى عالميا في قبول العملات المشفرة لسداد الرسوم الحكومية
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
إجراءات حكومية مهمة بعد عيد الأضحى
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
منتخب عربي بمجموعة الأردن يضمن التأهل إلى كأس العالم
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
تطورات جديدة على موجة الحرّ المرتقبة .. تفاصيل
اقتراب تأهل النشامى الى كأس العالم يشعل منافسة الأندية
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
قالت له إنها ذاهبة لأهلها .. أغرب طلاق بالأردن بسبب استقبال راغب علامة
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل