الشباب في ظل الأحزاب

mainThumb

30-11-2022 06:52 PM

قد تبدو الحياة السياسية في الأردن مثارا لحديث الصالونات السياسية في الوسط السياسي الأردني فمنذ تأسيس الدولة الأردنية و نشأة الأحزاب فيها دأب السياسيون و ذوي المناصب السابقة و الحالية على الانضمام للأحزاب المختلفة و لكن الوصف الحقيقي لهذه الأحزاب هو أحزاب الفوق خمسين .
أما بالنسبة للشباب و الأحزاب فنجد خصاما عنيدا ، فالقلة من شبابنا ينضمون للأحزاب فلا يتعدى عددهم إلى إثني عشر ألفا وهي نسبة فقيرة في دولة يسمونها دولة فتية .
إنه ومن هذا المنطلق لا بد لنا أن نتحدث عن تلك الأسباب التي جعلت من الحياة الحزبية طاردة و ليست جاذبة لهذه الفئة من المجتمع .
إن من أهم هذه الأسباب هو قمع الحراك في الشارع ووأده في مهده . و السلطات التي ما زالت تطارد كل من ارتفع صوته فما زال في الذاكرة هذا العدد الهزيل ممن يحاولون ممارسة حقوقهم الديموقراطية في التعبير عن آرائهم السياسية و عدا عن قمع حراكات داخل الجامعات و مجالس الطلبة و ضعفها على المستوى السياسي بشكل عام.
حاولت الوزارات المتتابعة على اعتبار الديموقراطية في المدارس كحلي تزين بها صورتها فقط و ليس لتفعيلها في نفوس الطلبة الشباب.
فما زال الطلاب يعزفون عن المشاركة لأن الديموقراطية بالنسبة لهم مسألة ضبابية كل ما يعرفونه عنهم هو (ابن العم ) نائب مجلس النواب و المال السياسي الذي يعرف عنه جيدا فتى في عمر الزهور ؛ فالعيب ليس في الحياة الحزبية و إنما في أسلوب الطرح .
و يأتي ذلك وسط حديث ملكي حول انضمام الشباب للأحزاب فشدد جلالة عبد الله الثاني على أن " الأبواب مفتوحة أمام الشباب لقيادة مسيرة التحديث لكن عليهم ألا ينجزوا خلف الشعارات الشعبوية بل أن ينخرطوا في البرامج الواقعية و القابلة للتطبيق فالجيل الجديد يعرف ما يريد ... "
لكن هم الشباب الأكبر يبقى البحث عن فرصة عمل بعيدا عن تعقيدات الأطر الحزبية وبعيدا عن الشعارات الرسمية لتمكين الشباب .
في مجتمعنا صار التعليم الجامعي جزءا من المظاهر الإجتماعية و ليس للعمل السياسي مكان له إلا للقلة القليلة من الشباب . فأصبح البحث عن رغيف الخبز أهم من الخوض في مبادئ الأحزاب .
و من هنا فإن جل ما نتمناه هو أن لا نخيب ظن جلالة الملك بأن" الجيل الجديد يعرف ما يريد" أن نعرف ما نريد وأن تكون الأحزاب هي مفتاحنا نحو أردن جديد يواكب العصر و تفتح لنا آفاقا من العمل الحزبي البرلماني جاعلا من مصلحة الوطن همه الأول والأخير .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد