اليوم العالمي لحقوق الانسان

mainThumb

22-12-2022 02:59 AM

في العاشر من ديسمبر كانون الثاني الجاري ، مرت الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1949م ، وسط صمت وتجاهل على غير العادة ، رغم أن العالم اليوم بأمس الحاجة للتذكير بذلك الاعلان ، الذي لو طبق لرأينا عالمنا هذا قمة في الأخوة الانسانية ، ولرأينا بدلا من صناعة أحدث ترسانة أسلحة الدمار والقتل لوجدنا العالم يتبارى في اختراع ما يخدم الانسانية .
العالم اليوم يقف على حافة الهاوية ، وحرب لا سمح الله قد تفني الكرة الأرضية من خلال ما يسمى بالحرب الروسية الأوكرانية وتدخل أطراف بحيث تكون حرب لاستنزاف القدرات الروسية ،ورأى العالم كله أن الدولة الأعظم في العالم تنظر لتلك الأزمة وتتصرف وفق عقلية الحرب الباردة التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي مع أن روسيا وان كانت أعظم دولة نووية في العالم لكنها ليست الاتحاد السوفيتي .
والغرب وعلى رأسه أمريكا هو من اشعل فتيل الحرب في اوكرانيا منذ أعوام قبل أن تعلنها روسيا رسميا دفاعا عن مصالحها وشعبها ، حيث أصبحت اوكرانيا قاعدة للتآمر على جارتها الكبرى روسيا ، اضافة للتطهير العرقي والتهجير ومنع اللغة الروسية بالقوة في المناطق الشرقية التي يقطنها أغلبية روسية .
النازية الجديدة تعود من خلال اوكرانيا أو الحكم في اوكرانيا ، وللاسف الغرب الذى اكتوى بنار النازية ولكنه يدعم النازية الجديدة ، وكأن التاريخ يكرر نفسه في حالات بدون أن يستفاد بعض البشر من أخطائهم ، ألم تكن الحرب العالمية الثانية افرازا ونتيجة لنهاية الحرب العالمية الأولى ، عندما فرضت شروط مجحفة على دول المحور في فرساي وهي أعظم الدول الاوروبية ألمانيا وايطاليا ؛ الأمر الذي أفرز ظاهرة النازية والفاشية وما دفعته الانسانية جمعاء من ملايين الضحايا ، وللاسف تولد النازية من جديد ويدعمها دعاة حقوق الانسان في أمريكا والغرب في اوكرانيا اليوم ، وهي التي اصبحت حالة استنزاف للاقتصاد الاوروبي ، والمستفيد الأول والأخير من تلك الحرب هي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي استغلت حاجة القارة الاوروبية للغاز والنفط وأخذت تبيعهم بأربع أضعاف الغاز الروسي .
ضاربة بعرض الحائط حتى مصالح حلفاءها الأقربين ؛ الأمر الذي أوجد حالة عدم رضا في الشارع الأوروبي عبر عنها بشكل واضح الرئيس الفرنسي ماكرون وكذلك المستشار الألماني .
واذا كانت الحرب الاوكرانية كما هو واضح مخطط أمريكي لاستنزاف الكل روسيا واوروبا معا ؛ ولأجل تشغيل مصانعها وأخص الاسلحة التي تقدم لاوكرانية و تأخذ أضعاف أضعاف قيمتها من حلفائها .
لذلك ما احوج البشرية اليوم أن تعود لذلك الاعلان المكون من واحد وثلاثون مادة ، الذي أجمعت عليه البشرية ليكون دستورا للانسانية وتفعيله فهو لم يأتي من فراغ بل كان نتيجة حربين عالميين دفعت البشرية ثمنهم ملايين الملايين من البشر ، يكفي أن نذكر أن أكثر من واحد وعشرين مليون انسان من الاتحاد السوفيتي وحده ، فهل يريد تجار الحروب الصهاينة العودة بالبشرية الى الوراء؟
وهل يسعون لتدمير الشعوب الأخرى من أجل مصالحهم الضيقة التي يديرها تجار الموت والدمار من شركات صناعة الأسلحة .
نعم نحن بحاجة لتفعيل المنظمة الدولية لتكون تعبيرا عن المجتمع الدولي وليس الأمريكي ، بحاجة لتفعيل قوانين الأمم المتحدة ، ومنها وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانساني ، التي أراد لها تجار الموت والدمار أن تبقى حبرا على ورق ، وللاسف هكذا كان .
وهذا العام مرت ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان وسط تجاهل أممي واضح في ظل صيحات تهدد بافناء البشرية بحرب نووية الجميع بها خاسر .
ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد