الأردن .. نساء يتحدثن عن تجاربهن مع التدخين

mainThumb
امرأة مدخنة - أرشيفية

25-12-2022 02:55 PM

السوسنة - ابتهال ذكر الله - يزداد أعداد المدخنين في كل دول العالم وفي الأردن تحديدا، وبحسب موقع "وورلد بوبيوليشن ريفيو" البحثي فإن الأردن يقع في المرتبة الأولى عربياً في نسبة المدخنين والسادس حول العالم لعام ٢٠٢١.

ودائما ما يتم التطرق للحديث عن آثار التدخين على الجهاز التنفسي للإنسان، وتأثيره على أنظمة القلب والأوعية الدموية، لكنه أيضا يؤثر سلبيا وبشكل كبير على الجهاز اللحافي.

ويقصد بالجهاز اللحافي الغطاء الخارجي للجسم ويشمل: الجلد، الشعر، الأظافر، الأسنان، الغدد العرقية والأنسجة المخاطية، ووظيفة هذا الجهاز حماية الجسم والأعضاء الداخلية من الأمراض ودرجة الحرارة وغيرها، كما يعكس الوضع الصحي للجسم وجماله، ومن أهم العوامل التي تقوض صحته هو التدخين.

النساء والتدخين

وتحدثت نساء أردنيات ،رفضن الكشف عن أسمائهن، عن تجربتهن مع التدخين، فقد اتفقت كل من سارة -اسم مستعار- مدخنة من 17 سنة وحليمة -اسم مستعار- مدخنة من37 سنة على أن أهم الآثار التي تركها الدخان على الجهاز اللحافي وهي التجاعيد حول الفم وشحوب لون البشرة وتصبغ الأسنان والأصابع خاصة باللون الأصفر.
و لا تتفق سوسن -اسم مستعار- مدخنة من أربع سنوات، مع ما ذهبت إليه النسوة بأن للتدخين آثار سلبية، مبينة إن التدخين لم يترك أي أثر على جهازها اللحافي، إلا أن بعض أنواع الدخان تسببت لها بظهور حبوب على وجهها وفي مناطق مختلفة من جسدها.

الرجال والتدخين

من جهته يقول محمد اليبرودي وهو مدخن منذ ثمان سنوات متواصلة، إن تدخين سجائر التبغ كان له أثر واضح تمثل بتصبغ أطراف الأصابع والأظافر باللون الأصفر بالإضافة إلى ظهور الشيب بالشعر.

ولا ينكر تيسير السقار مدخن من عشرين سنة ما للتدخين من آثار على الجسم كاملاً، وبالنسبة لتأثيره على الجهاز اللحافي فقد ظهرت التصبغات على الأسنان باللون الأصفر، بالإضافة إلى الهالات السوداء والتجاعيد حول الفم والعينين وتغير لون الشفاه للبني المُزرق.

رأي الطب

أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة سلام رجوب تقول إن دخان التبغ یحتوى على أكثر من 7 آلاف مادة كیمیائیة، ومن المعروف أن 69 مادة منها على الأقل تسبب السرطان وهذه المواد تؤثر سلباً على الدورة الدموية وعلى قدرة الدم على حمل الأكسجين للأنسجة وبالتالي تلف الخلايا.


وتابعت أن تلف الخلايا الموجودة بالجلد والمسؤولة عن أنتاج الكولاجين والإیلاستین یؤدي الى الشیخوخة المبكرة وظھور التجاعید وتأخر التئام الجروح والتقرحات الجلدیة.

وأضافت رجوب أنه یؤثر على الجھاز المناعي الخاص بالجلد كما ويزيد احتمالية الالتهابات وتنشيط العديد من الأمراض المناعية الجلدية مثل : الصدفية، الحمى الذئابیة، الحزاز، حب الشباب والتھاب الغدد العرقیة (القيحي)، ولوحظ أن ھذه الأمراض بالعادة تكون أشد عند المدخنین مقارنة بغیر المدخنین، وتحتاج جرعات أكبر من الأدویة للسیطرة عليها، وأن احتمالية إصابة المدخنين بسرطانات الجلد والأنسجة المخاطية خاصة بالفم والبلعوم تأتي بنسبة ٧٥% .
وأوضحت الرجوب بالنسبة لتساقط الشعر أن الدم هو المسؤول عن نقل المواد الغذائية للجسم كامل ولكن غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق التبغ يسبب انخفاض تدفق الدم إلى بصیلات الشعر وعندما تقل تغذية البصيلات بالعناصر الغذائية سيؤدي إلى تساقط الشعر أو تلفه، والصلع المبكر والشيب، كما أن السموم الموجودة في السجائر تضر بمجموعة الھرمونات في الجسم المسؤولة عن إنتاج و "صیانة" الشعر.

وتابعت أن مادتي النیكوتین والقطران السامتان في دخان التبغ يؤديان إلى صبغ الاظافر، واللثة والأسنان باللون الأصفر المائل للبني والذي لا یمكن إزالته بسھولة، لافتة الى أنه يمكن اتباع خطوات للتخلص من هذه الآثار وأولها الإقلاع عن التدخين باستخدام بدائل الدخان مثل لصقات النيكوتين في البداية.


وذكرت أنه كنتيجة للإقلاع بعد أشهر ستتحسن وظائف أعضاء الجسم المهمة مثل القلب والرئة وكذلك الدورة الدموية وقدرتها على إيصال الأكسجين لباقي أجهزة الجسم مثل الجهاز اللحافي وبعد عشرون سنة من الانقطاع عن التدخين يعود الجسم كجسم شخص لم يدخن أبداً.


ويقول أخصائي الجلدية والتجميل الدكتور رعد الجندي إن دخان التبغ يؤثر على أكثر من جهاز في الجسم ومنها الجهاز اللحافي وتظهر الآثار بأشكال متعددة مثل تفاوت لون الجلد الذي يحدث بسبب عدم تروية الجلد بالدم.
ويوضح أن الدم هو المسؤول عن نقل المواد الغذائية والأكسجين لجميع أجزاء الجسم لكن غاز أول أكسيد الكربون الناتج من الدخان يعمل على إتلاف الخلايا التي تساعد على انزلاق الدم في الأوعية الدموية مما يؤدي لصعوبة تروية الجسم كامل بالدم.


واتفق الجندي مع ما قالته الرجوب بأن التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان وعلى مستوى الجلد يحدث السرطان عادة في منطقة حول الشفاه أو اللسان حيث يبدأ بتقرحات عادية مثل الحمو وعندما يطول وقت شفائها يصبح هناك شك بأنها سرطانية.


ويشرح بالنسبة لصعوبة شفاء الجروح فإنه يعود إلى المواد السامة في دخان التبغ التي تؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية والتي تسبب صعوبة وصول الأكسجين للدم وللمواد الموجودة فيه وتساعد على التئام الجروح وبالتالي فإن قلة تدفق الدم لمنطقة الجرح ستؤدي لبطىء التئامه وتصبح المنطقة عرضة للتقرحات، منوها أن المواد السامة تسبب كذلك أنتاج الجذور الحرة.


ويشير الجندي أن مرض الوردية يحدث عند المدخنين وذلك عند توسع الشعيرات الدموية لقلة تدفق الدم فيها وكرد فعل لهذه الشعيرات أن تتمدد لتحصل على أكبر قدر من الدم والأكسجين.

نصيحة
ونصح بالإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي للتخلص والتخفيف من هذه الآثار وتناول الأطعمة المضادة للأكسدة مثل الطماطم والعنب والثوم وغيرها أو أخذ أدوية مضادة للأكسدة، بالإضافة إلى استخدام المرطبات اليومية لترطيب الجلد ويمكن استخدام سيروم يحتوي على حمض "الهيالورونيك أسيد" الذي يعزز نمو الخلايا ويزيد الماء بالبشرة وغيرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد