ما رأيك في ماء زمزم؟
الواقع أن الفكرة كانت معروفة قبل بيكون. لكن عمله رفع وزنها العلمي، وأوضح مبررات ومسارات تأثيرها الحاسم في تفكير الأفراد. منذئذ بات ثابتاً في الدوائر العلمية أن كل تأمل ذاتي، وكذا التفكير في العالم خارج الذات، سيكون متأثراً - بالضرورة - بالصور والقناعات التي سبق أن توصل إليها الإنسان، من خلال تجاربه الشخصية، أو انتقلت إليه من محيطه، أو اقتنع بها بعد مكابدات فكرية مقصودة.
خلال القرن العشرين، جرى التركيز بصورة خاصة على التجارب المتعلقة بالعلوم الطبيعية والتجريبية، بغرض اكتشاف إمكانية التوصل إلى نتائج محايدة، أي غير متأثرة بخلفية الباحث الذهنية. وكان الاعتقاد السائد قبل ذاك أن الانحياز الذهني مقتصر على العلوم الإنسانية دون الطبيعية والتجريبية، لأنها تتكون وتتطور في الذهن، بخلاف العلوم الأخرى التي تتكون وتتطور في الخارج، فلا تتأثر - حسب ذلك الاعتقاد - بميول الإنسان. لكن تلك المسيرة انتهت بتوافق عام تقريباً على أن الانحيازات المسبقة تترك آثارها على كافة الأعمال العلمية، نظرية كانت أو طبيعية أو تجريبية. وقيل إن ذلك التأثير يبدأ منذ الملاحظة الأولية، ثم المراقبة المقصودة للمواد الخام والتجارب المعملية، وصولاً إلى إعلان النتائج. فحين يبدأ الباحث بمراقبة المواد الخام أو جمعها، فإنه ينطلق من فرضيات خاصة، متأثرة بقناعات مسبقة. إن اختيار هذه الفرضيات دون غيرها يحاكي في غالب الأحيان الميول الرائجة في الإطار الاجتماعي أو الأكاديمي للباحث، بل وحتى ميوله الدينية والسياسية في بعض الأحيان.
دعنا نأخذ مثالاً على هذا بخبير أوكلت إليه مهمة تحليل «ماء زمزم» للتحقق من القول السائر بأن فيها شفاء من الأمراض. فإذا كان هذا الباحث مسلماً، فمن المؤكد أنه سيدخل في التجربة بنية إثبات فوائد ماء زمزم، الطبية أو غير الطبية. ومن المستبعد أن يبدأ باحتمال أن يكون هذا الماء ضاراً بالصحة، أي بعكس الفرضية التي يريد كافة المسلمين الإيمان بها.
حين ينظر الإنسان إلى شيء، سواء كان فكرة أو مادة أو شخصاً، فإنه لا يراه بعينيه، بل يراه بعقله. أنت تفهم الشيء الذي تراه، لأنَّك تصورته سلفاً في عقلك، أي وضعت إطاراً لفهمه واستيعاب معناه. وفي هذا الإطار لا يختلف الباحث في العلوم عن الشخص العادي، فكل منهما يتأثر بمسبقاته الذهنية.
ومن هنا فإن عدة أشخاص ينظرون إلى شيء واحد، فيفهمه كل منهم على نحو مختلف، وقد يستمعون إلى الخبر نفسه فيتأثر به بعضهم إلى درجة البكاء، بينما يقف الآخرون موقف المندهش، لأن الخبر لم يلامس قلوبهم أو يستثير عواطفهم، بمعنى أنهم لم يدركوا الحمولة التي تنطوي في داخل الخبر، أو أن هذه الحمولة لا تعني لهم شيئاً ذا بال.
زبدة القول إنك مثلي ومثل كل شخص آخر، لا تنظر للأشياء نظرة محايدة، ولا تفكر فيها متجرداً من انحيازاتك. هذه الانحيازات ليست شيئاً قررته، بل هي جزء من تكوين عقلك، وقد ترسخ عبر مراس طويل الأمد.
ولذا فإن ما تعتبره موضوعياً أو حقيقة واضحة ، ليس - في الواقع - سوى تصوراتك الشخصية التي ألبستها تلك العباءة.
الكاميرون: فوز بول بيا بولاية رئاسية ثامنة بعمر 92 عاما
قلق الملك .. شعور القائد الذي يمنح الأمان في ظهر الأردنيين
الملك يجتمع بمسؤولين وممثلين عن قطاع الصناعة
تعطيل مدرسة في الزرقاء لمدة 3 أيام بسبب انتشار الحشرات
نسبة الإنجاز في مشروع المسح الزلزالي في الجفر وصلت 80%
إدارة السير تحذر من الدراجات الآلية المخالفة
بلدية إربد تبحث تطوير الوسط التجاري بالتعاون مع التجار
بوتين يلغي رسميا اتفاقا مع الولايات المتحدة للتخلص من البلوتونيوم
إطلاق مشروع التوأمة بين الأمن العام والاتحاد الأوروبي
القاضي والفايز: خطاب العرش خارطة طريق وطنية
انخفاض أسعار الذهب في التسعيرة الثالثة محليًا الأثنين
وزير النقل يبحث التحديات التي تواجه قطاع الشاحنات
جرش تستحدث وحدة GIS لتحسين البنية التحتية
اتحاد المزارعين يعلن الحد الأعلى لسعر تنكة الزيت
تذبذب أسعار زيت الزيتون رغم التحديد .. تفاصيل
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
هذا ما سيحدث بقطاع السيارات بعد 1-11-2025
بعد وفاته المفاجئة .. من هو نصير العمري
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
لرحلة مثالية: دليل ذهبي قبل السفر وأثناءه وبعده
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
7 أسباب مقنِعة لاستخدام المركبات الكهربائية
الأردن .. مملكة الصمود وضمير الإغاثة
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
إغلاق مصنع صحون مخالف يهدد سلامة الغذاء
نقابة الصحفيين تناصر قضية موظفي التلفزيون
