بريطانيا: التفكير بعقلين
خلال الانتخابات النيابية الأخيرة في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2019 فاز المحافظون بأغلبية كبيرة، وسحقوا خصومهم من الحزبين الآخرين: العمال والأحرار الديمقراطيين. كانت كل المؤشرات تؤكد فوز المحافظين، ولم يكن السيد جونسون في حاجة إلى التفكير بعقلين. أولاً: لأن خصمه العمالي كان جيرمي كوربن ولم يكن الزعيم الحالي كير ستارمر. وثانياً: لأن استبيانات الرأي العام كانت، وقتذاك، كلها تؤكد فوز المحافظين.
وهذا يقودنا بدوره إلى الانتخابات النيابية القادمة، والمتوقع لها أن تجرى في آخر العام القادم 2024. هناك سؤال يبرز ويتعلق بالوضعية التي سيفكر بها رئيس الحكومة البريطانية الحالي السيد ريشي سوناك. أقصد هل سيفكر بعقل واحد: الهزيمة المؤكدة أو النصر المؤزر؟ أم أنه سيكون في وضعية السيد جونسون عام 2016، والحيرة تضطره إلى إعداد خطابين؛ واحد يلقيه إذا حالفه الحظ وانتصر، وآخر في حالة إذا خانه الحظ وانهزم؟
قبل الإجابة عن السؤال يهمنا أن نلقي نظرة على الساحة السياسية البريطانية، ونتقصى أحوال حزب المحافظين حالياً. والحقيقة أن أحوال الحزب لا تسر أنصاره. ذلك أن تداعيات فترة حكم السيدة ليز تراس القصيرة والسلبية، ما زالت لم تنحسر كلية، وأن الانقسام الذي شهده الحزب بتولي أربعة رؤساء حكومة في فترة زمنية قصيرة زعزع ثقة الناخبين به. استبيانات الرأي العام الأسبوعية تؤكد أن المحافظين لم يتمكنوا بعد من تجسير الهوّة التي تفصل بينهم وبين حزب العمال، وهي قرابة 20 نقطة حالياً، ووصلت في فترة سابقة إلى 35 نقطة. ومن جهة أخرى، تواجه حكومة السيد سوناك موجة كبيرة من الإضرابات لم تشهدها بريطانيا منذ عقود، وطالت قطاعات خدمية عديدة وحيوية. وما زال غلاء أسعار المحروقات والسلع الغذائية والتضخم عالياً. وهي جميعاً مؤشرات لا تعين حزب المحافظين على تبنّي نظرة تتسم بالتفاؤل. وأكثر ما يتسرب في وسائل الإعلام من تقارير من داخل الحزب ترجح كفة الهزيمة على النصر. فقادة الحزب ونوابه البرلمانيون وكوادره يرون احتمال الفوز انتخابياً لن يتم إلا بتحقق ما يشبه معجزة. والذين منهم يعتقدون بذلك، يستشهدون بما حدث في انتخابات عام 1992. في تلك الانتخابات كان العماليون بقيادة نيل كينيك يتقدمون في استبيانات الرأي العام عن المحافظين. لكن الفرق في النقاط كان أقل مما هو عليه الآن. وكانت المؤشرات تؤكد خروجهم من الحكم. إلا أن ما يشبه المعجزة حدث آنذاك، حين نجح رئيس الحكومة السيد جون ميجر في قلب الموازين والتوقعات، وخرج فائزاً وضمن بقاءه في السلطة خمس سنوات أخرى. ومما لا شك فيه أن السيد ميجر، وقتذاك، كان يفكر بعقلين. ومن المحتمل أنه أعدّ خطابين، كما فعل السيد جونسون في عام 2016.
رئيس الحكومة الحالي السيد ريشي سوناك لا تغيب عنه هذه التفاصيل. ويعرف جيداً أن نجاحه من عدمه في الانتخابات القادمة - في حالة بقائه في الحكم- يتوقف على ما ينجزه خلال العامين القادمين. ومشكلته أنه لا يستطيع تركيز النظر على الطريق أمامه لكي يتمكن من الوصول إلى هدفه، لأنه يكثر من الالتفات إلى الخلف خوفاً من طعنة مفاجئة في الظهر. والسبب أن عديدين من النواب لعدم ثقتهم بقدرته على الفوز بالانتخابات القادمة، وخشية على فقدان مقاعدهم البرلمانية، صاروا يفكرون بصوت عالٍ في احتمال تحركهم ضده وإزاحته من الطريق، وإحلال السيد بوريس جونسون محله، لأنه رأسمال انتخابي كبير، بسجل انتخابي لم يعرف فشلاً. الفكرة لم تعد سراً وتتداول في وسائل الإعلام، الأمر الذي يضع السيد سوناك في وضع لا يحسد عليه. فهو، من جهة، لا يمكنه وضع نهاية لخطة التآمر ضده. ومن جهة أخرى، لا يمكنه أن يمنح المتآمرين ضده الثقة بقدرته على قيادتهم في الانتخابات والفوز. ورغم ما يبذله من جهد في الخروج بالحزب وبالبلاد من النفق المظلم، إلا أن الناخبين في العام 2024 لن ينسوا ما فعله السيد جونسون والسيدة تراس من أخطاء، وسوف يضطرونه إلى تحمّل المسؤولية، ودفع الثمن.
مجلس الأمة ينجز 14 مشروع قانون في دورته الأولى
الدور الأردني في إيصال المساعدات إلى غزة
السير بعكس الاتجاه في الأردن .. مخالفة خطرة وعقوبات مغلظة
انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في بغداد
طرح عطاءين مركزيين لمشاريع صحية وتعليمية في الأردن
ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين في غزة إلى 216
مؤسسات رسمية تعلن عن وظائف شاغرة ومقابلات .. أسماء
إصدار 41 ألف شهادة عدم محكومية في نيسان
دعوة لضباط إسكان الجيش لمراجعة بنك القاهرة عمان .. أسماء
أسعار الذهب في السوق الأردنية المحلية اليوم الخميس
ختام الجولة الخليجية في الإمارات العربية المتحدة
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
بعد الأردنية .. الهاشمية تتقدم محلياً وعربياً .. تفاصيل
مهم للأردنيين بشأن أسعار الأضاحي هذا العام
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب
مطلب نيابي بتأجيل أقساط القروض لشهر أيار 2025 .. وثيقة
خبر سار لمتقاعدي الضمان الاجتماعي