لا مساومة فيها أو عليها

mainThumb

23-01-2023 02:22 PM

هذه هي المملكة الاردنية الهاشمية التي امتد عمرها فوق مائة عام واستند هذا العمر على تاريخ مشرف وحافل بالانجاز والعطاء والبطولات وفق راية هاشمية التف من حولها سواعد رجال اخصلوا بدمائهم للوطن وقيادته الهاشمية الفذة ، هذه القيادة الملهمة التي استطاعت ان تنجو بالوطن من كل الويلات والمحن وان تتخطى بهمة ابناء الاردن كل الصعاب وتتجاوزا بوفائهم كل المؤمرات ، وان تتغلب هذه الدولة على كل التحديات، ولا تخلو دولة في العالم والا وقد مرت باخطاء وقد تجاوزتها بسياسات قابلة للتطبيق ؛ والدولة الاردنية غير تلك الدول فقد تجاوزت المائة عام من عمرها وانتهجت بذلك التحديث كعادتها في كل مرحلة ؛ فاطلقت فجرا جديدا يحمل باقة من التطلعات وبما يتطابق واحلام الاردنيين؛ فكانت عملية تحديث المنظومة السياسية بكل ابعادها ليعقبها تعديل قانوني الانتخاب والاحزاب ومعها اطلاق استراتيجية الثورة الاقتصادية والادارية.

كان للدولة خيارات سياسية صعبة على الصعيد الدولي وفي الماضي والحاضر ولبناء المستقبل، وقد اختارت طريقها للسلام بما يتوافق وثوابتها ، وعلى اثرها استعادة حقوق اغتصبت من جانب دولة الاحتلال ؛ وكان لهذا السلام ثماره المحفوف بالمخاطر ومن هذ الثمار ايضا مد جسر دائم لاشقائنا الفلسطينيين ودعم سياسي في كل المحافل الدولية وكانت وما زالت السند والظهير للقضية للفلسطينية حتى يرد الحق الى اصحابه بدولة فلسطينية عاصمتها القدس ، وكلما اشتد على اشقائنا الخناق من قبل سياسات اسرائيل الظالمة، كان المدد والدعم بكل اشكاله السياسي والاقتصادي واللاوجستي ؛ وهنا تجسدت حكمة القيادة الهاشمية وبعد الرؤية والحاضرة الثاقبة بكل قرار من مفاصل الدولة وبكل مراحل تطورها ونموها، وما لجأت له الدولة الاردنية من اتفاقيات مع دولة الاحتلال يتمثل في الطاقة والغاز لم يكن قرارا اتخذ عن ترفا "وانما تبنى العلاقات بين الدول على المصالح " وهنا تتجلى الحكمة والريادة والقيادة بجيمع الابعاد والدلالات ، ولا مجال للتشكيك والتنظير ،أن السلام مع إسرائيل "خيار استراتيجي ، مع الاخذ بالاعتبار المصالح العليا للدولة الاردنية والقضية الفلسطينية ؛ وقد اعلنها جلالة الملك بأكثر من لقاء واهمها ما عرف بلاءات الملك الثلاث ،وهنا تتوالى التأكيدات الأردنية على تمسك المملكة بالثوابت إزاء القضية الفلسطينية . اللاءات الثلاث "كلا للتوطين، كلا للوطن البديل، والقدس خط أحمر"، قالها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم في شهر مارس/آذار 2019، وكررتها الدولة في التأكيد علي الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية. وتلك الثوابت "لا تتغير ولا تتبدل"؛ فالمصالح الوطنية العليا "لا مساومة فيها أو عليها ، وهي الأسس التي تحكم تعامل المملكة مع كل المبادرات والطروحات التي تستهدف مصالحنا وحل القضية الفلسطينية ، وتحقيق السلام العادل الذي اعتمدته المملكة كخيارا إستراتيجيا وفق قرارات الشرعية الدولية. و"الثوابت الأردنية واضحة فيما يخص ملفي التوطين أو الوطن بناء على توجيهات الملك".
فمنطقة الشرق الأوسط في صدارة المناطق المتأثرة بتبعات أزمات سياسية واقتصادية ومناخية ، وكان خيار التعاون مع الاحتلال بحيث يمكن لدول المنطقة التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والعمل المشترك مع اختلاف احتياجات وقدرات الدول ، بما يحقق التكامل والمساعدة في التصدي للتحديات ،فالأردن يمتلك مقومات وثروات ومناطق شاسعة تتسم بوفرة أشعة الشمس، وهي مقومات مثالية لنشر حقول ألواح الطاقة الشمسية وتوظيف حلول توليد الطاقة وتخزينها. في المقابل، تمتلك دولة الاحتلال الإسرائيلي محطات تحلية مياه يمكن أن تساعد الأردن في مواجهة مشكلة شح المياه لديه علما بانه ستوفّر محطة الطاقة الشمسية 200 ميغاواط من الكهرباء لإسرائيل، فيما ستزوّد إسرائيل الأردن بما يصل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً. وتعترف دولة الاحتلال بموجب معاهدة السلام الموقعة مع المملكة عام 1994 بإشراف الأردن على المقدسات في القدس الشرقية المحتلة. فالمصالح الوطنية العليا "لا مساومة فيها أو عليها".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد