الدنيا خطوط
ويقضي عمره في خوف وترقب، خشية أن يتجاوز أياً من «الخطوط» الحمراء، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم دينية.
ويحرص في جميع علاقاته الأسرية والاجتماعية والمهنية على أن يحافظ دائماً بحكمة وذكاء، مهما كانت الظروف، أن يحافظ على «خط» الرجعة.
ويبذل كل ما في وسعه من خلال معارفه وخبرته وتجاربه وعلاقاته لتحسين سمعته المالية، لأجل رفع «خط» الائتمان مع المؤسسات المالية التي يتعامل بها، لأجل تمويل مشترياته؛ مثل البيت والسيارة والتعليم والترفيه وغيرها.
ويحرص دائماً في مواقف الحياة عموماً، على عدم تجاوز «الخط» الرفيع بين الجد والهزل، والحلال والحرام والمسموح والممنوع.
ويقضي جلَّ أوقات عمره في «خط» سير مروري ثابت من بيته إلى المدرسة، ثم من بيته إلى العمل، خط سير فيه من القلق والإزعاج وشد الأعصاب والتوتر الشيء الكثير جداً، الذي يبقى مع الإنسان بشكل ما لآخر العمر.
وصولاً إلى المراقبة الحثيثة الخاصة «بخط» نبضات القلب، ومعرفة صحته أو علته أو كسرته.
الإنسان كائن عجيب ومخلوق فريد من نوعه، فهو لديه قدرة هائلة على التكيف والتأقلم، مهما صعبت الظروف وتغيرت الأوضاع، فهو وكما وُصف «حيوان اجتماعي»، فهو قادر على التعامل سريعاً، وبالتالي تقبل أي تغيير حاد في حياته، سواء أكان ذلك له علاقة بتبدل الانظمة والقوانين وقبول ما كان ممنوعاً بالأمس والعمل به على أنه مسموح واعتيادي اليوم، أم تبدل الظروف الاقتصادية أو الأوضاع الاقتصادية، وما يلحق بذلك من آثار حادة ومختلفة.
الخطوط التي تصنع حياة الإنسان تتحرك وتتغير، منها ما يتسع ومنها ما يضيق، ومنها ما يمحى ويختفي ومنها ما يؤسس من جديد.
يقول الفيلسوف الأميركي المعاصر ذائع الصيت كين ويلبر، إن الإنسان يقضي جل عمره في مواجهة «خط» التماس العاطفي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي، وعندما يفشل في ذلك أحياناً، فإنه يصبح مواجهاً لـ«خط» النار.
يمضي عمر الإنسان مراقِباً لبعض الخطوط، ومرَاقَباً من البعض الآخر. كلها خطوط تحدد اختياراته وتحسم قدره، وبالتالي مصيره.
هناك قصيدة شعرية معروفة جداً باللغة الإنجليزية للشاعر الأميركي المعروف روبرت فروست بعنوان «الطريق الذي لم يتم ارتياده»، فيها مقطع فلسفي عميق للغاية يقول فيه الشاعر: «معرفتي وإدراكي بأن المسار يؤدي إلى مسار، فاخترت الطريق الأقل ارتياداً، وكان ذلك هو الذي صنع الفرق كله».
وكانت هذه القصيدة، تحديداً هذا المقطع فيها، إلهاماً كبيراً للغاية للكاتب الأميركي الأكثر مبيعاً مورغان سكوت بيك، مؤلف كتاب «الطريق الأقل ارتياداً»، وهو العنوان المستمد من القصيدة نفسها والمقطع المشهور فيها، وتحول كتاب سكوت مع الوقت إلى أحد أكثر الكتب مبيعاً، وتمت ترجمته إلى عشرات من اللغات حول العالم، وأصبح يوصف بأحد أساطير مؤلفات تطوير الذات.
المجتمعات بتطورها وقدرتها الفطرية على التأقلم بإمكانها أن تعقد الحياة على نفسها بطبيعة «الخطوط» التي تختارها لكي تكون إطاراً أساسياً لها، وذلك بأن تكون خطوطاً مقيدة للغاية تحت حجة النظام والترتيب، أو تكون خطوطاً لتكريس الثقة والإبداع بتخفيف حدة تلك الخطوط وإعدادها.
العقل البشري له خاصيات أسطورية وعجيبة للغاية، فهو حذر بطبعه، فلن يوجه صاحبه إلى لمس النار مثلاً لعلمه التراكمي بخطورة هذه المسألة بشكل مؤكد، وعواقبها المؤذية، ولكن العقل ذاته من الممكن أن يوجه صاحبه لأخذ قرار فيه «مجازفة ومخاطرة» غير بسيطة، ومع ذلك يتم تزيين القرار له ويردد في نفسه «لا ينالها إلا الجسور»، بعد أن كان لا يسمع إلا «من خاف سلم».
إنها مجموعة غير عادية لأعداد هائلة من الخطوط في درب الإنسان الطويل جداً في هذه الحياة، كلها مهم وكلها شيق وكلها شاق، وكلها في سبيل الوصول بأقل قدر من الضرر إلى «خط» النهاية!
دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
واللاه العبري:في غضون 20 عاما تزول إسرائيل
ارتفاع حصيلة عدد شهداء قطاع غزة إلى 32623 شهيدا
النضال الوطني الفلسطيني – ما أشبه اليوم بالأمس
كلية إربد الجامعية تنظم إفطارا خيريا للأيتام
اللواء المتقاعد رياض سليمان الدلابيح في ذمة الله
وزارة الاقتصاد الرقمي:سائقون بتطبيقات نقل أصحاب سوابق جرمية
حجب 24 تطبيقا ذكيا غير مرخص في الأردن
زواج أشهر توأم ملتصق في العالم .. صور
النائب أبو يحيى:حكومة الخصاونة تقمع النواب
لواء غولاني ينسحب من غزة ويتجه إلى حدود لبنان
الاستهدافُ بالمُسيّرات .. يستدعي الحسم بالنار والحديد
مطلوب القبض على 23 شخصاً .. أسماء
الصبيحي يحذر من أزمة قد تعصف بالضمان الإجتماعي
مصر تستعد لقبض 60 مليار دولار دفعة واحدة
إيضاح من التربية يتعلق بامتحانات التوجيهي
الحالة الجوية من السبت حتى الإثنين
وزيرة التنمية تعزل موظفاً من الخدمة .. تفاصيل
تفاصيل مداهمة شقة بعمان تجرى داخلها تدخلات تجميلية
قرار هام لطلبة التوجيهي بخصوص الإمتحانات
مهم من الأمن العام للأردنيين .. تفاصيل
هل سيشمل العفو العام مديونية الضمان الاجتماعي
فضيحة جنسية لـعميد كلية بجامعة تهز العراق
هل إخراج زكاة الفطر مالا أم طعاما .. مفتي الأردن يجيب