لَحظةُ إِدراك

mainThumb

07-02-2023 09:48 AM

إنَ أحداثُ حياتنا و أيامنا مكتوبةُ فلنعش بهدوء و صمت آمنين، إن تفاصيلَ الألمِ الذي نُخفيه ما هو إلا جُرعة صبر نحملُها فوق أكتافِنا لتُزهر بعد غد، لتُزهر بالمفاجآت التي لا عِلم لنا بها ؟؟، تأخيرُكَ الذي تظُنه كارثي هو نجاةُ لك و تسهيل كبير لأمرك و أنت لا تَعلم، حِرمانُك مِن شيء قد دعوتَ الله ليلاً نهاراً بِه ليصبح لك و لم يكُن فإن هذا عطاء، نعم عطاء و كرم من الله، إننا نتمنى ما يحلوا لنا لكن لا نَعلمُ ظُلمته على أرواحنا ، نحزن و نبتئس علماً بأن لنا ربُ كريم سيمنحُنا ما هو أبهى و أجمل بالوقتِ الأفضل لنا و لمساكنِ أنفُسنا.

يُعسر اللهُ ليس لنُحبط بل لننجو، ننجو من أفكارِنا ننجو من ظُنونا و ندع الخلق من رجواتِ قلوبنا و نرجوا الواحد الأحد ، فليس بباق إلا الله، و هو أعلم بذات الصدور، لكُل منا صُندوق همومه المخفي و صُندوق أحلامه الخاص، و حياته المُبطنه في نفسه و روحه عن الخلق، أنجعلِ الهم يحترينا؟؟ بالطبع لا، أنجعلَ أحلامنا تفلتُ من أيدينا لأننا سئمنا الإنتظار أيضاً لا، تعلموا من أيامكم أن لا فرحَ سيأتيكُم على طبق من فضة ولا سعادة ستأتي بمُفردها، بل قُم أنتَ أنتزعها من يد الحياة بقوة، أنتزعها كما يُنتزع الهدوء من رُكام الغضب، كما يؤخذ العطف مِن بحر القسوة، كما تُنتزع أعمارُنا من أيدينا دون سُلطان منا، و ليس لنا إلا الأنتظار لأن أهدافنا مُعلقه بالسماء، مربوطة في أحلامنا مشبوكة في خيوط من رحمة الله، في وقتها و مكانها و تأهبنا لها، أدرك أنكَ إنتَ من تصنع السعادة، الحُلم، الصبر القوة، التحقيق و المُكابدة، عدا ذلك فهو قنوط يتسلل قلبكَ دون أن تشعُر، فتيقظ لنفسكَ ولا تُفلتها أبداً لتتأكل و تصدئ بل واجها بما يُخيفها، في ذاك الوقت ستكسر حاجزً بات في قلبكَ حائلاً بينك و بين أمانيك، قُم بذلك ولا تتردد فالحياة لكَ في أبهى ألوانها و أنت لنفسِك مَلك فأصفع قلبكَ بقوة ليستيقظ من غفلته.

أتمنى من الله أن لا ينتهي بِنا هذا العالم،ونحنُ بحزننا ذاته، ننم و أعيُننا مُمتلئه بالدموع، نجلسُ و قلوبنا مكتظه بالأسرار الذي لا نقدر على البوح بها، نمضي مُخطئين دون غُفران منا لأنفسنا دون تصالُح معها ، أتمنى أن لا نبقى بحُطامنا و خفقاتنا و عُجاف قلوبنا بل على عكس هذا، أن نبتهج نسعَد نتكلم نُحقق، لا نمِل ولا نكِل لأن الماضي قد مضى و الحاضر سنصنعهُ بأيدينا، فلنبني ما تبقى من العُمر، بكُل دِقه و إتقان و نحنُ بأشد العزمِ و الروح المُندفعه، فلا نَعلم متى ستـكون آخر نقطة على سُطور أوراقنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد