حماية اللغة العربية مرة اخرى

mainThumb

22-02-2023 06:28 PM

قبل ايام قليلة استمعت واستمتعت في منتدى اربد الثقافي بمحاضرة للاستاذ الدكتور محمود السلمان استاذ اللغويات وعميد كلية الآداب والعلوم في جامعة البتراء وبحضور نخبة من الاساتذة الكرام وعلى راسهم وبرعاية كريمة منه معالي الاستاذ الدكتور عيد الدحيات العلامة الكريم والاديب والكاتب في الادب واستاذ الاجيال في الجامعات الاردنية
وابدع المحاضر في رسم صورة المشهد المقارن بين اللغتين العربية والانكليزية باسلوب بحثي تخصصي واستخدم فيه الادب النظري بلغات عدة والدراسات العلمية والبحثية لباحثين كبار يصعب على مثلي ان يصعد الى مستوى الطرح لخصوصيته ،
ومع هذا تذكرت انني اجتهدت في كتابة مقال متواضع قبل عامين بعنوان حماية اللغة العربية والتي انتصر لها محاضرنا الاستاذ الدكتور السلمان بالعلم والبحث فقط دون تحيز او محاباة او تعصب ،
وهنا اود ان اعيد نشر ما كتبته لعل وعسى نتذكر معا قيمة لغتنا الجميلة ** **.
لقد كتبت في خاطرة سابقة عن قانون حماية اللغة العربية والذي تم إقراره واعتباره نافذا منذ عامين تقريبا وهذا شأن رسمي تتولاه المؤسسات المختصة ،
ولكن الذي نحن بصدده ما يكتب أو يتلى على مسامعنا من على كافة المنابر (المدارس، والمساجد والجامعات والإعلام بأشكاله والمحاكم والندوات والمحاضرات) والتي يفترض في من يتعلي منابرها أن يمتلك الحد الأدنى من الحضور اللغوي قبل التخصصي ،
والذي يدعو إلى الخوف والدهشة والاستغراب الضعف والتواضع في مستوى الخطاب لغة واداء تبعا لمستوى المتحدث أو الكاتب أو المحاضر وردود فعل المستمعين أو القراء والتي تذبح فيها اللغة العربية من الوريد ،
وخاصة من شخصيات عامة يفترض انها تمتلك ملكات الخطابة أو القدرة على الصياغة والألقاء لأن ذلك من عوامل النجاح في التأثير في الآخرين واحترامهم له وهناك نماذج تفرض نفسها على من يستمع إليها أو يشاهدها رغم الاختلاف معها في الطرح أو المضمون لقدرته على تطويع اللغة وأحكام السيطرة على القارئ والمشاهد وياسرك بحديثه وحضوره ،
واخطر ما في الأمر عندما تستمع أو تشاهد بعض المذيعين او المذيعات وقد فقدوا السيطرة على اللغة تماما ويلجأون إلى الحديث بالعامية بشكل منفر أو استخدام مصطلحات باللغة الإنجليزية تهربا من الحديث بالعربية أو استعراضا امام المشاهدين والمستمعين، فعلى الذي يصعد إلى المنبر أو المذيع الذي تحجب صورته الرؤيا في التلفاز يوميا أن يعود إلى اللغة العربية من البدايات وعلى خطيب المسجد والإمام أن يتقن اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم وهذه أهم شروط الإمامة أو الخطابة حتى تصل رسالته بلسان عربي غير ذي عوج ،
وعلى المدرسين في مختلف المراحل الدراسية وصولا إلى أساتذة الجامعات أن يخاطبوا الطلبة بلغة سليمة بغض النظر عن التخصص علما بأن اللغة العربية استوعبت كل الحداثة والتحديث في العلوم والتكنولوجيا
وإذا لم نعود إلى لغتنا الجميلة والتي هي مصدر وحدتنا والهامنا فستجد الحوار في المدرسة والجامعة والمحكمة والإعلام باللغة العاميةالركيكة وباللهجات المحلية التي قد لا يفهمها مواطن من بلدة مجاورة فكيف إذا كان من المغرب العربي؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد