وصفي التل ..

وصفي التل ..

28-11-2025 07:06 PM

في ذكرى استشهاد وصفي التل يعود اسمه كما تعود القيم الكبرى في لحظات الحاجة لا بوصفه رئيس وزراء مرّ في سجل التاريخ فحسب بل كرمز لمرحلة جسّد فيها معنى الدولة وهيبتها ومعنى الوطن حين يُقال بصدق ويُدافع عنه بثبات.

لم يكن وصفي التل رجل مناصب بل رجل مشروع وطني متكامل آمن بالأردن دولةً لا تُدار بالارتجال ولا بالمجاملة، بل بالعقل والحزم والعدالة.
كان خطابه وطنياً صريحاً لا يعرف المواربة يضع المصلحة العامة فوق الحسابات الضيقة ويخاطب الشعب بثقة القائد الذي يرى في المواطن شريكاً لا تابعاً.

تميز وصفي التل ببلاغة مختلفة لم تكن مزينة بالشعارات بل مشبعة بالمسؤولية والوضوح. كان يقول ما يؤمن به ويفعل ما يقول، لذلك بقيت كلماته حاضرة في الذاكرة الوطنية لأن صدق الخطاب هو ما يجعل التاريخ ينحني احتراماً لصاحبه.

في زمن تتكاثر فيه الأزمات وتتراجع فيه الثقة يبدو استحضار نموذج وصفي التل أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
نحتاج إلى رجال يشبهونه في صلابتهم في وضوح رؤيتهم في شجاعتهم على قول “لا” حين يتطلب الوطن ذلك، وفي قدرتهم على تحويل الخطاب الوطني من حروف إلى سياسات ومواقف.

لم يكن وصفي التل معصوماً لكنه كان صادقاً والصادقون وحدهم يصنعون فارقاً حقيقياً في مسار الأمم. رحل الجسد،د وبقي الموقف و الفكرة، وبقيت صورة القائد الذي أحب الأردن حتى آخر نبض فاستحق أن يُكتب اسمه بحروف من وفاء واعتزاز.

وفي ذكراه لا نملك إلا أن نقول:
سنظل نحتاج إلى أمثال وصفي التل لأن الأوطان لا تُبنى إلا برجال يرون فيها شرفاً لا وظيفة ورسالة لا مكسب.
#وصفي_التل
#الأردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد