العراق وعشرينية الخوف والرعب
فمن يصف العراق بجمهورية الخوف قبل عشرين عاماً، متناسياً ما تبعه من رعب تجاوز درجات الخوف مصحوباً بالخطف والقتل في العشرينية السوداء، يكون مخطئاً.
أعتقد أنه من الواقعية أن توصف عشرينية العراق الماضية بجمهورية الرعب المشبع بالميليشيات الطائفية، فالعراق اليوم يعاني من سطوة الميليشيات الطائفية وبطشها، والتي في أغلبها تأتمر بأوامر إيرانية للعبث بالوضع الأمني واستقرار العراق، بدءاً من «حزب الله» (الفرع العراقي) إلى «سرايا الخراساني» و«كتائب أبو الفضل العباس» و«كتائب وعصائب الحق»، مروراً بـ«الزينبيين» و«الفاطميين» وغيرهم الكثير، التي بدأت عام 2003، ممولة إيرانياً، وسرعان ما تحولت إلى منقذ إيران اقتصادياً من خلال الصفقات الفاسدة والمخدرات والتجارة والأموال المهربة عن طريق سيطرة بعضها على المنافذ الحدودية مع إيران.
فالميليشيات والأذرع الإيرانية في العراق جعلت من العراق أرض الخوف والرعب، فـ«عصائب أهل الحق» مثلاً، التي انشقت عن «جيش المهدي»، مارست الخطف وفرض الإتاوات على التجار وتهريب النفط، خصوصاً النفط من حقول عجيل وعلاس في محافظة صلاح الدين، التي تهرب إلى إيران، مروراً بـ«سرايا طليعة الخرساني» المرتبطة بشكل مباشر بإيران، وتحمل شعار الحرس الثوري الإيراني، و«سرايا الخرساني» هي فصيل من «الحشد الشعبي» تنشط في عمليات الاختطاف والمقاولات، وهي إحدى الأذرع الإيرانية التي جعلت من العراق أرضاً للرعب، بجانب «منظمة بدر» وزعيمها هادي العامري، التي تعد من أغنى الميليشيات التي تفرض «الإتاوات»، والتي شكلت إمبراطورية من غسل الأموال، خصوصاً في عهد نوري المالكي، الذي يعد أكثر ولاءً لإيران من الإيرانيين أنفسهم؛ المالكي الذي حكم العراق بعباءة إيرانية، وتلاحقه فضيحة هزيمة «جيش» العراق أمام «داعش»، وانسحابه من دون قتال أمام مسلحي «داعش» إبان احتلال التنظيم للموصل والأنبار، حيث استولى على ملايين قطع السلاح، منها الثقيل والدبابات، بعد أن جاء أمر المالكي للجيش بالانسحاب تاركين السلاح ومخازنه مفتوحة لـ«داعش»، وهكذا سُلّح «داعش» بعتاد ثقيل متطور جعل من أرض العراق أرض الخوف والرعب لسنوات.
أرض الرعب في العراق سببها التدخل والتغول الإيراني غير المسبوقين في هذا البلد، وسببها ولاء بعض القيادات السياسية وتابعيها لإيران، لعل من أبرزهم نوري المالكي، الذي جعل من العراق أرضاً مشاعاً للحرس الثوري الإيراني، وعزل العراق عن محيطه وأصله العربي، وجعله يدور في الفلك الإيراني.
صحيح أنَّ العراق في زمانه عانى كغيره من الجمهوريات العسكرية العربية من سطوة العسكريين الديكتاتوريين، لكن العراق كان منارة للعلم والتعلم، وقصد أبواب جامعاته العديد من العرب والعجم لنيل المعرفة وتطوير الذات، فالنهضة التعليمية في العراق كان يضرب بها المثل، وخريجو الجامعات العراقية في الماضي كانوا مضرباً للفخر حتى من العسكريين ممن تخرجوا من الأكاديميات العسكرية العراقية كانوا أشد بأساً وقوةً عندما رجعوا إلى بلدانهم، التي أصبحوا فيها قادة جيوش.
العراق بغض النظر عمَّن حكمه في الماضي، كان منارة للعلم رغم تبدل حكامه وحكوماته، إلا أن العراق منذ سقوط دولته في احتلال عام 2003 تراجع إلى الوراء وتحول إلى جمهورية الرعب والفقر والجهل طيلة العشرينية السوداء، حيث تصدر العراق قوائم الفساد الحكومي ونهب المال العام.
حتى عندما خرج الشارع العراقي رافضاً للفساد تعرض للقتل والاغتيال في الساحات، حيث مارست الميليشيات المسلحة الموالية لإيران القتل والترويع بحق المتظاهرين السلميين في ساحات الاحتجاجات.
قراءة ومتابعة المشهد العراقي بشكل حقيقي وواقعي لا يمكن أن تتم من خلال قراءة عوراء، ولا من خلال خلط الرواية بالخرافة وإسقاطها على الواقع، ولا بالحديث عن «منافع أو مكاسب» للعراقيين هي من نسج الخيال بعد غزو بلادهم.
فعن أي مكاسب يتحدَّث من يتجاهل العشرينية السوداء الماضية في العراق؟ سوى تجاهلٍ للتغول الإيراني الذي فاقت جرائمه ما كان يروى من قصص عن قمع «الطاغية» صاحب جمهورية الخوف.
سميرة توفيق تتعرض لوعكة صحية مُفاجئة
غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
ما هكذا تورد الابل يا وزير العمل
تشكيلات أكاديمية في البلقاء التطبيقية .. أسماء
ارتفاع مؤشر نازداك الأميركي الأربعاء
ملاحظات حول آلية اختيار رؤساء الجامعات
سلامي: المرحلة المقبلة ستتضمن تنوعا بالمدارس الكروية
وسائل الاتصال والحرية والمسؤولية
رمضان يحل بأبرد فترات العام .. فهل سنشهد تساقط الثلوج
فاعليات تحتفل بالمولد النبوي الشريف
انفجار عبوة ناسفة في سيارة بدمشق
الفايز يهنئ الملك بذكرى المولد النبوي
دعوة لمواطنين بتسديد مستحقات مالية مترتبة عليهم
أول رد من البيت الأبيض على أنباء وفاة ترامب
ترقيات وتعيين مدراء جدد في التربية .. أسماء
ادعاءات باطلة من لندن في قضية إربيحات
مهم لمالكي العقارات بشأن اشتراط وضع سارية علم
الاحتلال يزعم اغتيال أبو عبيدة
وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
تقدم مشروع الناقل الوطني وإنجازات جديدة بقطاع المياه
عطا الشمايلة … عفوية تقهر قسوة الحياة .. فيديو
تفاصيل جديدة في جريمة مقتل النائب الأسبق أبو سويلم ونجله
ظهر بفيديوهات .. القبض على شخص استعرض بالسلاح والتشحيط
أسماء الدفعة الثانية من مرشحي بعثات دبلوم إعداد المعلمين .. رابط
مناقشة أول رسالة ماجستير في الصيدلة بالجامعة الهاشمية