أحلام وأمنيات

mainThumb

02-03-2023 02:13 PM

حين بلغت منتصف العمر كنت أرتّب في ذهني قائمة الأحلام والأمنيات التي سأحاول تحقيقها مستقبلا وكنت عزمت على تنفيذها بكل ما أستطيع من جهد ومن صبر وكفاح ولذا تسلّحت بالجرأة والعزم على التصميم فلست أقلّ ممن هم في مثل سنّي ومن حقّي أن أتمنى كيف أشاء وأحلم كما أريد ..
كانت أوّل أحلامي أن أقتني سيارة فارهة تليق بحبيبة العمر كما تليق بي بالطبع أمرّ عليها كلّ صباح إن شاءت أو في كلّ عصر إن أرادت فأجوب بها أينما تريد وأناغيها وتناغينني ثم نعود ونحن في أحسن حال ..
وكان حلمي الثاني أن أبتني قصرا شامخا يليق بها ويليق بي وأجعله تحفة من التحف الرائعة يطلّ على بستان من الورود والأشجار المثمرة على أن يكون القصر على مساحة واسعة بحيث يتّسع لمركز به الطيور تصدح ليل نهار..
وكان حلمي الثالث أن أكون مترفا ، غنيّا ، أساعد المحتاجين وأعطف على الفقراء والمستضعفين وأبذل جهدي كلّه في أن أجعل كلّ من هم حولي يعيشون في رغد من العيش وفي سعة من الأحوال فلا أرى فقيرا يستجدي ولا ضعيفا يمدّ يده إلى الآخرين..
والعمر لا ينتظر أحدا يمرّ سراعا ولا يأبه لأحد كائنا من كان الآن أصبحت في منتصف العمر وتلفّت حولي لأحاسب نفسي فلم أجد السيارة الفارهة التي بها حلمت ولم أجد الحبيبة التي ترتضى بصحبتي وانهار حلمي الثاني فلا القصر الذي حلمت به استطعت بناءه وزيادة في غرس القهر بقلبي أنني وحتى هذه اللحظة أبحث عن وظيفة أعتاش منها فلا أجد .. لذا توصّلت إلى نتيجة لا يرقى إليها الشك هي أن الأحلام والأمنيات شيء والواقع المرير شيء آخر ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد