أسرع طريقة لاغتيال الموضوعية
لقد ظل الإعلام يلعب الدور الأكثر أهمية في تشكيل تصورات الجمهور عن الأحداث الحيوية التي تقع في إطار اهتمامه. وبموازاة ذلك، واكبت التحولات السياسية الحادة التي تشهدها المنطقة والعالم راهناً، زيادة مطردة في تأثير الرأي العام، وباتت آراء الجمهور ومواقفه، التي يطوّر معظمها من خلال تعرضه للرسائل الإعلامية، عاملاً مؤثراً في صياغة التطورات السياسية، والضغط على صانعي القرار، أو مساندتهم ودعمهم.
لا يمكن فصل الأثر الذي يحدثه ما يسمى «الإعلام التقليدي» عن ذلك الذي يصنعه ما يُعرف بـ«الإعلام الجديد»، فكلاهما ينشط في بيئة التأثير في الوعي الجمعي لأفراد الجمهور، ويتبادلان المحتوى، ويتقاسمان أدوات العمل أيضاً، كما يؤثران في المفاهيم والاعتقادات والسياسات، وبالتأكيد يشكلان معاً عالم الإعلام الذي نعرفه الآن.
لكن طبيعة التلقّي المتغيّرة، وتعاظم الأدوات وتراجع المحددات والقيود التي تؤطر عمل مواقع «التواصل الاجتماعي»، أدّت إلى أن تحظى تلك الأخيرة بأثر أكبر وأكثر قدرة على الحسم.
أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في هذا الشأن، ما يتعلق بمستوى دقة ما يُبث عبر هذه الوسائط؛ فمعظم الدراسات المُعتبرة التي أنجزتها مراكز بحوث وآليات استطلاع رأي موثوق بها، أفادت بأن 80 في المائة على الأقل من المستطلعة آراؤهم في مختلف دول العالم، أقروا بأنهم «وقعوا فريسة أخبار زائفة»، وأن «المنبر الأساسي لنشر المعلومات المضللة تمثل في مواقع التواصل الاجتماعي».
إن معدلات التعرّض لتلك الوسائط تتزايد بشكل حاد، وهو أمر لا يتوقف على الأسماء الرائجة للمنصات التي نعرفها راهناً؛ إذ تنطلق منصات جديدة باطراد، وتبدأ على الفور في استقطاب شرائح من الجمهور، عبر تنويع وتطوير نماذج العمل والإعدادات ومزايا الاستخدام.
ويُعتقد على نطاق واسع أن هذا الدور المتصاعد لمواقع «التواصل الاجتماعي» بات حقيقة من الحقائق الثابتة؛ إذ أثبتت القدرة على التأثير الحاسم في أداء المؤسسات، وصانعي القرار، والسوق، وتصورات قطاعات كبيرة من الجمهور.
لكن هذا الدور لا يتسم بالإيجابية في أحيان عديدة، وقد تنتج عنه تأثيرات ضارة، وهو الأمر الذي يدعونا إلى التفكير في كيفية «عقلنة» تلك التفاعلات عبرها، وترشيدها، بما يعزز أثرها الإيجابي المستند إلى أدلة، والداعم للمصلحة العامة، ويحتوي أثرها الضار والمُصطنع والمشبوه.
أحد الانفلاتات الكبيرة التي يُصدّرها لنا عالم «التواصل الاجتماعي» يكمن في الترتيب المُغرض لأجندة الأولويات في المجتمعات المختلفة. ولا يقتصر الأمر على ذلك الخلل فقط، إذ تقوم تلك الوسائط أيضاً بجهود منتظمة ومستديمة لاختلاق أولويات وتصديرها إلى المجال العام وتحويلها إلى بؤر للتفكير والنقاش العموميين. ورغم أن العالم ينشغل راهناً بمخاطر فائقة وتحوّلات خطيرة، فإن أي استعراض دقيق لقوائم الأولويات التي تطرحها تلك الوسائط بانتظام يظهر نجاحها بشكل كبير في حرف اتجاهات الجمهور عن الأولويات الجادة لمصلحة قضايا مُصطنعة أو محدودة القيمة والتأثير.
وأيضاً، رغم الفرص العديدة والمزايا الكبيرة التي تمنحها البيئة الاتصالية الحالية للعالم، فإن الإفراط في خلل إرساء الأولويات، أدى كذلك إلى صناعة نجوم جدد يحظون بقدر لافت من المكانة والشهرة واحتلال المساحات البارزة في وسائل الإعلام «التقليدية» و«الجديدة» من دون أساس موضوعي.
وبسبب تركيز تلك الوسائط على المواقف والأقوال الحادة والمثيرة للصدامات، وتقديرها للمقاربات الهجومية الصارخة، وتعزيزها للغة الخشنة والبذيئة، وتركيزها على الطرح المثير للجدال العبثي في مقابل الطرح الموضوعي، صعدت قضايا ونجوم إلى مواقع الصدارة على حساب أولويات وأشخاص أكثر أهمية وجدية وقدرة على صناعة التغيير الإيجابي.
ومع أن الخصوصية ظلت طويلاً قيمة تحظى بالاعتبار، وتتمتع بالحماية القانونية والمجتمعية في مختلف المجتمعات، فإن الوسائط الجديدة جعلت منها سلعة تُباع وتُشترى، وتتحقق من خلالها الأرباح المادية، كما حولتها إلى وسيلة لصناعة الشهرة وتكريس النجومية.
وبموازاة تلك الممارسات التي ألقت بظلالها الثقيلة على الكثير من إمكانات البيئة الاتصالية الراهنة، وشوّشت على مزاياها الكبيرة، ازدهرت عمليات «اغتيال الموضوعية»، التي تجري باطّراد على تلك الوسائط، عبر تجريد الدعاوى والطروحات من الدقة والتوازن والإثبات والاقتراب العقلاني، لصالح الأحكام القاطعة، والآراء الصادمة، المُحفزة على الجدالات العبثية، التي تتغذى على الاستقطاب الحاد.
جلالة الملك عبدالله الثاني يبدأ زيارة عمل إلى أمريكا
بسمة وهبة تتضامن مع أحمد حلمي ضد الانتقادات
ديفيد شويمر يطالب بحظر كانييه ويست بسبب تصريحاته
أم بريطانية تقتل ابنها وتنهي حياتها بسبب السرطان
مساهمة كورية لدعم برنامج الأغذية العالمي في الأردن
مؤسسة ولي العهد تنظم جلسات استعد للمستقبل
كم يبلغ معدل البطالة في الأردن
مياه العقبة تنفذ مشاريع جديدة لتعزيز كفاءة التزويد
مصادر إسرائيلية: التفاوض مع حماس الآن قد يفكك الحكومة
انخفاض أسعار البنزين بنوعيه والديزل والكاز عالميا
انتخاب هيئة إدارية جديدة لفرع نقابة المهندسين في الطفيلة
المنخفض الجوي يحسن الموسم المطري بنسبة 19%
بيلاي: تصريحات ترامب بشأن غزة تطهير عرقي واضح
الحكومة تكشف سعر القطايف في رمضان 2025
عروس تخلع زوجها بأول أسبوع زواج والسبب لا يخطر على بال
الأمن يضبط سائق المركبة الاستعراضية في الزرقاء
الجنسيات الأكثر تملكا للأراضي والشقق في الأردن
المناطق التي قد تشهد تساقطًا للثلوج .. أسماء
منخفض ثلجي شديد البرودة قادم للأردن .. تفاصيل
هل انحسر المنخفض الجوي عن المملكة .. تطورات الطقس
تنقلات وتشكيلات بين كبار موظفي وزارة التربية .. أسماء
الجيش يفتح باب التجنيد .. تفاصيل وشروط
كتاب لاتحاد كرة السلة بخصوص مباراة الأردن وإسرائيل
نزار ابوحجر يتصدر الترند بسبب صور في السلط
موظفون حكوميون إلى التقاعد .. أسماء