احترام الذوق العام .. يزيدنا ولا يضرّ بنا

mainThumb

02-04-2023 10:11 PM

ينتابنا الشعور بالسعادة، كلما لاح أمام أعيننا منظرًا جميلا يشتمل على الرتابة والنظافة، بل إنّ الأمم تفاخر بالمحافظة على المظهر العام، أكثر من المفاخرة في الصناعة والتكنولوجيا، لأنّ الإنسان الذي يحقق المبادئ التي يعيش عليها في مجتمع ما، يكون قد حققَ جانبا مما تقوم عليه الحضارة، فضلا عن سعادته وهو يحافظ على الشارع والمرافق العامة كما يحافظ على بيته، تحقيقا لمبدأ: الوطن بيتي الكبير!!.
ومع أننا نعيش في مجتمع عريق، ووطن يتمتع بالأصالة والكرم، ويزدان بالثقافة والتعليم والمعرفة، إلا أنّ التذكير ببعض التصرفات التي قد لا ينتبه إليها البعض، فهم يعملَونها ظنًّا منهم على أنها لا تخدش المنظر العام، أو أنها تعدّ من التصرفات الاعتيادية، أو أنها من –الفهلوة- أو أنّه إذا لَمْ يفعلْ ذلك فعله غيره!!.
ومن هنا تتبيّن ضرورة التذكير بخطورة بعض التصرفات على الأصعدة الثلاث: (الدينية، القانونية والإنسانيّة). التي لا ينبغي لأحدٍ أنْ يتنصّل من واحدة منها، ذلك أنّ احترام الذوق العام يزيدنا ولا يضرّ بنا.
بل.. كلّنا ذلك الإنسان المُلزم بأمرٍ، حينما يناقشه المثقفون، يدرجونه تحت عنوان: (الذوق العام). إلا أنّ البعض –للأسف- لا يرغب في مناقشة بعض التصرفات، أو قد يشعر أنّ في التنبيه على أمر عام يعدّ إهانة له، أو أنّ التحذير من بعض الأمور تحدّ من حريته، ...، وكل ذلك من الوهم الخاطئ.
بيد أَنّ مراعاة الذوق العام واحترامه، فرضٌ علينا جميعا، فالوطن والمجتمع والبيئة والشارع والطريق، ونحو ذلك يعدّ من المال العام، والحقوق العامّة، وكلها أمانة في رقاب الجميع، الكبار والصّغار على حدّ سواء، بالمحافظة على نظافة المرافق العامة، والاهتمام بأدقّ تفصيلات المنظر الجماليّ.
فمن الذوق العام الذي يعود علينا بالسعادة: المحافظة على الدّور حين الشراء، وعند مراجعة المستشفى والخدمات، وحتى في المسجد والمدرسة دخولا وخروجا، والتزام السّرب أثناء قيادة المركبات في الشارع والطرق، والتقيد بالسرعة المحددة، وعدم استعمال الزامور أو المسجل والأصوات العالية وخصوصا بعد منتصف الليل في الأماكن السكنية، وعدم المنادة للبيع والشراء بأصوات مرتفعة، حتى تحولت كثير من تجمعاتنا السكنية، كأنها سوق خضار وخردوات وحلويات والعديد من المنتوجات.
وكذا.. من الضروريّ التنبه إلى عدم مبيت سيارات الشحن في الأماكن المزدحمة بالسكان، وعدم استخدام الشارع وإغلاقه لأيام وليالي الأعراس والمناسبات الأخرى، وعدم وضع بسطات الخضار وغيرها في أماكن تسلب المارّ حقوقهم في الطريق.
ومما يتوجب علينا تفاديه، كلّ ما ذكر وأعطي مثالا بشيء من الشرح:
الإسلام يمنع الضرر بالآخرين، فمن أخذ دور إنسان عند الإشارة فتأخر أحدهم عن دوائه، أو تسبب بأخذ الدور إرهاقا نفسيا وجسديًّا لأحدهم، أو استهلك وقودا لسيارته لدقائق كنت أنت السبب في ذلك الاستهلاك، فتأتي يوم القيامة تحاسب على ذلك، على قدر ما تسببت فيه من ضرر. وأما المخالفة القانونية فظاهرة في جميع ما مرّ من أمثلة، وأما من الناحية الإنسانية، فملخصها: (عامل الناسَ بالذي تحبّ أن يعاملوك به).
فلنبدأ مشوارا نحقق فيه للأجيال صورة نَمطية عن أمانة الوطن التي تحملناها، فحملناها باقتدار وأوصلنها باقتدار.. إنه الوطن، واجبٌ علينا المحافظة عليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد