صحيفة السوسنة الأردنية

تابعت كغيري ما يدور في مطبخ التعليم العالي وما يُنشر عبر الإعلام المرئي والمسموع؛ والذي أُصطلح على تسميته - تقييم أداء رؤساء الجامعات- ضمن معايير معينة ترتبط بتحقيق إنجازات حقيقية في كافة المجالات البحثية، والمالية، والاكاديمية والإدارية، والمشاريع العلمية الاكاديمية، وإن النتائج مهما كانت وكيفما ظهرت فإنما هي ترجمة لأداء وقياس لمستوى إنجاز منظومة إلادارة الجامعية باركانها المختلفة المكونة من نواب الرئيس والعمداء ومدراء الدوائر والوحدات الإدارية، لذلك واعتماداً على هذا الواقع فإن نتائج التقييم القائم والتي تمت سابقاً لا يجوز تحميل نتائجها السلبية او إلايجابية لشخص الرئيس وحده ما لم يقم اصلاً بإختيار أركان إدارته كاملةً، وبعد انقضاء مدة ولايته التي تمكنه من تحقيق خططه وتنفيذ رؤاه التي على أساسها تم اختياره لهذا الموقع.
أن تقييم رؤساء الجامعات بهذه الطريقة!!!! كان له انعكاسات سلبية على الجامعات الأردنية واضر بسمعتها محلياً واقليمياً ودولياً وأن الطريقة التي تطبق حاليا لا تخلو من تنمر واضح وتعدي صارخ على هيبة رؤساء الجامعات، وأن عملية التقييم أضحت عملية استهداف!!!! بدلاً من أن تكون مؤشراً لقياس اداء الجامعة بشكل عام وفريق الإدارة الجامعية والاكاديمية، كما يجب الاّ تُختزل عملية التقييم بشخص رئيس الجامعة وحده،
فبحسب التشريعات الناظمة وآراء الخبراء فإن عملية تقييم رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية بهذه الطريقة ليس لها سند قانوني صريح، ولو أن المواد القانونية الحالية تحاول أن تُشَّرع لعملية التقييم فالأحرى أن يكون التقييم شاملا للإدارة الجامعية وليس للرئيس وحده.
وانسجاماً مع مخرجات اللجنة الملكية لتنمية الموارد البشرية والتي شُكِلّت بإرادة ملكية سامية، وقادت فيه حواراً وطنياً شاملاً وبذلت فيه جهوداً كبيرة تمخظت عنه الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية اشتملت على محاور لتنمية وتطوير التعليم بكل مراحله والتعليم العالي حيث أوصت بأن يتم تقييم رئيس الجامعة بعد أن ينهي ثلاث سنوات من خدمته كرئيس جامعة بحيث يتم تقييم الأداء العام للجامعة، ففي حال كان أداء الرئيس ضعيفا فإنه يكمل السنة الرابعة والأخيرة من مدة تعيينه لانه لا بد من احترام الارادة الملكية السامية الصادرة بتعيينه و يتم بعد ذلك عدم التجديد له، اما اذا كان أداء رئيس الجامعة متميزاً فإنه يتم التجديد له لأربع سنوات أخرى...هذا ما كان عندما كان التعليم العالي الأردني في أبهى صوره، وهذا ما يتوجب أن يكون أذا ما أردنا لمؤسساتنا التعليمية أن يعود اليها الألق وتتعافى.