تصنيفات المسلمين في رمضان وفي غيره

mainThumb

23-04-2023 11:38 PM

إنتهت مرحلة شهرية زمنيه مباركة ومميزة عند المسلمين منذ 1444 عاما هجريا ومن عمر الزمن الميلادي منذ أكثر من 1400 عاما ميلايا تقريبا (وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍۢ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا (الكهف: 25)) وذلك بإنتهاء شهر رمضان الكريم قبل أيام للعام 1444هجرية - 2023 ميلادية كغيره من شهور العام. وعاد المسلمين في جميع بقاع الأرض لممارسة حياتهم التي إعتادوا عليها قبل رمضان، ونسوا رمضان وحياة رمضان. وفي كل عام يحل شهر رمضان ضيفا على المسلمين بعد إنتظار إحدى عشر شهرا، وكان شهر رمضان كعادته ضيفا عزيزا، غاليا، كريما، مسليا، مباركا فيه، حبيبا، خفيف الظل، لا يمل ولا يكل منه، ولا يرغب في مغادرته عند صنف من المسلمين، وهؤلاء نسبتهم قليلة جدا جدا ربما لا تتجاوز آل 10% من المجتمع المسلم في العالم وكما قال الله في كتابه العزيز قليل من عبادي الشكور (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ:13)). ويشعر صنف آخر من المسلمين والذين هم مسلمين بالإسم والهوية فقط انه ضيف يفرض عليهم إستضافته ويعدوا له بالثواني والدقائق والساعات والأيام حتى يغادر ولا يستفيدوا من هذا الضيف الذي فوائده لا تعد ولا تحصى، ونسبتهم 70% تقريبا إذا لم تكن اكثر من ذلك وهم الغافلون (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف:179)). ومن؟ من خلق الله يستطيع أن يضمن حياته لثوان او دقائق أو ساعات أو أيام ... إلخ أو حتى يعود رمضان مرة ثانية في العام القادم حتى يستفيد منه؟ وليكسب من فوائده الجَمة؟. والصنف الآخير من المسلمين من يكره ان يحل عليه شهر رمضان ضيفا نهائيا ويتمنى ان لا يكون في العام شهرا إسمه رمضان، والذي في نظره انه يعطل عليه حياة المرح والتلذذ بمغريات الحياة الدنيا رغم انها متاحة له لإحدى عشر شهرا كل عام ويخطط هذا الصنف مسبقا للسفر إلى بلد اجنبي لا يصوم الناس فيه، ليقيم فيه خلال أيام رمضان ويمارس حياته التي تعود عليها إذا كان مقتدرا ماديا. ثم يعود إلى بلده بعد إنتهاء شهر رمضان ونسبة هؤلاء تبلغ تقريبا ال 20% تقريبا وهؤلاء لا ينفع فيهم لا كلام ولا نصيحة ولا هداية ولا توجيه (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)). فأنت ايها القاريء لهذه المقالة تستطيع أن تعرف نفسك من أين صنف من هذه الأصناف التي ذكرت. ونسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل ويقوي إيماننا جميعا بالله وبرسوله لدرجة التقوى ونطمع ان نكون ممن تنطبق عليهم الآية (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران:133)) لتكون مقاعدنا محجوزة لنا في نفس الدرجة في الجنة واسماؤنا مكتوبة عليها بالنور. او على الأقل ممن تنطبق عليهم الآية (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الحديد:21))، ونتسابق فيما بيننا على مقاعدنا وفق إيماننا وأعمالنا في درجات مختلفة في الجنة. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ: الخيرُ فيَّ وفي أُمَّتي إلى يومِ القيامة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد