غَيَاهِب

mainThumb

27-04-2023 10:00 PM

نشُق الطريقَ لا مُتسارعين ولا مُتباطئين بل على أمل و قليلٍ من الفِكر فيما ستكُن نِهاية هذا الممشى، دُروبنا قد تصنعُنا و تُكون أفكار مفقودة فينا و نماذج جديدة لم نُبصرها في أُمور حياتنا، لعلنا نستعجلُ أمر لو ألحق بنا لكان فيه هلاكُنا و لعلنا عندما تمنينا أمنياتنا أبصرنا أبعادها و تأثيرها على حياتنا ولم نُبحر في بحـر الظُلمة من المجهول القادم.

في تأخر الأشياء ليس حكمة واحدة بل حِكم لا تُعد يغفل عنها الكثير، ففي نصيبُكِ المُتعكرس الخير الكثير و فيه مستقبلك المؤجل تعويض كبير،وفيه حرمانكِ مِن الإنجاب تعويض في وقته المناسب، و في أيضاً بُعدك عن بعض الأشخاص راحة و إطمئنان، وفي إختيارات الله لنا رحمة و لُطف مُقدر لقُلوبنا الحائِرة التي تحتاجُ للراحة من الأنتظار، نعم إنتظار الأشياء التي لا تأتي رغم إنتظارها لا على عجل بل على أكثرِ مِن مَهل أيضاً، سيأتي رزقُكَ و رزقُكِ أنتِ أيضاً لكن دعوا زِمام أمورها للخالق، فإن بنينا أحلام و عِشنا بِها سنُصاب بخيبةِ أملها إن لم تكُن لنا، فلا ترسِموا خرائط ستتوهُ بِها خُطاكم و تُضل بها طُرقكم، أي كانت ولو كان مُجرد تمني، فهذا صعبُ حقاً أن تتمنى و أن لا تجد لاحقاً ما كُنت تنتظرُ قدومه.

لا أقُل لكُم لا تحلَموا أبداً، إن العكس صحيح فإن مِلح الطُرقات هي حصاد أحلامِنا، قصدتُ مُن قولي أن لا يتمنى المرءُ شيءً يعلمُ أنهُ لن يكُن له في جميع الحالات، شيءُ صعبُ و مُحتم عليه للوصول إليه، إذا كانَ طريقكَ كهذا فأعلم أن الله إما سيُغير مجرى الأمور من أجلِك أما سيُعوضك عن هذا الحُلم، بشيءٍ ستعجزُ عن وصفِ فرحتكَ لأجله، شيءُ كما تمنيتَ و أجمل و أبهى، شيءُ يليقُ بكَ و بإبتسامتك و فرحةِ شُعورك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد