سطور في رثاء وردة بيضاء

سطور في رثاء وردة بيضاء

01-05-2023 12:43 AM

تحتفظ زهرة في في صندوق أسود أنيق ، بما تبقى من حبها .
" يشبه هذا الصندوق صندق الذاكرة ، أو الذاكرة الحية التي يمتلكها أي إنسان " هكذا قالت زهر لصديقتها ذات مرة ، وإن كانت لم توضح لها ماذا تقصد حينئذ .
جلست زهرة في غرفتها وحيدة ذات يوم ، فتحت الصندوق وتأملت ما فيه ؛ وكأنها لم تتأمله مرارا وتكرارا ، لتستحضر كل شيء مرتبط بكل ما في هذا الصندوق .
كان فيه حطام حبها وبقاياه وأطلاله ، فهي لطالما تمنت فيما مضى أن تبقى هذه الأشياء ذكرى جميلة ولكن قد تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
فقد ذهبت الذكريات الجميلة أدراج الرياح ، وقال الفراق كلمته الاخيرة ؛ ليحتل الفراق مكان ذكرياتها الجميلة ، ويسطر مكانها ذكريات معذبة موجعة .
ذات مرة أمسكت زهراء وردة بيضاء كانت داخل الصندوق ، ثم نظرت اليها في اسى وحزن وأسف ثم هزت رأسها قائلة : "آه لقد جفت وذبلت مثل هذا الحب ، وسوف تنتهي مثلما انتهى كل شيء" .
ومع الوقت وضعت زهراء نفسها أمام خيارين فإما ان تعيش هكذا ، فتقتلها كثرة التفكير ، أو أن تغلق هذا الصندوق الى الأبد ...
وبعد تفكير قررت زهراء أن تغلق هذا الصندوق وتضعه جانبا ولكن ...
مرشهران منذ أن اتخذت قرارها هذا ، وأغلقت صندوقها ولم تنظر اليه ، ولكنها في تلك الفترة شعرت أنها بلا روح ، بلا مشاعر ، فقد كانت مشاعرها تشبه تماما لوحا من جليد .
أدركت زهراء عندئذ أنها لن تستطيع الاستغناء عن الصندوق وما فيه ؛لأن الوردة البيضاء الموجودة في داخل الصندوق لها قيمة في حياتها ، وإن كانت جافة ذابلة ، فهي ماض عاشته بحلوه ومرة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد