التطرف الإسرائيلي الصهيوني .. رد المجتمع الدولي ومستقبل القدس

mainThumb

24-05-2023 11:47 AM

عندما نريد مواجهة تطرف حكومة دولة الاحتلال الصهيوني التوراتي المتطرفة، علينا أن نرتكز على- الحقيقة الأساسية–وهي ان المجتمع الدولي، الدول الكبرى في مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة، ترى وتراقب منذ نكبة فلسطين المحتلة، مشاهد ومجازر وتحديات قانونية وسياسية وعسكرية؛ ذلك أنها مجريات واقتحامات وعدوان يومي، يتجسد اليوم وأمس وغدا، بصورة وحشية وعنجهية اقتحام الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تابع نتنياهو، الذي بات شخصية سياسية أنموذج في الكذب والتطرف والخداع، إلى حد تبنيه ?ؤامرات عصابات الخرف التوراتي، التي تقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات جيش الاحتلال والشاباك، العصابات الأمنية التي تنادي بتهويد القدس العربية.

العالم في أزمات سياسية وحروب، واقتصاديا تنهار مخاوف من تضخم و كود، المتطرف نتنياهو، وعصابته في دولة الاحتلال، يزيد أزمات العالم ويريد تصعيد المنطقة والإقليم.. والعالم.

من هنا، انحازت السياسة العربية الإسلامية، إلى دبلوماسية التعاون الدولي، وبالتالي، كشف بيان اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية القانونية في مدينة القدس المحتلة» الذي أعلنه نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي، بعد جهود مكثفة واتصالاتٍ مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية، لبحث التطورات الخطيرة في مدينة القدس المحتلة، على إثر إقدام وزير-متطرف ارهابي- في دولة الاحتلال الإسرائيلية، الذي?يمارس عنجهية إرهابية-ويعود اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وكان «الحدث» صباح اليوم الأحد 21 أيار الجاري، تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأمام الإعلام الصهيوني والعالمي وكل وسائل الإعلام الرقمي.

.. *التنديد الأميركي.. قد يحرك المجتمع الدولي؟ في مسعى سياسي لامتصاص الحدث، جاء تنديد الإدارة الأميركية، الولايات المتحدة، بما وصفته بأنها «الزيارة الاستفزازيّة» التي أجراها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير لباحة المسجد الأقصى.

وبحسب ما نقل عن صحيفة «واشنطن تايمز»، كان التنديد عن طريق المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة «ماثيو ميللر» الذي نوه في بيان إلى أن:"هذا المكان المقدس-يقصد المسجد الأقصى المبارك–يجب ألّا يُستخدم لأغراض سياسيّة، وندعو جميع الأطراف إلى احترام قدسيّته».

الحدث، في القدس المحتلة بات من أساسيات العنف والتطرف والعنصرية ضد المدينة وأوقافها المقدسة، المسيحية والإسلامية، في توجه إسرائيلي لخلط الحقائق وجعل فلسطين المحتلة، نقطة تصعيد ومواجهة، بهدف خلق حالة من الاستسلام، ورفض القرارات الدولية والاممية وكل لقاءات ومساعي منع وكبح العنف والاضطراب في القدس المحتلة والحرم القدسي الشريف.

* قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8660) الصادر بتاريخ (2021/5/11)

ما أشار إليه وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، يأتي استنادا إلى قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8660) الصادر بتاريخ (2021/5/11)، وهو قرار له المرجعية السياسية القانونية من جامعة الدول العربية، ينيط قضايا كثيرة بشأن العدوان الإسرائيلي والتطرف الصهيوني، على مدينة القدس المحتلة وأهلها بما في ذلك المسجد الاقصى المبارك وحي الشيخ جراح.

.. والقرار، وقتئذ؛ تشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دوليا.

.. الحدث الخطير في القدس المحتلة واقتحامات التطرف الرسمي الإسرائيلي، قد تحول المنطقة الى شلال من العنف، والتصعيد الموسع، وهذا الخطر القادم، تتم مواجهته بإرادة سياسية وصفها وزير الخارجية الصفدي بالقول:"

أكد أعضاء اللجنة، على أن قيام الوزير الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مُدانة بأشد العبارات، وتمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، وتصعيداً خطيراً يتطلب من المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، العمل فوراً على إيقافه من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعدم الإقدام على أي خطوات استفزازية ف? القدس الشريف من شأنها المساس بمشاعر ملياري مسلم حول العالم، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددين أنه لا سيادة لإسرائيل على القدس والمقدسات، وبأن القدس الشرقية أرضٌ فلسطينية محتلة.

عملياً، ماذا على المجتمع الدولي ومجلس الأمن ودول المنطقة؟

.. طبيعة ما يريد المتطرف نتنياهو، أنه يريد التصعيد لإخفاء هشاشة الوضع السياسي والأمني الذي تتحكم به العصابات التوراتية المتطرفة، وهنا، من الضرورة وعي:

* أولاً:

أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لتوحيد الجهود الرامية للوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة، وضرورة دعم صمود أهل القدس وحمايتهم من الخطر المستمر الذي تمثله سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين.

* ثانيا:

القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ورفض أي محاولة للانتقاص من الحق بالسيادة الفلسطينية عليها، وأي إجراءات أحادية تمس المكانة القانونية للقدس، وضرورة الالتزام بمبدأ السلام العادل والشامل المشروط بزوال الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، على أساس حل الدولتين، ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية و معادلة الأرض مقابل السلام.

* ثالثا:

العودة والإصرار أميركي وأوروبا وعربيا واسلاميا، وأمميا على شرعية وقانونية، وبالتالي أهمية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على هويتها العربية والاسلامية والمسيحية، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.

.. وهنا، تعزز وتلزمنا الرؤية الملكية الهاشمية السامية، والقيادة العليا للملك الهاشمي، الوصي عبدالله الثاني، بكل مفاتيح الحوار والتنوير وثقافة السردية الأردنية الوطنية والدور العربي، لتكون » الوصاية الهاشمية على القدس وأوقافها كافة، وصاية تعلن دائما، وهي الأفق القانوني/الشرعي، ومنها تنطلق أسس الحوار وثقافة مجابهة السياسات الإسرائيلية.

وتتكون اللجنة من الدول الأعضاء التالية: رئاسة المجلس الوزاري- قطر، ورئاسة القمة العربية- تونس، وفلسطين، والأردن، ومصر، والسعودية، والمغرب، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة.

* رابعاً:

من المهم تأكيد الموقف العربي الموحد، عندما اعتمد مجلس الجامعة العربية قراراً يؤكد أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، مشدداً على أن «إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى».

* خامساً:

المرفوض، وفقا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، ان ما تمارسه دولة الاحتلال، تصعيداً خطيراً يتطلب من المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، العمل فوراً على إيقافه من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعدم الإقدام على أي خطوات استفزازية في القدس الشريف من شأنها المساس بمشاعر ملياري مسلم حول العالم، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددين بأنه لا سيادة ل?سرائيل على القدس والمقدسات، وبأن القدس الشرقية أرضٌ فلسطينية محتلة.

* سادساً:

أن المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه، وأكدوا على حق دولة فلسطين بالسيادة على مدينة القدس الشرقية المحتلة، وأنه ليس لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أي حق أو سيادة على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

* سابعاً:

وزارة الخارجية الأردنية، وعبر الوزير الصفدي، دعت إلى أهمية دعم صمود المواطنين الفلسطينيين المقدسيين في وجه السياسات والممارسات العدوانية الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على المدينة وتغيير طابعها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وأكد أعضاء اللجنة دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وكذلك دعم لجنة القدس و?كالة بيت مال المسلمين.

.. القدس، مدينة المحبة والسلام، يحرص الملك عبدالله الثاني، كما كل ملوك وقادة وزعماء البلاد العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومجلس الأمن، على أن تكون القدس، مدينة الحوار والأمان، والاستقرار، يحدث ذلك اذا انتبه المجتمع الدولي، والولايات المتحدة والدول الكبرى في مجلس الأمن، بأن الوقت حان لوضع الخطوات التي تمنع دولة الاحتلال من تهويد القدس.

huss2d@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد