الروس يلجأون للفيسبوك وتويتر

mainThumb

01-06-2023 06:58 PM

السوسنة - تحاول مجموعة فاغنز الداعمة للجيش الروسي في معاركه على الأراضي الاوكرانية في البحث عن عدد من الوظائف الميدانية خلال المعارك القائمة الآن بينها وبين قوات الجيش الأوكراني.

وتلجأ مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" إلى منصتي تويتر وفيسبوك سعياً لتجنيد أطباء ومشغلي طائرات من دون طيار وحتى أخصائيين نفسيين، لمساعدتها في المعارك التي تخوضها، لا سيما في أوكرانيا، وفقاً لبحث أجرته صحيفة بوليتيكو الأميركية ونشرت نتائجه الثلاثاء.

إعلانات الوظائف التي نشرتها "فاغنر" جذبت أكثر من 12 ألف مشاهد على منصتي التواصل الاجتماعي، خلال الشهور العشرة الأخيرة، وفقاً لمجموعة البحث البريطانية التي تركز على الأخبار الزائفة "لوجيكالي".

في ستين منشوراً بعشرات اللغات، بينها الفرنسية والفيتنامية والإسبانية، شاركت "فاغنر" معلومات حول وظائف متاحة في مجالات القتال العسكري وتكنولوجيا المعلومات والقيادة والصحة. وتضمنت أيضاً أرقام هواتف وحسابات "تيلغرام" التابعة لـ"فاغنر"، والإعلان عن رواتب شهرية تبلغ 240 ألف روبل (2800 يورو)، مع مزايا تشمل الرعاية الصحية.

نشطت "فاغنر" على مدى السنوات التسع الماضية في كل من أوكرانيا وسورية وعدد من الدول الأفريقية، واتُهمت مراراً بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. لم يتمكن الباحثون من ربط المنشورات بمجموعة فاغنر مباشرة. لكن هذه المنشورات تحمل بصمة هذه المليشيا ومؤيديها.

وقال المسؤول عن الأبحاث في "لوجيكالي" كايل وولتر: "نحن متأكدون من أن هذه المنشورات تستخدم اللغة نفسها التي اعتمدتها السوسنة - سابقاً حسابات أكدنا أنها تعود لمجموعة فاغنر، على منصات مثل تيلغرام وفي كيه". تجدر الإشارة إلى أن "في كيه" شبكة روسية رائجة للتواصل الاجتماعي.

لم يتضح ما إذا كانت حملة التوظيف هذه لاقت نجاحاً. لكن من المؤكد أن المنشورات التي تتضمن تأجيجاً للعنف وترويجاً للهجمات العسكرية الروسية على أوكرانيا تنتهك سياسات "فيسبوك" و"تويتر" المتعلقة بهذا النوع من المحتوى.

وفي تحليل منفصل أجراه مسؤول غربي وشاركه مع "بوليتيكو"، أكد أن رقمي هاتف على الأقل، تضمنتهما هذه المنشورات، يعودان مباشرة إما لمجموعة فاغنر أو لخدمة الاستخبارات الروسية. وعلّق وولتر قائلاً: "بعض هذه المنشورات هي أفلام دعائية تتضمن أرقام هواتف، ليتمكن المتابع من التواصل مباشرة مع ممثلين لمجموعة فاغنر. وفيما نشهد الخطر الذي تشكله مجموعة فاغنر حول العالم، فإن السماح لهذه المنشورات بالانتشار على شبكة الإنترنت يثير قلقاً شديداً".

من جهة ثانية، ردّت "تويتر" على طلب من "بوليتيكو" للتعليق على المسألة برسالة آلية تقتصر على رمز تعبيري للبراز. كانت "تويتر" قد استقالت، الأسبوع الماضي، من ميثاق الاتحاد الأوروبي لمكافحة المعلومات المضللة. من المقرر أيضاً أن يدخل قانون المحتوى الجديد للكتلة للقضاء على المحتوى غير القانوني والأكاذيب، والذي يحمل اسم قانون الخدمات الرقمية (DSA)، حيز التنفيذ في 25 أغسطس/ آب. وقد تؤدي الانتهاكات الجسيمة للقانون إلى فرض غرامات تصل إلى 6 في المائة من إجمالي أرباح الشركات.

أما شركة ميتا المالكة لـ"فيسبوك"، فأفادت "بوليتيكو" بأنها صنفت "فاغنر" منظمة خطيرة، ما يعني أن وجودها على المنصات المملوكة لها ممنوع. كما أشارت الشركة إلى أنها تحذف المنشورات التي تتضمن "تمجيداً أو دعماً لمجموعة فاغنر فور اكتشافها، وبينها المنشورات التي تهدف إلى تجنيد أفراد جدد".

تنشط "فاغنر" في الصراعات في مالي ووسط أفريقيا، لكنها برزت خاصة بقتالها لصالح روسيا منذ غزوها أوكرانيا في العام الماضي. قادت هذه المليشيا في الآونة الأخيرة الكثير من عمليات القتال العنيف في باخموت، المدينة الواقعة شرق أوكرانيا التي شهدت معارك استنزاف وحشية. وفقدت "فاغنر" نحو 20 ألف مقاتل في أوكرانيا وفقاً لقائدها يفغيني بريغوجين.

بعيداً عن "فاغنر"، صارت الوكالات الحكومية حول العالم تلجأ أكثر فأكثر إلى منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد جدد، وتحديداً الشباب. وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مثلاً حضّت، في مقطع فيديو على "تيلغرام"، المواطنين الروس على تزويدها بمعلومات استخبارية عن بلدهم، في مايو/ أيار الماضي.

ويظهر مقطع الفيديو موظفاً حكومياً روسيّاً وزوجته في منزلهما مع طفل، ويبدو أنهما يعيشان حياة صعبة، ويتساءلان عما إذا كانت هذه هي الحياة التي يحلمان بها. ويقترح الفيديو أن بإمكان الروس العمل على تحسين الأوضاع، من خلال توفير معلومات استخباراتية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مع الحفاظ على حسهم الوطني. كما يوضح طريقة القيام بذلك باستخدام متصفح "تور" للوصول إلى "الشبكة المظلمة" على الإنترنت وأدوات لتشفير الاتصالات.

اقرأ أيضا:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد