خبراء مكافحة الإرهاب فى الأمم المتحدة: إفريقيا هى بؤرة الإرهاب فى العالم

mainThumb

24-06-2023 05:10 PM

تزامن صدور «قرار أممى» من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تؤكد فيه أهمية: «الإرادة السياسية فى مكافحة الإرهاب»، فى الوقت الذى قال خبراء مكافحة الإرهاب، إن إفريقيا هى الآن النقطة الساخنة للإرهاب فى العالم، حيث قُتل نصف ضحايا العمليات الإرهابية العام الماضى فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على الرغم من استمرار انتشار عصابات القاعدة والتطرف باسم الدولة الإسلامية على نطاق واسع ومستمر ونشط، وإن ذلك، بات واضحًا وخطيرًا- فى أى مكان آخر حول العالم، حسب تقرير «أسوشيتد برس» الذى نتج عن متابعة «إديث إم ليدر» فى واشنطن ونيويورك.


* استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب
الجمعية العامة للأمم المتحدة توصلت إلى اعتماد، بتوافق الآراء، قرار بعنوان «استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب: الاستعراض الثامن».
القرار، معنى بقوة وإرادة الدول بنتائج التعاون الدولى، أمنيًا وسياسيًا، ويقر: الالتزام الراسخ بتعزيز التعاون الدولى بشأن منع الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره مكافحته، وأن أى عمل إرهابى هو عمل إجرامى وغير مبرر، بصرف النظر عن دوافعه ومكان وزمان ارتكابه، وأيًا كان مرتكبوه.
.. وتقول الأمم المتحدة، إن حيثيات القرار الإدانة بأشد العبارات:
*أولًا:
الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وجميع الأعمال الإرهابية، بما فى ذلك تلك القائمة على أساس كره الأجانب والعنصرية وأشكال التعصب الأخرى، أو باسم الدين أو المعتقد، مع الاعتراف بالتزام جميع الأديان بالسلام.
* ثانيًا:
إدانة التطرف العنيف الذى يفضى إلى الإرهاب والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية تنشر الكراهية وتهدد الأرواح.
* ثالثًا:
أن الإرهاب والتطرف العنيف المسببين للإرهاب لا يمكن ولا ينبغى ربطهما بأى دين أو جنسية أو حضارة أو مجموعة إثنية.
* رابعًا:
دعوة الدول الأعضاء إلى الامتناع عن حرمان الأشخاص الذين يزعم ارتكابهم أعمالًا إرهابية من جنسيتهم بما يتنافى مع الحق فى الجنسية على النحو المنصوص عليه فى المادة 15 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
* خامسًا:
استنكار المعاناة التى يسببها الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره لضحايا الإرهاب وأسرهم، معربًا عن خالص التضامن معهم، وحث الدول الأعضاء على تزويدهم بالدعم والمساعدة المناسبين.
* سادسًا:
أهمية بناء قدرة ضحايا الإرهاب وعائلاتهم على الصمود باعتبار أن ذلك يعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية مكافحة الإرهاب.

* رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشى.. الإمكانيات
يحاول رئيس الجمعية العامة «تشابا كوروشى» أن يضع العالم أمام جدلية القرار الحامل الآفاق الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، فهى، حسبما يرى: «تنطوى على إمكانات تحويلية حقيقية»، مبينًا أن القرار الذى تم اعتماده اليوم «يوفر إطار عمل» و«يحدد الأدوات الموجودة تحت تصرفنا».
.. وأن «المطلوب الآن هو الإرادة السياسية والأخلاقية للعمل معًا».

..«كوروش»» لفت بعزم أممى إلى أنه: يجب أن تكون رسالتنا المشتركة للعالم وللجناة أن «الأمم المتحدة تقف متضامنة فى مواجهة الإرهاب. وأنها تمكنت من اتخاذ خطوة إلى الأمام. الإرهاب ليس مجرد حرب على الناس، بل هو حرب على أفكارنا. دعونا لا نستسلم للانقسام الذى يسببه الإرهاب. دعونا نسمو فوقه».


* الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب
تحت ظروف دولية وسياق سياسى أمنى، اختُتم فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك، أعمال المؤتمر الثالث رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب، وهو الذى عُقد ضمن ترتيبات رفيعة السرية، وانتهت مؤشرات مع إقامة العديد من الفعاليات الجانبية التى تركز على مبادرات خاصة بالركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وركزت وكالة «أسوشيتد برس» على جوانب مؤثرة فى الموضوع الرئيسى للمؤتمر الثالث «رفيع المستوى لرؤساء الوكالات والهيئات المسئولة عن مكافحة الإرهاب» وهو «التعامل مع الإرهاب عبر تعددية نشطة وتعاون مؤسساتى».

* إفريقيا.. النقطة الساخنة للإرهاب
يعاين المؤتمر مقولة إن إفريقيا هى الآن النقطة الساخنة للإرهاب فى العالم، من حيث أنه ضمن الدراسات وعمليات الرصد، قتل نصف الضحايا العام الماضى فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على الرغم من استمرار انتشار القاعدة والدولة الإسلامية على نطاق واسع ومستمر ونشط، فى أى مكان آخر حول العالم، عدا عن أن الإنتربول الدولى- وكالة الشرطة الجنائية الدولية- كشف فى الأمم المتحدة عن أن الإرهاب المرتبط بأيديولوجية اليمين المتطرف قد زاد بنحو 50 ضعفًا خلال العقد الماضى، لا سيما فى أوروبا وأمريكا الشمالية وأجزاء من آسيا والمحيط الهادئ.
تلفت أى باحث أو إعلامى، أو قوى دولية أو أممية، أن الخبراء، وضعوا اتجاهات أخرى لحالة الإرهاب والتطرف فى العالم، ذلك أن: تدهور الأمن العالمى يجعل تهديد الإرهاب «أكثر تعقيدًا ولا مركزيًا». يستخدم المتطرفون بشكل متزايد التكنولوجيا المتطورة، وفتحت الطائرات دون طيار والذكاء الاصطناعى طرقًا جديدة للتخطيط للهجمات وتنفيذها.
.. من هنا جاء تقييم الخبراء، لكل الاتجاهات والتهديدات الإرهابية الحالية والناشئة، وفق خبراء من الأمم المتحدة والإنتربول وروسيا والولايات المتحدة وقطر وكبير مديرى Google للاستخبارات الاستراتيجية.
* لماذا يقول خبراء مكافحة الإرهاب إن إفريقيا هى بؤرة الإرهاب فى العالم؟
.. حال العالم، كما هو حال الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، تريد معالجة الإرهاب من خلال تنشيط التعاون الدولى، لهذا قال الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» إن: «المفتاح هو التوحد ليس فقط فى إحباط الهجمات، ولكن أيضًا للتركيز بشكل حاسم على منع الإرهاب من خلال معالجة الفقر والتمييز وضعف البنية التحتية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وغيرها من الدوافع الكامنة».

.. وعن: لماذا يقول خبراء مكافحة الإرهاب إن إفريقيا هى بؤرة الإرهاب فى العالم؟
قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة خالد خيارى: «لقد برزت إفريقيا كساحة معركة رئيسية للإرهاب، مع زيادة كبيرة فى عدد الجماعات النشطة العاملة فى القارة»، كما أن «الشقوق» السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية، ويسهل اختراق الحدود. وقد غذا «التعبئة على أساس الهوية» ظهور تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، المعروف أيضًا باسم داعش، كاشفًا عن أن عدة مناطق فى القارة، من بوركينا فاسو والساحل وعلى نطاق أوسع إلى تشاد والسودان، لا تزال تواجه عواقب تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

تفسيرات خيارى، أن هذه النقطة من العالم: غرقت ليبيا الغنية بالنفط فى حالة من الفوضى فى أعقاب الانتفاضة التى دعمها ناتو التى أطاحت بالديكتاتور القديم معمر القذافى وقتله فى عام 2011. بعد هزيمة دولة الخلافة المزعومة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق فى عام 2017، فر العديد من مقاتليها الأجانب إلى الدولة الواقعة فى شمال إفريقيا.
وخاض الكولونيل جنرال إيجور سيروتكين، نائب مدير جهاز الأمن الفيدرالى الروسى ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، فى روسيا الاتحادية، خلال الاجتماع، فى القول بأن: «غرب إفريقيا، خاصة المغرب العربى والساحل، أصبح بؤرة التهديد الإرهابى الإسلامى، حسب النص، مع الجماعات الإرهابية المسلحة توسع نفوذها، ونرى خطر تجسيد داعش كخلافة إفريقية»، بالطبع امتنع «سيروتكين» عن تفسير ما يحدث فى العالم مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ونتائج ذلك على ظهور قوى وتنظيمات إرهابية.
.. وعن ذلك، حلل مدير مكافحة الإرهاب فى الإنتربول «جريجورى هيندز» كيف، أن القاعدة والجماعات المرتبطة بـIS تواصل إلهام وتنفيذ هجمات فى العراق وسوريا وأفغانستان وأمريكا الشمالية وأوروبا «والآن فى جميع أنحاء إفريقيا وآسيا بوتيرة تنذر بالخطر»، وإن زيادة الإرهاب بمقدار 50 ضعفًا المرتبط بأيديولوجية اليمين المتطرف «تتأثر بالأحداث العالمية والأجندة العالمية».

* الأمن السيبرانى والإرهاب
لعل من جهود المؤتمر، ما جاء فى إشارات «توبياس بييرى»، كبير مديرى الاستخبارات الاستراتيجية فى Google الذى عمل سابقًا فى مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إن الشركة تحظر المحتوى الذى تنتجه أو تدعم المنظمات الإرهابية المصنفة، وتلتزم بمكافحة الكراهية والتطرف اللذين يؤديان إلى العنف الإرهابى.، وهنا يأتى ما نقلت Ap عنه إن الجهات الفاعلة السيئة، مثل الجماعات المتطرفة، «تستمر فى أن تصبح أكثر ذكاءً فى التهرب من الاكتشاف»، مستشهدًا على سبيل المثال باستخدامها للاتصالات المشفرة والسرديات المعقدة ونظريات المؤامرة وتعديلاتها على ألعاب الكمبيوتر الشعبية الحالية.

عمليًا، Google تعتمد على الخبرة فى الأسواق المحلية، و«تقنيات المطابقة المرئية المتقدمة التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى»، وتقنيات الكشف الخاصة، وغيرها من الإجراءات.
كما أن الذكاء الاصطناعى، «يساعد العالم بالفعل فى مواجهة التحديات من الأمراض إلى تغير المناخ»، ولكن إذا لم يتم تطويره ونشره بشكل مسئول، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعى تضخيم القضايا المجتمعية الحالية مثل التضليل والتمييز وإساءة استخدام الأدوات من قبل الجهات الفاعلة السيئة بما فى ذلك الإرهابيون.
بين الاستراتيجية الأممية وقراراتها، والمؤتمر فى الأمم المتحدة، ارتباط شرطى، إذ أنه، تاريخيًا كان تم اعتماد استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب بتوافق الآراء عام 2006، حيث اتفقت جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة لأول مرة على نهج استراتيجى وتنفيذى مشترك لمكافحة الإرهاب.
وتستعرض الجمعية العامة هذه الاستراتيجية كل سنتين، ما يجعلها وثيقة حية تتلاءم مع أولويات الدول الأعضاء فى مكافحة الإرهاب.
وتعتبر هذه الاستراتيجية أداة عالمية فريدة لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. وهى تؤكد أن الإرهاب غير مقبول بجميع أشكاله ومظاهره وتدعو إلى اتخاذ خطوات عملية بشكل فردى وجماعى لمنع الإرهاب ومكافحته.
.. خارج الأضواء، وفى ممرات الفئران، هناك نمو غريب لشتى أشكال العصابات الإرهابية المتطرفة، وهى قوى وعصابات وتشكيلات وجماعات تدعى أنها تسير فى لعبة الأمم، وهى تتكسب من الموت والإرهاب، وتعمل ضد الحضارات البشرية وتزهق الأرواح من أجل الفراغ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد