لا تستغربوا أن الأمم الأخرى لا تقرأنا
- ما علَّتنا نحن؟
- أي علة تقصد؟ فعللنا كثيرة. حدِّد يا صاحبي.
- عللنا الأدبية... الشعرية، الروائية... إلخ
- لعلك تهرف قليلاً. لا توجد علَّة هناك. ألا تعرف أن شعراءنا وكتابنا مترجَمون إلى كل لغات الأرض...حتى إلى اللغات الميتة... ألا تقرأ أخبارهم؟ أقلُّهم مترجم إلى الإنجليزية والفرنسية، فأين هي العلة؟
- هذه هي العلة بالضبط... أو هذا ما يحير الألباب. كل هذه الترجمات، ولا نعثر على كتاب عربي واحد في كل مكتبات عاصمة الإنجليز، على سبيل المثال؟ كما تعرف، في كل شهر ومنذ سنين طويلة، أتجول في معظم المكتبات بهذه المدينة، التي يمكن أن تجد فيها كل كتب الأرض، ولا أعثر على كتاب عربي واحد. وأقرأ صحف البلد، ولا أجد حتى مجرد خبر واحد. لا تقل لي إنها المركزية الأوروبية، فها هم شعراؤنا وروائيونا مترجمون إلى اللغات الأوروبية كما يذكرون في سيرهم الذاتية. أين تمضي كل هذه الترجمات لجيش هائل من الكتّاب العرب؟ لا أتهمهم بالكذب... حاشا الله. ولكن أين هذه الترجمات؟
- إنك تبسط الأمور كثيراً... هناك...
- لا تقل لي: هناك نجيب محفوظ... نعم، لفترة قصيرة جداً، وبفضل «جائزة نوبل»، ثم اختفت كتبه! ثم لا تتحدث عن استثناءات قليلة تثبت القاعدة.
- لقد ذهبتَ بعيداً...
وهنا تزايد الشرر في عيني صاحبي حتى كاد يصل إلى وجهي:
- لماذا أجد أدب أميركا اللاتينية كلها تقريباً، والأدب الصيني، والهندي، والتركي، والفارسي، والصومالي، والنيجيري، ولا أجد الأدب العربي؟
- ما السبب برأيك؟
- لا أعرف... لكني واثق أن السبب لا يعود إلى كوننا متخلفين... فبعض البلدان التي ذكرتها ربما أكثر تخلفاً منا.
- ما السبب إذن؟ حيرتني.
- السبب أننا لم نكتب أدباً إنسانياً بعد ممكن أن يصل إلى الإنسان في كل مكان غرباً وشرقاً، وفي كل زمان، ما عدا استثناءات قليلة في تاريخ طويل جداً...
- تهمة خطيرة حقاً. ماذا تعني بالأدب الإنساني؟ كل هذا الأدب ولم نكتب «أدباً إنسانياً» بعد؟
- أعطيك مثالاً؛ مَن يقرأ في الغرب شاعراً يقول:
أنا الذي نظَرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمَعَتْ كلماتي من بهِ صممُ
بربك، هل قرأت ادعاء كهذا في كل الشعر العالمي منذ شكسبير لحد الآن؟
وإذا غفرنا للمتنبي قوله هذا في عصر سحيق ساد فيه أسوأ ما في الشعر العربي، والحياة العربية أيضاً؛ من مديح وتزلف وادعاء، فماذا تقول عن شاعر حديث، بل هو «أبو الحداثة العربية»، كما تسميه أنت ومئات أمثالك، يفاخر بالقول:
ماحياً كلّ حكمة هذه ناريَ
لم تبقَ - آية - دمي الآية
هذا بدْئي
...
تفصل بين المتنبي وشاعرنا الحديث أكثر من ألف سنة تقدمت فيها الإنسانية سنين ضوئية، لكن لا فرق جوهرياً بين الاثنين. القول هو نفسه، والادعاء والتفاخر والتبجح والنرجسية في أسوأ أشكالها هي نفسها. حتى هوميروس، الذي كان أعمى بالمناسبة، لم يقل مثله. لكن البشرية نظرت إلى أدب هوميروس، ولا تزال إلى الآن، رغم مضي قرون طويلة جداً، ونقرأ له أكثر مما تقرأ لصاحبك المتنبي، وصاحبك الآخر الشاعر الحديث. أتعرف لماذا؟ لأن هوميروس شاعر إنساني بالمعنى الذي قصدته؛ إنه يتحدث عني وعنك، بينما صاحباك يتحدثان عن نفسيهما، وبشكل يبعث على الغثيان، فلماذا نقرأهما ؟ وفوق ذلك تطالب بأن تقرأهما الأمم الأخرى؟
في استفتاء جرى في أميركا قبل سنوات، كان الشاعر الأكثر قراءة، هو جلال الدين الرومي... لماذا هو، وليس المتنبي أو شاعرنا الحديث على سبيل المثال؟ لأن الرومي يخاطب مطلق الإنسان في كل زمان ومكان. ولهذا السبب ذاته، لا نزال نقرأ دوستويفسكي وتولستوي وريلكه، ونشعر بأنهم معاصرون لنا، وقريبون منا، مع أن ثقافتهم ليست ثقافتنا، ولا لسانهم لساننا، بينما هناك كتاب وشعراء عرب لا تفصل بيننا وبينهم سوى خطوات قليلة، بعيدون عنا بمسافة قرون.
فلماذا نستغرب أن الأمم الأخرى لا تقرأنا؟
المستشفى الميداني الأردني نابلس/9 يباشر تقديم خدماته
بلدية الطيبة تبدأ بإصدار براءة الذمة العقارية إلكترونياً
إرادة ملكية بالموافقة على قانون الموازنة العامة
الملك يبحث مع الرئيس الجزائري سبل توطيد التعاون
اللواء الحنيطي يلتقي السفير الصيني
القاضي يستقبل رئيسة المركز الوطني لحقوق الإنسان
تشديدات أمنية للرقابة على هذه المخالفة الخطرة .. التفاصيل
الطاقة النيابية تناقش مشروع قانون اتفاقية التعدين في أبو خشيبة
تعيين حكام مباراتي ربع نهائي كأس الأردن
العمل النيابية تبحث نتائج الدراسة الاكتوارية للضمان
بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية مباشرة لأسرة من ذوي الإعاقة
مهم بشأن امتحان التوجيهي التكميلي
انطلاق البرنامج التدريبي لإعداد الموازنات والتقارير الماليه للاحزاب
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين

