خصال إن لم تكن فينا

mainThumb

22-07-2023 08:55 PM

خصال إن لم تكن فينا..وإذا لم تكن نبراسا لنا في هذه الدنيا الدنيئة ! الفانية ....! القميئة ....!
فإذا لم تتصف قلوبنا بالإعراض عنا، والزهد فيها واحتقار أمرها، والادبار عنها، وازدراء أمرها وتبكيتها، بل وتبكيت النفس فيما لو تعلقت بها !!! وبحطامها الفاني ! وخطامها البالي !
والتشمير ما أمكن للاقبال على الدار الآخرة دار القرار، والاستقرار، ومحط الرحال .
نعم لا بد من نوع غفلة تجتاح قلوبنا !
وشيء من التعلق بزينة الدنيا وهو أمر لامحيص منه ! ولا بد عنه ! لكن النفس تدافع وتقاوم هذا المزلق بحسب قوة ايمانها وبصيرتها، ورجحان العقل الناصح لها .
فقد زين للنفس حب زينة الدنيا وبهرجها .
قال تعالى: ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )
قلوبنا ابتليت بالوهن !
وتسلل إليها العطب! وأصيبت بالمرض!
جراء تعلقها بالحياة الدنيا واهمال تعاهدها ، بل وادمان حراسة ثغورها !
خشية أن تتسلل إلى عقر دارها نزعة الركون لدار قدر لها الزوال ولم ولن تكن دار قرار !
بل ليست إلا دار ابتلاء واختبار، وانتقال !
وقنطرة يعبر منها للآخرة، العين تبكي على الدنيا وقد علمت، أن السلامة فيها ترك ما فيها، لا دار للمرء بعد الموت، يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه .
وإن بناها بشر خاب بانيها، فأين النخوة وعلو الهمة والمروء والشاهمة ؟! أين الزهد والإيثار ؟!
أين شيم الاسلام وقيمه؟ وأين الأخوة والجود والرجولة والكرم ؟!
أين صفاء القلوب ونقاء السريرة؟ وأين حسن الطوية؟!
أين العفو والصفح والدفع بالتي هي أحسن ؟!
أين _ وأين أخوة الاسلام ؟
أين صلة الأرحام ؟!
أين حسن الجوار ؟!
أين مطلق الاحسان ؟!
( تُرى ! هل غرتنا الدنيا ؟!)
كان الصالحون العقلاء أرباب القلوب السليمة يقولون :
يادنيا غُرِّي غيري !!!
لذا كان أمر الدنيا أهون مايكون عندهم !
_ لابل أهون عندهم من شسع نعالهم !!!_
وكان المال في جيوبهم، وليس في قلوبهم !!!!!!!
إن كان لهم ثمة جيوب !!!!
لذا كان من السهل جدًا أن ينخلعوا من كل مالهم باذلين له في وجوه الخير والاحسان، ليقينهم أن الأمر أسرع وأخطر من أن يُحرصُ عليه ! وأن القلوبَ بتعلقها به، ستمرض بداء الركون للدنيا !!!
وسوف تنشغل عن المقصودِ الذي خلقت لأجله، وأن المال ليس إلا سبب لفعل الخير، واجتياز طريق السفر الى الله _نعم _ مصالح تجلب، ومنافع تحصّل للغير، أو مفاسد تدفع عن النفس والغير .
ووسيلة لتكثير المصالح الدنوية، لاصلاح المالات الاخروية.
ولا تنزِعُ النفس للرفاهية والدِّعة والمظهرية وسكن القصور، والنفرة كل النفرة مِن _وعن _ القبور !!!
إلا بتعلقها بدار الرحيل، دون دار القرار ! والصواب أن تتعلق القلوب ، وان يحدوها الامل ، ويُشغلها العمل ، للاتحاق بدار التنعُّم و النّعيم ، والراحة والاستراحة وحسن الجزاء .
ومن أحب لقاء الله احب الله لقاءه .
بكى الإمام الورع العالم العابد الزاهد التُقي النقي ، سفيان الثوري في سكراتِ موته رحمه الله، فقال لصاحبهِ حمَّاد : هل مثلي ينجوا يا حمَّاد؟ فقال له صاحبه: يا أبا عبدالله أنت مقبل على من كنت ترجوا.
(نعم أنت مقبل على من كنت ترجوا ) !..........


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد