ربّ أرني كيف تحيى الموتى؟

mainThumb

22-07-2023 10:20 PM

لقد طلب سيدنا إبراهيم خليل الرحمن من ربه ان يريه كيف يحيى الموتى ليزداد إطمئنانا وإيمانا بربه، وكان ذلك واضحا في قوله تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم (البقرة: 260))، وقال المفسرون: إن الأربعة من الطير هي: الغراب، الطاووس، الديك، والحمامة. فالسؤال الأول الذي يتبادر للذهن هو: لماذا الله قال خذ أربعة من الطير ولم يقل واحد او إثنين او ثلاثة او اكبر من ذلك؟! .والسؤال الثاني هو: لماذا لم يختار من مخلوقاته الأخرى العديدة والمختلفة من غير الطيور؟!. في رأيي الشخصي ان الله يختار الطير في امثلته مع الأنبياء حتى مع سيدنا عيسى عليه السلام فيما بعد سيدنا إبراهيم عليه السلام (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (آل عمران: 49)). لأن الطير من مخلوقات ربنا التي تسير علي اليابسة وتطير في الهواء وتسبح في الماء فهي برمائيةجويه وحتى يكون المثال واضحا ويراه سيدنا إبراهيم أمام اعينه في السماء وأمامه على الآرض ولا ننسى الآية (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (الانعام: 75)). أما لماذا إختار الله أربعة وليس اقل وليس اكثر من ذلك؟! حتى يشمل الله جهات الكون الاربعة وهي الشرق والغرب والشمال والجنوب لا ينقص ولا يزيد. وقد قام ابراهيم عليه السلام بجمع الأربعة طيور ونتف ريشها وقطع لحمها ورؤوسها وخلط الريش مع اللحم وقسم الخليط إلى أربعة أقسام متساوية ووضع على كل جبل قسما وترك رؤوس الطيور الأربعة معه ودعى الطيور بأسمائها. فبدأ ريشها ودمها ولحمها يتجمع في السماء بإذن ربها وجاءته تسعى أمامه تبحث عن رؤوسها. وعندما حاول سيدنا إبراهيم عليه السلام إعطاء رأس الغراب لجسم الطاووس رفض الجسم الراس الذي ليس له حتى أعاد سيدنا إبراهيم راس كل طير لجسمه وعادت الطيور كما كانت. ولكن نذكر الناس اجمعين بهذه الآيات (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ، وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَحِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (يس: 77-79)). ونذكرهم كذلك بقصة سيدنا العزير أيضا (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: 259))، فإن الله على كل شيء قدير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد