يا له من زمن

mainThumb

01-08-2023 04:08 PM

في معظم الولائم التي أحضرها يكون بيننا شيوخ كبار ؛ ولائم الأعراس ، الجنائز ، العقيقة أو شراء بيت جديد ...يجلسون صامتين ، هادئين ، مستغرقين في التفكير ، ينظرون إلينا نحن الكهول أو الشباب ساكتين ، فإن تحدثوا ، فبأسى عن هذا الزمن الموحش ، ويُقارنون زمنهم الجميل ، الرائق والهادئ بزمننا هذا البائس والقلق! جيلنا في نظرهم مليء بالعجائب والتناقضات ، والتفاهة و اللامعنى !...
الأمس سمعتُ نفس الحديث والأوصاف ذاتها ، أثناء الغداء ، وسط المعزين الّذين قدموا من عدة أمكنة أو مدن ، كان الشيخ الذي قال بأنه يدنو من الخامسة والتسعين من عمره ، يتحدث بغيظ شديد ؛ قال بأنه عاش طويلاً ، وعاصر الكثيرين ، أجداده ، وأعمامه وأخواله وجيرانه وأولاده وأحفاده غير أنه ما تصور أبداً أن يصل الى هذا الزمن العجيب برجاله ، بنسائه وربما بحيواناته!
وعدد أمثلة كثيرة ؛ العمل ، الصداقة ، البيع والشراء ، الحشمة ، الخصومات ، العلاقات الاجتماعية وطاعة الوالدين ... لكن لما وصل الى الزواج هاج حتى جحظت عيناه وكرر هذا المثال مرات عديدة!
ــ في الماضي ، لما يكون أحدنا غائباً في مدينة بعيدة لأجل العمل أو التجارة أو زيارة حبيب ، وتُخطب ابنتي ، فيوافق أخي أو خالها نيابة عني ، فالأمر محسوم ولا يُناقش لا من طرفها ، ولا من أمها أو من طرفي أنا بعد أن أعود ... واليوم ، يا الله ... ماذا أقول .... والله ... ماذا تقول البنت ،لا ، انتظروا إني أريد رأي صديقاتي ، هل الشاب الذي خطبها مناسب أم لا ؟ وهل هو وسيم ، يجب أن يُعجب صديقاتي ...
يا الله ...
يا له من زمن ....






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار صحيفة السوسنة الأردنية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :